بالأمس اتصل بي عدد كبير من آباء بعض الطلبة المتفوقين لهذا العام ومن امتازوا بنسبٍ عالية وأكثرهم أبدوا تخوفهم من عدم شفافية معيار «المقابلة وامتحان اللغة الإنجليزية»، إذ قال أحدهم: هذان المعياران مطاطيان بإمكان التحكم فيهما، وهذا ما يخيفنا في الأمر، فعلى رغم قوة أبنائنا في اللغة الإنجليزية مما انعكس على معدلهم التراكمي حتى حصلوا على نسب عالية، وعلى رغم دخول أعداد منهم إلى معاهد لتدريس الإنجليزية منذ صغرهم، إذ ازدادوا قوة في هذه اللغة على القوة التي يمتلكونها فإننا مازلنا متوجسين من هذا المعيار، فالمعيار مطاطي، ونتمنى على جمعية الجامعيين البحرينية وجمعية الشفافية والصحافة أن تعمل على تكريس الشفافية في هذين القيدين، فللأسف أصبحا أكثر أهمية حتى من المعدل!! أحدهم قام بالاتصال بي طالبا توصيل صوته عبر الصحافة ويناشد أيضا بأن تطلع جمعية الجامعيين - انطلاقا من مبدأ الشفافية - على طبيعة ما يدور في هذه الحلقة المهمة من مسلسل البعثات وهي مسألة المقابلة واختبار اللغة الإنجليزية وما هي طبيعة الأسئلة وما هو مستوى قوتها أو ضعفها من طالب إلى آخر؟ وهل هناك لجنة حيادية في ذلك أم لا؟ فتعب سنين يذهب بمقابلة وامتحان!

ما لحظته من عشرات الاتصالات المتفرقة لها تحمل توجسا واحدا ونتيجة لأخطاء ومحسوبيات حصلت في السنين الماضية والقريبة تجاه مسألة الامتحان والمقابلة، فهما المفصل الأساسي للبعثات وهما اللذان يجب أن يسلط عليهما الضوء وبكثافة، ويجب أن تبادر جمعيتا الجامعيين والشفافية وهما أهل لذلك باقتحام هذا الموقع والإطلاع عن قرب على المفصل الجوهري والأساسي بالطبع حتى لا تتكرر المشكلات التي حدثت في السنين الماضية. ففي العام 2001 قامت مجموعة من الطلبة برفع مذكرة احتجاج وهم تسعة طلبة من خريجي الصناعي إلى كل من مدير البعثات عبدالله المطوع ونسخة أرسلوها إلى جمعية البحرين لحقوق الإنسان ونسخة وصلت لي بسبب حرمانهم من البعثات والاكتفاء بإعطائهم منحا مالية بسيطة على رغم ان مجاميعهم كانت في التسعينات وكان احتجاجهم أنهم حرموا من البعثات في حين حصلت على البعثات أعداد هائلة بمجاميع تقل عن مجاميعهم بكثير جدا وأرسلوا التفاصيل في رسالتهم وردود الوزارة إلى عدة مؤسسات حقوقية. ما يهمني في الأمر هو رد مدير البعثات إذ كان الآتي: «انه بعد الإطلاع على الوثائق الخاصة بالمبتعثين هذا العام (2001) وبعد دراسة الشكوى المرفوعة إلى سعادة الوزير، نود الإفادة بأن جميع الطلبة الذين لم يحصلوا على بعثات ومعدلاتهم تتراوح بين 90 في المئة و94 في المئة قد حصلوا على مساعدات مالية تكفي دراستهم في جامعة البحرين ومنهم الطلبة أصحاب الشكوى. وحيث أن نظام الابتعاث تحكمه بالإضافة إلى المعدلات التراكمية وجود أولوية الرغبات التي يسجل فيها الطالب عند التقدم للبعثات هذا عطفا على معايير أخرى منطلقة باجتياز اللغة الإنجليزية ورغبة الطالب للعمل في سلك التدريس».

ورد المدير عن مسألة المتظلمين «بأن بعضهم لم يتقدم للامتحان لتحديد المستوى في اللغة الإنجليزية أو البعض لم يتقدم للامتحان من الأصل ومنهم من رسب في اللغة الإنجليزية ومنهم من نجح في الامتحان ورسب في المقابلة... الخ» (التفاصيل موجودة) ما نريد أن نخلص إليه أن الامتحان والمقابلة أصبحا مفصل كل شيء، إذن يجب التركيز عليهما بكل وضوح وسماع شكاوى أي متظلم إمعانا لترسيخ الشفافية وكل ذلك لصالح الوزارة والطلبة والوطن أيضا.

تبقى هناك أسئلة مهمة في هذا الشأن وهي شكوى وجدتها تتكرر عن كثير من الآباء ممن اتصلوا بي يوم أمس بعد نشر مقال: «بعثات بريطانيا حلم يراود كل متفوق» وكلهم يستغيثون بـ «الوسط» لتوصيل صوتهم بكل شفافية ووضوح وأسئلتهم ومطالبهم كانت كالآتي:

- نطالب بوجود شفافية في المقابلة وامتحان الإنجليزي لنعرف المعايير وأن تكون الأسئلة في أوراق حتى تكون محددة وعلمية في المقابلة والامتحان أيضا، وأن نطلع على التصحيح.

- عطفا على كلامك بالأمس «لأناس أرسلوا إلى دول أجنبية بمجاميع تقل كثيرا عن أناس حرموا وهم بمجاميع كبيرة» هل يعني ذلك أن المقابلة والامتحان الإنجليزي أصبحا أهم من معدل الطالب الذي تعب عليه لمدة 12 عاما؟ إذا ما قيمة كل هذه المعدلات والتكريمات إذا أصبحت المقابلة وامتحان الإنجليزي أهم من المعدل؟ نطالب بتفسير دقيق في ذلك وليس لنا إلا صحيفة «الوسط» في ذلك.

- هل يعقل أن يحرم طالب مثلا حصل على معدل 97 في المئة من الدراسة في جامعة في بريطانيا ويحصل عليها آخر مجموعه أقل بكثير لأن هذا «رسب» مثلا في المقابلة أو الامتحان وذاك نجح فيهما؟