بعد ذلك الليل
لن تهملني
لا أدعي شيئا في الرقاد
أو العناق
غير أن الضوء يتغير
على يدي التي
تلمسها يدك
وعلى ذيل قميصي
«الساتان الأبيض»
الذي يفكر بالمساء
ويتحدث عنك
وبالتأكيد
عن القمر
فسيح وأبدي ونائم.
كما تنام أمور أخرى
حتى يوقظها
الغناء.
ترتدي «عناية جابر» ساتانها الأبيض، ولأنها ليست متعبة ولا تشعر برغبة في النوم تقطع المسافة من طرف السرير إلى الطرف المقابل، لترسم فضاءات مختلفة لقصائدها، وكثيرا من علامات التعجب والاستفهام لدى القارئ. فالقصيدة ليست واقعا متخيلا كليا، ولاخيالا كليا، تمزج الوهم بالضباب بالجسد بيوميات الحياة وتفاصيل المكان فتكون القصيدة سبيلا للخروج من الحلم إلى خيال الواقع فوق أنقاض خراب الحاضر:
أغادر
كمن يتزلج على ركبتيه
كمن يسقط
في أحشائه.
من بين كل الأشياء الشريرة
سترتك الشتوية
تشبه غيمة ضخمة
أتمدد في قلبك
هرة متقاعدة
تتمحور القصائد في غالبيتها حول لوعة الجسد والرجل الغائب ذي «الإمحاء المخملي» والمرأة الأخيرة دائما إلى قلبه، وأمور يوقظها الغناء. هذه الأمور تعطي القصائد خصوصية غرائبية لدى الشاعرة فهي تحاصر الرجل الغائب بجسدها وأدواتها اليومية وفي الوقت نفسه تبتعد بخيالها عنه وتتقبل رحيله من دون انفعالات وبكاء بل تكتب ألمها بكل بهجة وسرور وحرية واطمئنان ما يخلق في قصائدها إيحاء بوجود ظل لغائب افتعلت غيابه ليتسنى لها الكتابة بهدوء، فالشعر لديها مهنة قاسية تحتاج إلى تركيز ونيات خطيرة:
القصائد ليست الأشياء
الرقيقة
والشعر مهنة قاسية،
وتملك السطور مشاعرها،
ونياتها الخطيرة،
ولا أريد للنساء أن
يقرأن أشعاري
إنها
للرجال الأشداء
عناية جابر كاتبة جريئة عبرت من خلال نصوصها عن معاناة المرأة وقلقها وتوترها وصرخت ولكن بصوت هادئ، إنها كامرأة تكتب وكامرأة تعاني وكامرأة تحب وتكتب للرجل لتقول له حلّ عني:
لم تعد ذات شأن
هذه الإسعافات الرقيقة
لم تعد تؤثر
وكما لا يمكن للاخوة أن يسلوا بعضهم
حلّ عني