الآن وقد انتهى المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في الأردن، والذي يعتبر امتدادا لما كان يسمى بالقمة الاقتصادية للشرق الأوسط وشمال افريقيا، وعقدت في بلدان عربية ثلاثة معروفة بعلاقتها الخاصة بالولايات المتحدة هي الأردن والمغرب ومصر.

الآن وقد انتهى هذا المنتدى فإنه من المناسب مراجعة النتائج التالية التي تمخض عنها:

ان هذا المنتدى والقمم الاقتصادية السابقة هي اختراع أميركي من أجل خلق علاقات تقارب وتعاون ومن ثم تطبيع بين الدول العربية و«إسرائيل»، وأن التلويح بالمنافع الاقتصادية والتجارية مثل عرض الولايات المتحدة بإقامة الشراكة الاقتصادية بينها وبين دول الشرق الأوسط جميعها بما فيها «اسرائيل»، هذه الشراكة هي واحدة من الاغراءات التي تقدمها أميركا بهدف الوصول الى العلاقات الطبيعية بين العرب و«إسرائيل» عن طريق واشنطن وبعيدا عن حل القضية الفلسطينية والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني. ومن هذه النتائج أيضا أن هذه المنتديات التي تقام تحت المظلة الأميركية هي منافسة لتلك التي تقيمها دول الاتحاد الأوروبي من أجل تشجيع الدول الأخرى على إقامة شراكة اقتصادية معها، وأن هذه المنتديات الأميركية تتميز بأنها تهدف أساسا الى الترويج للاحتلال الاسرائيلي الذي يلقى كل الدعم من أميركا، والتي تعتبر كل من يقاوم هذا الاحتلال ارهابيا، أما ما تقوم به جحافل شارون من مجازر وقتل وحرق وهدم فهو دفاع عن النفس.

وهذه المرة - وفي هذا المنتدى المحاذي للبحر الميت - فإن أميركا قد زادت من ترويجها بأن أضافت اليها «خريطة الطريق»، أو بالأحرى «خريطة» توفير الأمن لإسرائيل وإنهاء الانتفاضة وكل أشكال المقاومة للاحتلال، وعلى الذين يحضرون المنتدى المشاركة في الترويج، وفي دعم السياسة والتوجهات الأميركية والاسرائيلية في هذا الصدد. وأضافت أيضا الترويج لاحتلالها العراق ودعوة الدول الحاضرة لمنتدى البحر الميت بأن تتضافر جهودها وتسخير أموالها من أجل إعادة إعمار العراق من دون أن تسأل هذه الدول عن سبب ذلك الاحتلال والأربعة آلاف بريء الذين قتلوا والتحطيم والتخلف الذي نجم، ومن دون أن يسأل أحد عن أسلحة الدمار الشامل «التي اتخذت ذريعة للغزو». وأزاء ذلك فأن حضور هذه المنتديات والمشاركة فيها والاجتماع مع الاميركيين والاسرائليين، كل ذلك يساهم في الترويج للاهداف الاميركية والاسرائيلية