رحيل المخرج السينمائي موريس بيالا
فقدت الاوساط الثقافية والفنية الفرنسية حديثا واحدا من اشهر مخرجيها السينمائيين هو المخرج (موريس بيالا) عن عمر يناهز 77 عاما والحاصل على جائزة (السعفة الذهبية) في مهرجان كان السينمائي عن فيلمه (تحت شمس الشيطان) المأخوذة قصته عن رواية للكاتب جورج برنانوس وبطولة جيرار يبارديو والممثلة ساندرين بونير.
ولد موريس بيالا في العام 1925 وهو من أسرة فقيرة إذ كان والده تاجر اخشاب وكان يحلم بأن يكون رساما ولكن مع ظهور الموجة الجديدة في السينما الفرنسية تحول الى الاخراج السينمائي في نهاية الخمسينات إذ أخرج الكثير من الافلام التي جعلت له بصمة مميزة في السينما الفرنسية منها فيلم (الطفل العاري) وفيلم (لولو) وفيلم (لحبنا) و(فان جوخ) التي كان لها تأثير كبير على السينما في الربع الأخير من القرن العشرين.
احتلت رواية الكاتبة الفرنسية المعاصرة والممثلة الكوميدية أني دوبيري التي ولدت في العام 1947 وهي بعنوان (تعال نَرَ الى أبعد الحدود) قائمة أفضل خمس روايات فرنسية بيعت منذ ظهورها في اغسطس/آب من العام الماضى إذ بيع منها 254 الف نسخة وقد تعدى ذلك مبيعات روايتها السابقة (الوشاح الاسود) التى بيع منها 202 الف نسخة.
وتدور حوادث الرواية حول البطلة (كريستين) التي تعدت الخمسين من عمرها والتي تخشى من وصولها الى سن الشيخوخة وتكون بمفردها في هذه الفترة العمرية كذلك الحال بالنسبة إلى (بول) الفلاح الحالم والشاعر وكذلك (سولانج) المرأة الشابة التي تخشى من المحيطين بها وتوضح الروائية من خلال اشخاص رواياتها كيف تستطيع الاسرة السعيدة ان تحيا حياتها من دون قلق من مستقبلها.
يذكر ان الروائية تلعب حاليا على المسرح الفرنسى دور (سارا برنار) وهي تأمل ان تصبح كاتبة مشهورة كما في التمثيل.
فازت النجمة الفرنسية انوك ايميه التي برزت في مجموعة كبيرة من الافلام منها (رجل وامرأة) و(لا دولتشي فيتا) و(ثمانية ونصف)، مساء أمس الأول بجائزة الدب الذهبي الشرفية في مهرجان برلين الثالث والخمسين للسينما، قبل عرض فيلم (لولا) للمخرج جاك دومي وفي حضور الوزيرة الفرنسية السابقة سيمون فيل، رئيسة مؤسسة شوا الدولية الخاصة بمحرقة اليهود.
وقالت الممثلة التي حياها الحضور وقوفا «اشعر بتأثر كبير، مع انني اعتقد ان التكريم قد يكون بداية النهاية». واضافت: لكنني اعرف ان ممثلين اصغر سنا مني فازوا بهذه الجائزة، وانني بالتالي سعيدة للغاية. وكما قال بيكاسو، يلزمنا الكثير من السنوات لندرك الشباب.
وتحدثت الممثلة عن الحرب، فقالت وسط التصفيق بما اننا مجتمعون تحت شعار التسامح وتقبل الآخر، أعرب عن أمنيتي في ان نعطي نحن - اوروبا القديمة - مثل السلام للاكثر شبابا.
وكرمت انوك ايميه ذكرى المنتج الفرنسي دانيال توسكان الذي توفي الثلثاء في برلين. وقالت: اود ان اتوجه بأفكاري اليه، سافتقده كثيرا، وكذلك السينما الفرنسية.
وظهرت الممثلة البالغة من العمر سبعين عاما في تنورة زرقاء وسترة سوداء. وعلقت بدعابة على فيلم «لولا» الذي يعود الى العام 1961 فقالت لم امثله بالامس، بل اول من امس. وقد فازت العام الماضي بجائزة سيزار شرفية، وهي اهم جائزة تتوج السينما الفرنسية.
وقال مدير مهرجان برلين ديتر كوسليك اننا مدينون لها بلحظات لا يمكن نسيانها على الشاشة. فقد اظهرت بمزيج فريد من الكآبة والشغف موهبتها الرائعة كممثلة في عدد هائل من الافلام.
ومن الممثلين الذين فازوا حتى الآن بهذه الجائزة عن مجمل حياتهم الفنية الن دولون وكاترين دونوف وجان مورو.
الرئيس الفرنسي جاك شيراك وجه الدعوة إلى عدد كبير من نجوم ومخرجي وفناني افلام المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي... لحضور وليمة عشاء ضخمة بقصر الاليزيه منذ أيام.
هذه هي المرة الأولى التي يتخذ فيها الرئيس الفرنسي مثل هذه الخطوة التي يرحب فيها بالمهرجان السينمائي الكبير.. وقد عبر عن ذلك في كلمة ألقاها بالحفل قائلا: ان دعم السينما الفرنسية هو في الواقع دعم للتراث الانساني وللصناعة الوطنية وللفن بشكل عام... وفي رأيي ان على كل من يستطيع... في كل انحاء العالم... ان يدعم السينما العالمية، لانها تعبر عن مزيج من الاحاسيس والمشاعر الآدمية والحس الفني الراقي. وهو ما يفرق بين الانسان وغيره من المخلوقات.
حضر الحفل من كبار فناني السينما الفرنسية المخرجون لوك بيسون، وبرتراند بلييه، وكلود ميلر، وفرانسوا اوزون، ومن النجوم فينسنت بيريز، وجيرار دي بارديو، وجان روشتور، وجيرار كروزبك... وغيرهم
يعد العام 2001 هو عام الأرقام القياسية بالنسبة إلى السينما الفرنسية إذ استقبلت دور العرض البالغ عددها 5236 دار عرض نحو 18582 مليون مشاهد وهي تتضمن زيادة قدرها 12 في المئة بالمقارنة بالعام الذي سبقه
العدد 289 - السبت 21 يونيو 2003م الموافق 20 ربيع الثاني 1424هـ