يعتبر الممثل الجذاب آلان ديلون من بين ابرز الممثلين الفرنسيين في مرحلة ما بعد الحرب، وهو فنان وسيم بشكل خاص، قفز على الشائعات والفضائح التي تمتلئ بها حياته ليقدم موهبة فذة وغامضة. ولد في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 1935 في منطقة سيوكس بفرنسا، وقضى معظم سنوات تكوينه الأولى تحت رعاية زوجين تبنياه.
بعد ذلك تم ارساله الى سلسلة من المدارس الداخلية وعند سن السابعة عشرة التحق بقوات الجندية البحرية إذ خدم فيها كجندي مظلات في الهند الصينية. وعند تسريحه من الخدمة عاد ديلون الى مارسيليا وأقام علاقة صداقة مع الممثل الطموح جان كلاود برايلي الذي دعاه إلى حضور مهرجان كان السينمائي في العام 1957. وهناك حصل ديلون بسبب مظهره الوسيم والمثير على عدد من العروض للظهور في أفلام مختلفة منها عرض مدته سبع سنوات من المنتج الأميركي الكبير ديفيد او سيلزنيك وهو العرض الذي رفضه الين. وفي النهاية وافق على القيام بدور صغير في فيلم When the Woman Gets Confused للمنتج ايدويغ فويلير، واتبع ذلك بظهوره في فيلم Sois Bell Et Tais-Toi العام 1957.
قام ديلون بأول بطولة له في فيلم Christine العام 1958 إذ تقاسم البطولة فيه مع رومي شنايدر التي اصبحت خطيبته فيما بعد لفترة وجيزة، ثم قدم عددا من الأدوار الثانوية ليحصل أخيرا على بطولة فيلم Purple Noon فيلم الاثارة الذي قدمه المخرج رينيه كليمنت في العام 1960، وهو الفيلم الذي حقق نجاحا عالميا والذي قدم ديلون فيه دور قاتل اميركي ذي ميول جنسية منحرفة يسافر الى الخارج. في العام 1960 ظهر في فيلم للمخرج لوشينو فيسكونوتي يحمل اسم Rocco and His Brothers، كما قدمه فيسكونوتي بعد ذلك في العمل المسرحي صTis Pity Sheصs a Whore الذي تقاسم بطولته مع خطيبته شنايدر، ثم عاد مرة اخرى إلى العمل مع كليمنت في العام 1961 إذ قدما فيلم Che Gioia Vivere الذي تبعه فيلم Les Amours Celebres مع بريدجيت باردو.
وعلى رغم الانتقادات المختلفة لأعماله، كان ديلون يعتبر من النجوم المفضلين لكثيرين من بين ابرز نجوم عصره، وفي العام 1962 قام بدور البطولة في عمل The Eclipse مع المخرج ميشيل انجلو انتونيوني والذي كان عملا رائعا، ثم قدم فيلم Le Diable et les Dix Commandments مع جوليين ديفيف، كما شارك في التحفة الفنية التي قدها فيسكونتي في العام 1963 The Leopard.
هذه الأعمال الراقية التي قدمها ديلون رفعت من شأنه ليصبح ذا شهرة عالمية، ثم جاء عمله التالي في العام 1963 وهو فيلم Any Number Can Win/ The Big Grab وهو فيلم عصابات ذو موازنة كبيرة تقاسمته بطولته معه جين غابين. وفي العام 1964 قدم فيلم Les Felins الذي عاد به الى الانتاج والتمثيل وبعد ذلك أسس شركته الخاصة وهي شركة Adel Productions.
وفي العام 1966 قدم ديلون باكورة انتاجه في هوليوود بفيلم The Lost Command، وتبعها بعد ذلك بفيلم Once a Thief, Texas Across the River وفيلمYellow Rolls Royce . ولكن في العام 1967 عاد الى فرنسا وظهر مع زوجته ناتالي ديلون في الفيلم الكلاسيكي The Samurai للمخرج جان بيير مالفيل وهو الدور الذي أبرز شخصيته الانعزالية التي طورها في ادوار لاحقة منها عمل The Girl on a Motorcycle مع ماري آن فيثفول الذي قدم في العام التالي.
في العام 1969 وجد ديلون وزوجته نفسيهما في وسط فضيحة كبيرة عندما تم العثور على جثة الحارس الشخصي لهما، مقتولا بالرصاص، في وسط النفايات. وقد وجهت التحقيقات التالية في مقتله أصابع الاتهام نحو الكثير من ابرز مشاهير وسياسي فرنسا كمشاركين في شبكة قذرة تقوم بجرائم القتل والمخدرات والجنس. وتوقع الكثير انهيار مهنة ديلون ولكنه نجح في تحويل عناوين الصحف الصغيرة لصالحه. وقد ادى ذلك الى ان تتخذ ادوار العصابات والقتلة والاشخاص المنحرفين جنسيا التي قدمها فجأة واقعا جديدا في ضوء الأعمال الاستغلالية التي تعرض لها في حياته البعيدة عن الشاشة، وفي ضوء مقابلة تلفزيونية سيئة الصيت اعترف فيها باقامته علاقات جنسية شاذة في الماضي، وكذلك بسبب الكثير من المغامرات السيئة التي اعترف بها وهو الأمر الذي ازعج المشاهدين بشكل كبير.
في أعقاب هذا الجدل، قام ديلون ببطولة اربعة افلام عصابات متتالية هي فيلم المخرج جان هيرمان Jeff، ثم فيلم Les Clan des Siciliens للمخرح هنري فيرنويل، بعد ذلك جاء فيلم Borsalino للمخرج جاك ديراي واخيرا فيلم المخرج مالفيل Les Cercle Rouge، التي حققت جميعها نجاحا كبيرا في أوروبا، ولكن سمعته في هوليوود طاردته الى اوروبا ما تسبب في فشل فيلمه الناطق باللغة الانجليزية Scorpio في العام 1973.
ومع ذلك، قضى ديلون معظم فترة السبعينات وهو يعتبر النجم الأكبر في فرنسا.
وقد فاز فيلم Monsieur Klein الذي قدمه في العام 1976 مع المخرج جوزيف لوسي، بجائزة سيزر لأفضل صورة، كما ان فيلمي الاثارة اللذين قدمهما في العام 1977 Comme Un Boomerang وLe Gang حققا ايرادات لا بأس بها.
في العام 1979 حاول اختراق السوق الأميركية مرة اخرى بفيلم Airport 97: Concord ولكن كما في السابق عاد الى فرنسا من دون ان يحقق اي نجاح. في العام 1981 عاد ديلون الى الاخراج بفيلم Pour la Peau dصun Flic الذي تبعه بعد ذلك بعامين بفيلم Le Battant.
وفي العام 1984 تقاسم بطولة فيلم المخرج فولكر شلندورف Un Amour de Swann وهو ارقى عمل تألق فيه خلال عقد من الزمان. وفي العام نفسه فاز بجائزة سيزر عن ادائه في فيلم Notre Histoire وفي العام 1985 قدم فيلم Parole de Flic الذي حقق ايرادات عالية.
بعد الانتقادات التي وجهت إلى فيلم Le Passage الذي قدمه في العام 1986 بدأت أعمال ديلون في التناقص وبدأ يختار الأعمال بعقلانية أكبر، من بينها فيلم Nouvelle Vague في العام 1990 الذي جمعه للمرة الأولى مع المخرج جان لوك غودارد. وخلال فترة التسعينات استمرت صورته في التراجع من الشاشة إذ بدأ يركز على مغامرات تجارية متنوعة، ولم يظهر مرة اخرة امام الكاميرا الا في العام 1994 بعمل L Ours en Peluche. وبعد قيامه بدور صغير في عمل Les Cent et une Nuits de Simon Cinema مع المخرح انجي فاردا، ثم ظهر مرة اخرى في العام 1997 في عمل Le Jour et la Nuit.
وفي العام 1999 اعلن اعتزاله التمثيل لكنه عاد مرة اخرى في العام التالي بفيلم The Actors مع المخرج برتراند بلير، وليشارك بعد ذلك في العام 2002 في بطولة مسلسل تلفزيوني ليجسد فيه شخصية المسئول في قسم الشرطة فرانك ريفا
العدد 289 - السبت 21 يونيو 2003م الموافق 20 ربيع الثاني 1424هـ