شهد يوم أمس انطلاق لقاءين اقتصاديين استضافتهما دولتان عربيتان في منتجعين ساحرين في الأردن ومصر استهدفتا إبقاء جذوة حرية التجارة وتحرير الاسواق متقدة، إذ افتتحت أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع أردني مطل على البحر الميت في تزامن مع افتتاح اجتماع غير رسمي جمع نحو ثلاثين وزير تجارة من مختلف بلدان العالم في منتجع شرم الشيخ في مصر، ويهدف اللقاءان الى تحريك عناصر وآليات التجارة العالمية الحرة، غير أن السياسة طغت على اللقاءين.
ففي حين تميزت لقاءات المنتجع الاردني بطغيان الموضوع الفلسطيني وخريطة الطريق المفضية الى حل سلمي للقضية الفلسطينية، وعراق ما بعد الحرب، وكانتا القضيتين اللتين استأثرتا بمفاصل الحوار، كادت ذيول الصراع الاميركي الاوروبي التي انتقلت من ميادين الحرب الى الاسواق أن تشل اللقاء الاول في شرم الشيخ.
وفي كل الأحوال لا يمكن الفصل، هكذا، بين السياسة والاقتصاد، إلا أن التدخل العنيف على الطريقة الاميركية في قضايا اقتصادية أساسية يضر بالسياسة والاقتصاد في آن.
في شرم الشيخ كما في الاردن كانت اللقاءات اقتصادية بحتة لكن السياسة، كعهدها دوما أفسدت أجواء الحوار التجاري والاستثماري الذي يعنى أساسا بالارباح وفرص الاستثمار، وتوافر شروط أكثر تنافسية، أكثر مما يعنى بفواتير الايدويولوجيا وجنون العظمة.
المحرر الاقتصادي
العدد 289 - السبت 21 يونيو 2003م الموافق 20 ربيع الثاني 1424هـ