خلافا للمعلومات المتداولة عن انعكاس التباينات السياسية بين المسئولين الأميركيين والفرنسيين بشأن العراق على العلاقات التجارية بين البلدين نجد ان ما يحصل واقعا بدأ يثبت العكس ولو جزئيا. فقد شهدت باريس (الجمعة والسبت الماضيين) لقاء ضم حوالي 50 رئيس شركة كبرى ضمن إطار هيئة غير رسمية يطلق عليها «المجلس الفرنسي - الأميركي للشركات». إذ توصل المجتمعون إلى قرار يقضي بضرورة الإسراع في طي صفحة التأزم التي زادت في الأشهر الأخيرة ورافقتها شائعات عن قيام حرب تجارية بين الطرفين.

والملفت في الموضوع هو دعم كل من جورج بوش وجاك شيراك لهذه الخطوة بغض النظر عن التصرفات الصادرة عنهما، والتي كان آخرها ما لوحظ في قمة الدول الثماني الصناعية الكبرى في إيفيان. ويهدف هذا الملتقى إلى دفع رؤساء الشركات الى البحث في موضوعات مثل: تطور التجارة العالمية، أو التكنولوجيا الجديدة، مع دراسة الطريقة الأمثل التي ينبغي اعتمادها لتطوير العلاقات الاقتصادية بين الدولتين والمساهمة في النمو العالمي. فالسماح بعقد هذا الملتقى اليوم يؤكد بحد ذاته أن القادة السياسيين انضموا إلى الجهود التي يبذلها أرباب العمل لاحتواء التباينات على أشكالها.

مع ذلك، أقر المجتمعون أن ما حصل كان الأزمة الأقوى بين البلدين، وشددوا على القول بأن هذا الوضع لن يتكرر بسهولة في المستقبل. ويذكر أن 13 شركة أميركية فاعلة في ميدان صناعة الطيران تشارك في معرض «لوبورجيه» القائم حاليا في فرنسا