العدد 286 - الأربعاء 18 يونيو 2003م الموافق 17 ربيع الثاني 1424هـ

النرويج لا تعرف لماذا هددها الظواهري على العكس من ألمانيا

سمير عواد comments [at] alwasatnews.com

حين انتشر في النرويج نبأ أفاد أن نائب أسامة بن لادن، زعيم منظمة (القاعدة) أيمن الظواهري، دعا إلى القيام بأعمال تفجير في النرويج، وجد النرويجيون صعوبة في فهم ما سمعوه. لماذا النرويج؟ لكن سرعان ما بدأ البحث عن إجابة لهذا السؤال، لكن السياسيين الذين قطعوا اجتماعاتهم ووقفوا أمام الكاميرا لم يستطيعوا تقديم إجابة مباشرة. وقال رئيس الوزراء النرويجي كيل ماغني بونديفيك ان بلاده تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد لكن ليس هناك فكرة واضحة عن السبب الذي يجعل النرويج هدفا لمنظمة (القاعدة) وعلى مستوى واحد مع الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا. سرعان ما انتشرت شائعة قالت ان هناك خطأ وقع عندما وضع الظواهري تهديداته واستبدل النرويج بالدنمارك. ذلك أن الدنمارك هي الدولة التي ساندت الولايات المتحدة في حرب العراق. لكن حينما قام بحاثة السلام ووسائل الإعلام بالتمحيص عن سبب تهديد النرويج ظهرت أسباب لذلك.

على سبيل المثال الملا كريكار الذي يقيم منذ العام 1999 في النرويج. هذا الملا البالغ 47 عاما من العمر قام قبل عامين بتأسيس حركة متمردة إسلامية تعرف باسم (أنصار الإسلام) وذلك في شمال العراق. وقد زعم الأميركيون أن كريكار على صلة بأسامة بن لادن وصدام حسين. ونفى كريكار أن يكون قد وصف أسامة بن لادن في مقابلة صحافية أنه جوهرة في أيقونة الإسلام.

قبل وقت قصير قررت مديرية الهجرة النرويجية إبعاد الزعيم الكردي كريكار معتبرة إياه تهديدا للأمن الداخلي. وقد احتج محاميه على هذا القرار ويجري التفاوض في هذا الشأن. وأبلغ رئيس تحرير صحيفة «القدس العربي» الصادرة في لندن، عبدالباري عطوان صحيفة «ستافانغر أفتن بوستن» أن النرويج أصبحت مهددة بسبب قضية الملا كريكار التي انتشرت في العالم الإسلامي. كما أن هناك دلائل أخرى وراء تهديدات الظواهري وهي مساهمة النرويج التقليدية في منطقة الشرق الأوسط ودورها في عملية السلام إذ استضافت شهورا طويلة مفاوضات سرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين في أوسلو، والمشاركة في مهمة حفظ السلام في أفغانستان واتصالاتها الوثيقة مع الولايات المتحدة ودورها بصفتها دولة منتجة للنفط إذ يوصف النرويجيون بأنهم شيوخ الشمال نسبة إلى ثروتهم النفطية. وتعمل شركة النفط الوطنية Statoil في عدد من الدول الإسلامية مثل إيران ودولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية، ضد رغبة بعض هذه الشعوب التي ترى المساهمة النرويجية بصورة ما تدخلا إمبرياليا في اقتصاد الدول الإسلامية. يوم الخميس الماضي ظلت أبواب السفارة الأميركية مغلقة وتم فرض حراسة مشددة على مباني بعثات دبلوماسية أجنبية أخرى فيما زادت الإجراءات الأمنية على سفارات النرويج في دول إسلامية. وتعتبر مجموعة البلدان الاسكندنافية وخصوصا السويد والدنمارك والنرويج وكرا لعدد كبير من النازحين العرب والمسلمين الذين لجأوا إلى أراضيها للحصول على حياة أفضل.

فيما النرويج غارقة في البحث عن سبب وجيه لمكانها الجديد على قائمة منظمة (القاعدة) فإن وزير الداخلية الألماني أوتو شيلي لا يحتاج إلى التفكير في البحث عن أسباب للعمل في محاربة (القاعدة) على رغم أن تهديدات الظواهري لم تشمل ألمانيا لكن سبق وأن هدد أسامة بن لادن ألمانيا في رسالة صوتية في الماضي. يوم الجمعة الماضي حذر شيلي، التابع للحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم، من احتمال وقوع أعمال عنف في ألمانيا من قبل منظمة (القاعدة) وقال شيلي إنه واثق من أن ألمانيا على قائمة الدول التي تستهدفها (القاعدة) وأشار إلى وجود خطر محدق وخصوصا بعد التفجيرات التي وقعت في السعودية والمغرب وأبلغ الصحفيين في برلين عند تقديمه إحصائيات الجرائم التي وقعت في ألمانيا خلال العام 2002 الماضي: «نشعر اننا على حق بتخميناتنا وأن الإرهاب الدولي وعلى وجه الخصوص منظمة (القاعدة) ما زالت قادرة على العمل. طالب شيلي بتعزيز تبادل المعلومات بين دول الاتحاد الأوروبي ليجري فرض رقابة أفضل على تنقلات المتطرفين. وقد دأب شيلي منذ هجوم الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول على إطلاق تحذيراته باستمرار وزادت الإجراءات الأمنية في مطارات وموانيء وعلى النقاط الحدودية كما زاد البوليس السري الرقابة المفروضة على نحو مئتي شخص من المحسوبين على تنظيمات إسلامية متطرفة وهناك رقابة على جوامع ألمانيا إذ تعرض بعضها للمداهمة لكن لم يجر العثور على ما يشير إلى تورط مؤسسات إسلامية في أعمال عنف أو التمهيد لذلك. وحظر شيلي نشاطات مجموعة صغيرة من التنظيمات التي قال انها متطرفة وخصوصا تنظيم (التوحيد) الذي كان أعضاؤه على صلة بأبي مصعب الزرقاوي، الذي اتهمته الولايات المتحدة قبل حرب العراق بعقد صلة بين (القاعدة) والنظام العراقي السابق وتقول الاستخبارات الغربية انه يعيش اليوم في إيران. لم يترك وزير الداخلية الألماني، شيلي، مناسبة إلا وأكد فيها أنه على استعداد إلى القيام بكل خطوة من شأنها مناهضة المتطرفين الإسلاميين. وكشف هجوم الحادي عشر من سبتمبر العام 2001 على نيويورك وواشنطن كيف كانت الأراضي الألمانية مرتعا مريحا لـ (القاعدة) ففي ضاحية هاربورج بمدينة هامبورج، بوابة ألمانيا على العالم، يقول الأميركيون أن خلية محمد عطا قامت بوضع خطة الهجوم في ألمانيا إذ ينتظر حاليا 65 من الإسلاميين البت في مصائرهم من قبل سلطات الأمن المحلية التي تتهمهم بالإعداد لأعمال عنف. وكانت ألمانيا قد انضمت منذ اللحظة الأولى للتحالف المناهض للإرهاب وشاركت في حرب أفغانستان بنحو مائة من أعضاء القوات الخاصة KSK بتعقب فلول الطالبان و(القاعدة) في جبال تورا بورا، وتشرف ألمانيا اليوم مع هولندا على قيادة قوة الحماية الدولية في أفغانستان ISAF . وحذرت المخابرات الألمانيةBND - أي قبل فترة وجيزة - من خطر تعرض القوات الألمانية في أفغانستان والبالغ عددها 2400 جندي لاعتداءات

العدد 286 - الأربعاء 18 يونيو 2003م الموافق 17 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً