العدد 286 - الأربعاء 18 يونيو 2003م الموافق 17 ربيع الثاني 1424هـ

خذوا بأيديهم

منيرة العليوات comments [at] alwasatnews.com

بعد استعراضنا لبعض من أخطار شبكة الاتصالات العالمية «الإنترنت» على أجيالنا خصوصا عند غياب الوعي المعرفي لديهم في حال أهمل الآباء والأمهات توجيههم وإرشادهم. والطريقة سهلة ومتاحة، فقط تتطلب بعض التضحيات البسيطة بالتخلي عن بعض مشاغلنا وأعمالنا ومجاملاتنا والتي تعتبر ثانوية بالقياس. لأهمية تربية النشء على الاستقامة والخلق القويم وتعويدهم على طلب العلم والمعرفة بالطرق القويمة والبعيدة عن المزالق الأخلاقية والفساد الاجتماعي وعلينا إهداء هذا الوقت الثمين إليهم لنسعد برفقتهم ويفخرون بنا لاسيما إذا رافقناهم إلى ما يفضلونه من أماكن يستأنسون فيها بين اللهو البريء والمعرفة والتسلية، إذ يتوفر هذا الجهاز وبإمكانهم استعماله والاستفادة منه وأمام أعيننا... وهذه فرصتك الذهبية يا سيدي إذ ترى أولادك وهم يبحثون عن قنوات الاتصال وتحت مراقبتك وإرشادك وبتوجيه منك، فأنت ومن دون شك تعرف نواحي الضعف والقوة في خيالهم العلمي والاجتماعي إلخ، ولكن إدراكك لطبائع أولادك أمام شاشة الإنترنت كفيل بدعم وسائل متعددة ومختلفة للتخاطب والحوار بينك وبينهم... أما إذا توافر هذا الجهاز في البيت فالأمر بسيط للغاية وما عليك إلا أن تضعه في مركز مفتوح في البيت ليتسنى لك مراقبة كل صغيرة وكبيرة وترى أطفالك وهم يتنقلون بين برامجه ومحطاته، إما أن تفعل كما يفعل البعض تضع الجهاز في غرفة مغلقة فلأمر خطير للغاية لأنك تركت المجال مفتوحا للصغار بالتحركات سرا والتخاطب مع من يشاءون وأن يعملوا ما يريدون في تلك الغرفة المغلقة قد يتعرفون على الأشخاص المضللين والمدمرين بأنشطتهم وأعمالهم الفاسدة الرديئة أبناء هذا الجيل الحائر، ومن هنا يتعلم الطفل العبث بسرية تامة والعمل في الخفاء وستفاجأ يوما بأنه يخفي أشرطة أو يذكر روايات تدل على انحراف خلقي خلقي ومسار غير سوي والمصيبة أكبر إذا أقام علاقة مع هؤلاء الأشخاص بعد أن أفرغ في ملفاتهم كل ما لديه من معلومات شخصية وعناوين وأرقام يمكن أن يتخذوها وسيلة ضغط وتهديد إذا ما رفض التجاوب معهم في أمور الرذيلة والانحراف.

قد يقول البعض: كيف أستطيع مراقبة أولادي إذا كنت أجهل اللعب على هذا الجهاز؟. يا سيدي الأمر بسيط للغاية، فقد تراه صعبا ومعقدا في بداية الأمر ولكن ما إن تتعلم الأساسيات حتى تصبح تصول وتجول بين قنواته ولا بأس إذا لجأت إلى ابنك كي يدربك على الكمبيوتر، إنك بهذا تعطيه فرصة يتمناها ليطلعك على بعض خبراته وتجاربه، أما إذا كنت ممن سبروا غور هذا المجال وأبدعوا فيه فمهمتك بعدت عن التعقيد ولا داعي لأن نناقش أون نقول فلذيك الكثير وأكثر مما سنطرحه من معلومات، وعندك إلمام تام بمخاطر هذه اللعبة ونتائجها على أولادنا إذا تركناهم يتخبطون في مساراتهم ويبحثون فيما يتناقله بعض زملائهم غير الأسوياء عن قنوات تبث أمورا جديدة على عالمهم البريء ولا يعرفون عنها شيئا، هذا في بداية الأمر ولكنهم وبسرعة تفوق الخيال سيصبحون خبراء في اختيار الوسائل والاتصالات التي تشبع غرائزهم ونزواتهم وطيشهم بعدها لا قيمة للحوار والنقاش أو التوجيه. بادر سيدي ومن الآن وبسعة صدرك مناقشة صغيرك وأشعره دائما بأنك مصدق لما يقول واثق به من دون أن تعرضه للوم والعقاب والحرمان من الإنترنت، إنه بحاجة لمن يثق به وعلمه الصدق والأمانة، وتذكر سيدي أن الصغار أكثر عرضة لعبث العابثين إذا افتقروا لاحترام ذواتهم من جهة وإلى الدعم والتوجه الوالدي من الجهة الأخرى وأنت سيدتي الأم قد يختلف دورك بعض الشيء ولكن المسئولية واحدة والهدف مشترك وهو إسعاد أولادكما وإيصالهم إلى بر السكينة والاستقرار والأمن النفسي

العدد 286 - الأربعاء 18 يونيو 2003م الموافق 17 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً