العدد 286 - الأربعاء 18 يونيو 2003م الموافق 17 ربيع الثاني 1424هـ

دار نشر «لاروس» بعد 15 عاما: ذاكرة للغة الفرنسية

باريس - إيناس شابرون 

تحديث: 12 مايو 2017

منذ حوالي 150 عاما يبذر دار نشر لاروس الكلمات واللوحات المصورة في مهب الريح، أمانة لرمزه «البذارة» ولشعاره «صور للرؤية وكلمات للمعرفة» يعرض دار نشر لاروس الذي اسسه العام 1852 أوغستان بوايي وبيير لاروس في ذكرى تأسيسه الـ 150، استعادة ووقفة امام المؤلفات والكلمات عبر معرض نظم في قصر الاكتشافات في باريس اخيرا معرض فيه لاروس المؤلفات واللوحات المصورة وأفضل ما لديه أي: معجم القرن التاسع عشر الكبير، من اعداد بيير لاروس، والنسخ الأولى من «بتي لاروس».

كان ذلك العام 1905 عندما نشر لاروس معجما اطلق عليه اسم «بتي لاروس» (معجم لاروس الصغير). ومازال حتى اليوم هذا التعبير مستعملا في اللغة الفرنسية ويرادف المعجم، وانكبت اجيال من التلامذة على قبلة المعرفة وحلمت امام اللوجات المصورة، اذا كانت الكلمات تنطبع بسهولة في الذاكرة، فلاشك أن لكثرة الأمثلة دور كبير، وقد استشهد بيير لاروس وشريكه أوغستان، بوايي بكلمة فولتير في افتتاحية معجم اللغة الفرنسية الجديد (جد بتي لاروس) الذي نشر العام 1856: «ان معجما من دون امثلة يشبه هيكلا عظيما» ويقدم المعرض الميلادي الذي نظم عن مؤلفات نشرت خلال 150 عاما تعريفات مصورة للقراءة على سبيل المثال. «صفر: هو رقم لا قيمة له بنفسه لكنه يضاعف الرقم الذي يليه عشر مرات».

يترجم هذا المعجم الذي تم تأليفه انطلاقا من كتب القواعد، اهتمام المدرس القديم والذي اصبح ناشرا «لتثقيف الجميع بكل شيء» طبقا لشعار المدرسة العلمانية التي كافح من أجلها المحامي والرجل السياسي الفرنسي جول فري، في نهاية القرن التاسع عشر. يجد هذا الاهتمام تجسيده في نشر «معجم القرن التاسع عشر العالمي الكبير، العمل الهائل الذي جاء على خط موسوعة القرن الثامن عشر التي اعدها كتاب مثل دني ديديرو وجان دالمبير. بدأ نشر هذا المؤلف العام 1863 على شكل كراسات بسعر فرنك واحد وبلغ العام 1876 ما مجموعه 20000 صفحة و15 جزءا ليترجم فضول ابن صاحبة فندق مولع بحكايا المسافرين. وبعد ان كان مدرسا قرر التخلي عن هذه المهنة لتلقي المعرفة في السوربون وفي كوليج دو فرانس وفي الاوبسر فاتوار مدونا المعارف الواعدة بمستقبل زاهر. تظهر فلسفة المؤلف في عدد من الحكم مثل: «فلنضحك قبل ان تغمرنا السعادة هذا اذا كنا لا نريد ان نموت من دون ان نضحك، هذا هو شعار آبائنا الدائم».

للاحتفال بذكراه الـ 150 نشر الدار «لاروس ماجن» قدم له صاحب الفكاهة بيير بيري بنماذج من ذاكرته البصرية مع نصائح عملية وعلمية، وهكذا نجد مفردات انقرضت مثل رقصة «كارمانيول» ونلتقي بتعبير «دوك»: شخصية من جمعية سرية في بريتاني الجديدة كانت تخيف سكان القرى التي تعبرها «وهي تعوي». ومع تصفح المعجم نجد بعض لآليء اللغة الفرنسية المنسية، مثل: «فاغوتان»: أي القرد الذي كان يعرض في الاعياد لابسا الثياب، ويرادف المداعب الرديء، أو تعبير آخر مثل «ايكورنيفلي»: «الذي يعني الوغل، اي من يأكل على حساب الآخرين.

هكذا تتطور اللغة الفرنسية متخلية عن مفردات ومتبنية اخرى فقد تضمنت نسخة العام 2003 من بين المفردات الحديثة والغريبة: الحذر البيولوجي والتسليع (من سلعة) والسياديين (من السيادة) والدردشة على لوحة مفاتيح الكمبيوتر لرواد انترنت والمرادفة لتعبير: «تشات» (الانجليزية).

هنا نذكر ان دار نشر لاروس - الذي ستتخلى عنه فيفندي يونيفر لمجموعة هاشيت - يتعامل ايضا مع الوسائل الحديثة على غرار موسوعة لاروس العالمية على الاقراص المضغوطة. ويتواصل بذلك مع فكر مؤسسة باذر المعرفة في كل الاتجاهات أمينا لرمزه «البدّارة على نبتة هندية» ويدعو في زمن المحركات الاعلامية على شبكة انترنت الى ضرورة الاستعانة بالموسوعة صعودا «كمرجع» و«كشبكة قراءة»





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً