لو أردنا أن نجري مقارنة بين خليجي (17) بالدوحة وما تم إلى الآن في خليجي (19) لوجدنا فارقا كبيرا على مستوى التنظيم الإداري، والذي يكمن في إصدار البطاقات الإعلامية التي تأخر صدورها من دون أن نعرف السبب الحقيقي وراء هذا التأخير الذي ترك علامات الاستفهام الكبيرة لدى الأوساط الإعلامية، بعكس ما عايشناه جميعا عندما كنا في الدوحة في العام 2004 في خليجي (17)، إذ أرسلنا جميع المعلومات والبيانات الخاصة بالبطاقة قبل شهر تقريبا ولكن ما أن وصلنا حتى كانت البطاقة جاهزة من دون إشكالات في الأوساط الإعلامية ولم يكن هناك لغط بينهم.
الأمر الآخر الذي كان فارقا بين الدوحة ومسقط قضية إجراء اللقاءات الصحافية مع اللاعبين والمدربين والإداريين لكل الفرق من مكان إقامتها، إذ كنا نتجول وبحرية تامة وفي أي وقت نحدده نحن سواء في فندقي الفرق أو حتى رؤساء الوفود من دون أن تكون هناك عراقيل تمنع الصحافة الخليجية من ممارسة دورها الاعتيادي والروتيني بدعوى التنظيم التي أطلقتها اللجنة الإعلامية في مسقط في خليجي (19) على لسان نائب رئيس اللجنة طلال العامري، الذي أكد للصحافة الرياضية أن كل صحافي يريد إجراء لقاء مع مدرب أو لاعب أو إداري عليه إشعار أعضاء اللجنة حتى ينسقوا مع اللاعبين أو الإداريين لإجراء لقاء في الوقت المحدد، وعليه لن يسمح لأي صحافي بالدخول إلى فندقي لاعبي الفرق في المجموعتين.
هذا الأمر أثار اللغط وكادت الأمور تسير إلى ما لا يحمد عقباه عندما توجه الإعلامي السعودي عبدالعزيز الرويسي الذي تحدث مع نائب رئيس اللجنة الإعلامية بشدة واتهم الإخوة العمانيين بتحييد جهودهم وتكبيل أياديهم عن العمل، بينما أكد العامري أن الأمور طبيعية ولا يجوز تضخيمها.
ولا ندري لماذا قام العمانيون بهذه الخطوات التي أغضبت الكثير من الإعلاميين ولهم الحق في ذلك.
عندما تترك الأهل والأبناء وتتوجه لتمثيل صحيفتك من أجل نيل الأخبار الطازجة والمثيرة والمهمة فحتما لن تحصل عليها ألا عندما تعطى الحرية التامة، فإن ذلك من دون شك ستكون في قلب الحدث والعكس صحيح.
نأمل من اللجنة المنظمة والإعلامية تفهم ما يريده الإعلاميون في هذا المحفل الخليجي، والا فقدت البطولة بريقها وهوت من دون قيام، ويجب تدارك الأمر سريعا وعدم منع الصحافيين من حرية التنقل في فندقي الوفود والفرق سواء كان ذلك في الملاعب للتدريب أو حتى في مقر السكن.
الاجتهادات تحتاج إلى النفسية المطمئنة في العمل حتى يصل بها الإعلامي إلى الهدف المطلوب وإلا ضاع العمل سدى. فمن غير المعقول أن نبحث عن الخبر خارج هذا الاطار والمسئولون في اللجنة الإعلامية يؤكدون أن الحرية مطلقة لكل الإعلاميين للقاء من يريدون ولكنهم يؤكدون بالتنسيق معهم وهذا يتطلب الوقت حتى تحصل على إجازة لقاء لاعب أو إداري أو مدرب أو رئيس وفد، وبالتالي نكون غرباء في بطولة تجمعنا جميعا وحلاوتها بالتصريحات الساخنة والمعقولة. نأمل من الإخوة العمانيين أن يغيروا من استراتيجيتهم في هذا الجانب ويعطوا الضوء الأخضر للإعلاميين بالتحرك بحرية ولو بتحديد 3 ساعات بعد المؤتمر الصحافي اليومي بالذهاب إلى الفندقين لإلقاء الضوء على ما يجري هناك
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2312 - السبت 03 يناير 2009م الموافق 06 محرم 1430هـ