خرج علينا سيادة الرئيس ليعلن أنه من المستحيل أن يفتح معبر رفح دون تواجد فعال للسلطة الفلسطينية والمراقبين الدوليين.
وسيادته لم يوضح لنا من هي السلطة الفلسطينية التي يعنيها ويقصدها. هل هي السلطة الشرعية المنتخبة من قبل الشعب الفلسطيني وبأغلبية ساحقة عبر انتخابات حرة ونزيهة وشفافة بشهادة العالم ومرجعيات النظام العربي الرسمي، أم هي المُغتصِبة (بضم الميم وكسر الصاد) التي تاجرت ومازالت تتاجر بدم الشعب العربي الفلسطيني وحقوقه الشرعية وقضيته التحررية؟.
فإن كان يقصد الأولى، فهي متواجدة في غزة الصمود والتحدي ووسط شعبها تدافع عنه وعن حقوقه وقضاياه. بينما بقية قادتها ومناضليها إما في السجون الصهيونية أو في سجون مغتصبي شرعيتها.
أم أنه يقصد الأخرى التي تواردت الأنباء والأخبار تشير إلى تواطؤها وعلمها بالعدوان وموعده، والتي اجتمع رؤساء أجهزتها الأمنية كما تشير العديد من التقارير مع رؤساء الأجهزة الأمنية والعسكرية الصهيونية قبل بدء المحرقة والجريمة البشعة بأيام؟ وتشير التقارير بأن على رأس المجتمعين من قبل سلطة رام الله من أثبتت الوثائق والتقارير التي نشرت مؤخرا تأّمرهم مع الكيان الصهيوني على قضايا شعبهم وحقوقه المغتصبة، إلى جانب من تشير العديد من التقارير إلى تورطهم في تسميم المناضل الفلسطيني القائد أبوعمار، إلى جانب دورهم القذر في التآمر على اعتقال الرفيق المناضل أحمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية وتسليمه للأجهزة الأمنية الصهيونية تمهيدا للمحاكمة والسجن الذي جرت منذ أيام!.
إن سيادته بهذا التصريح قد أقر بتواطؤ أجهزته بالتآمر مع سلطة رام الله والكيان الغاصب على تصفية المقاومة وثقافتها وفصائلها وعلى رأسها حركة المقاومة الاسلامية «حماس».
وعلى هذا الأساس نتفق جملة وتفصيلا مع الناطق الرسمي لحركة حماس الأخ فوزي برهوم حين دعا الرئيس عباس إلى أن يبحث عن وسيلة أخرى لإثبات وطنيته وصدق عروبته والتزامه وتمسكه بحقوق شعبه.
ومن هذا المنطلق أعود لساحتنا المحلية ووقفتها من أجل دعم صمود شعبنا العربي الفلسطيني في غزة المقاومة والصمود والتحدي لأقول بأن هذا التشرذم في الفعاليات الداعمة أو المنددة بالمحرقة الصهيونية على شعبنا الفلسطيني تثير العجب والتساؤل. فليس هذا وقت الاستحقاقات التنظيمية والحزبية أو إثارة الخلافات الثانوية على حساب تناقضنا الرئيسي مع العدو الصهيوني ودعم صمود شعبنا في غزة.
تعود بي الذاكرة إلى سنوات الستينيات والسبعينيات حين كان شعبنا بجميع فئاته وطوائفه ومرجعياته، طلاب وعمال وموظفون، يخرج عن بكرة أبيه في تحرك موحد لدعم قضاياه الوطنية منها والقومية دون النظر لا إلى مرجعيات وأيديولوجيات وأفكار من يتصدى للمؤامرات الصهيونية والاستعمارية.
على شعبنا العربي في البحرين أن يقدم ويساهم فيما أكثر من هذا. وعلى الجمعيات السياسية والحركات النقابية والطلابية باختلاف مرجعياتها أن تعمل مع منظمات المجتمع المدني بما فيها جمعية مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني، أن توحد أجندتها وبرنامجها الداعم لغزة المقاومة وشعبها عبر عمل منظم وسلمي لا يحتاج إلى موافقة من أحد ولا إخطار لأحد وبغرفة عمليات موحدة من أجل دعم غزة وشعبها ومقاومتها.
علينا أن نقدم ما هو أكثر ولنملأ الشوارع ونجدد الاعتصامات أمام الأمم المتحدة والسفارات العربية، مطالبين عبر العرائض والرسائل الموجهة لزعمائها وقادتها بموقف جاد وفاعل كالعمل على وقف المحرقة الصهيونية وفتح المعابر وطرد سفراء العدو الصهيوني وتجميد اتفاقيات العار الثنائية ودعم صمود شعبنا الفلسطيني بالمال والسلاح والمقاومين. يجب أن يجبر النظام العربي الرسمي على أن يفعل ما هو أكثر من اجتماعات وزراء الخارجية لرفع العتب وتحميل الضحية جريمة العدو الصهيوني والمضي في التآمر على المقاومة وثقافتها.
علينا أن نفعّل دعمنا ماديا ومعنويا ونقدم الغالي والنفيس لدعم صمود شعبنا العربي الفلسطيني. ويمكن لهذا الدعم أن يوزع بالتساوي على الفصائل المقاومة في غزة ومكاتبها موجودة في دمشق وتستطيع تدبير وصول الدعم لشعبنا الفلسطيني.
سيقولون أنك بهذا ترتكب فعل التحريض... وأقول بأن هذا ليس بتحريض بل دعوة للقيام بالواجب المناط بنا، فتفعيل ضمير ووجدان الأمة وجماهير شعبنا في البحرين للوقوف مع شعبنا الفلسطيني ودعم صموده يستدعي ذلك.
ولنكن كلنا كربلائيون في أيام ذكرى استشهاد سيد شهداء وشباب أهل الجنة ونفك حصارنا ونسترد إرادتنا المسلوبة ونتخلى عن سلبيتنا وعبثيتنا ونمارس ما دعا إليه قائد وسيد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله، التزاما بمسئوليتنا الوطنية والقومية والإسلامية والإنسانية.
وصدق الأمين العام لجامعة الدول العربية حين قال إن العدو قد فهم وقدر دية دمنا العربي فمارس فعل الابادة، وخصوصا بعد أن هُنا (بتشديد النون) فسهل هواننا
إقرأ أيضا لـ "عبدالمنعـم الشـيراوي"العدد 2312 - السبت 03 يناير 2009م الموافق 06 محرم 1430هـ