يقول تجار يعملون في سوق التموين في البحرين أن بعض «الهوامير» من التجار يسيطرون على السوق بشكل يؤذي بقية التجار الصغار، وبالقطع لا يترك مجالا لأي تاجر جديد في الدخول إلى السوق.
«تويجر» صغير قضى سنين طويلة في الغربة أتى أخيرا إلى البحرين بعد الانفتاح السياسي في المملكة مستبشرا خيرا بعودة الأمور إلى نصابها. ولأنه ظل لسنوات طويلة خارج البلاد ولم يعد لديه هنا مصدر رزق يعتمد عليه، أراد أن يبدأ من جديد بمشروع صغير على قدر حاله وقرر أن يعمل في تجارة التموين والفواكه والخضر. إلا أنه تفاجأ «بالتضييق» عليه من تجار آخرين متمرسين في السوق ولهم قاعدتهم العريضة ولكنهم في رأيه لا يؤمنون بالتنافس الشريف.
من الوسائل التي اتبعها هؤلاء - بحسب قول تاجرنا الذي ذاق مرارة الغربة ليأتي ويذوقها مرة أخرى هنا على أرض الوطن - أنهم هددوا العمال والحمالين في السوق بعدم التعامل معهم إن هم اشتغلوا في نقل بضاعة أي من التجار الجدد. وبالطبع نال هؤلاء مطلبهم بسهولة لأنهم هم أصحاب البضاعة غير المنقطعة عن السوق والتاجر الجديد بضاعته قليلة عدا أن استمراره في السوق أمر «غير مضمون». فهل يمكن أن يتصور أحد أن يعمل لديه أي من العمال وهم يهددون بقطع رزقهم؟
وما كان مصير بضاعة التاجر الحالم هذا إلا التلف.
أخونا سدت في وجهه الأبواب وقرر أن يبدأ بعد هذا في محل غير البحرين، وآخر علمي عنه أنه ابتدأ في نقل كل ما يملك إلى إمارة من إمارات الخليج ليجرب حظه هناك، أي بمعنى ثان، قرر العودة إلى الغربة مرة أخرى إنما - بحسب وصفه - بسبب «مافيا» التجار هذه المرة
العدد 284 - الإثنين 16 يونيو 2003م الموافق 15 ربيع الثاني 1424هـ