العدد 284 - الإثنين 16 يونيو 2003م الموافق 15 ربيع الثاني 1424هـ

وزارة الكهرباء والفانوس السحري!

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

عن أي شيء نتكلم ان لم نتكلم عن هموم المجتمع عن الفقر، عن الجوع، عن انقطاع الكهرباء، عن المحسوبية في البريد، عن مشكلات الناس.

وليست الصحافة مسئولة عن اخطاء الوزارات... الآن ونحن نقبل على صيف حار ومازلنا على ابوابه وها نحن نرى انقطاع الكهرباء ففي كل عام نعود الى المشكلة ذاتها ووزارة الكهرباء في ضعف مستمر وبدل أن تصل كهرباؤها الى البيوت وصلت الى أجساد العاملين في تلك الغرف المهترئة والتي تفتح بمفاتيح قديمة لم تبدل ولن تستبدل.

ولقد كتبت قبل 9 أشهر عدة مقالات عن الخطر الذي يحدق بالعاملين اذ سقط اثنان في لحظات متقاربة وبحروق كبيرة... ولم يتغير شيء حتى جاء الحادث الأخير وكاد أن يبتلع روح هذا العامل الفقير والوزارة مازالت في شهر عسلها الطويل على رغم بشاعة الصورة التي عرضت في الصحافة فهل سيعوض هؤلاء؟ وكم سيكون التعويض؟ وهل يتناسب مع ما اصابهم وبحجم الحروق؟ وهل سيكون هذا العامل آخر المأكولين من الحيتان المخبوءة في غرف الكهرباء؟ والغريب في الامر ان الطبيب يأتي عادة متأخرا لكتابة تقرير بما اصاب العامل اي بعد التئام الجرح.

اذا كان النائب عبدالنبي سلمان كان يقول: «وزارة الإعلام وما ادراك ما وزارة الاعلام»، فالناس يقولون مضيفين الى ذلك: «وزارة الكهرباء وما أدراك ما وزارة الكهرباء».

وعلينا هذا العام أن نحمل الفانوس السحري كي يعيد لنا الكهرباء فالناس في بعض قرى ومدن البحرين كالبطاطا المسلوقة من الحر في حين أن بيوت بعض المسئولين في الوزارة وغيرها تؤمن لهم طاقة كهربائية خاصة ومولدات مذهبة تقيهم حر الانقطاع... ولله في خلقه شئون.

اذن هل نحتاج هذا العام الى فانوس سحري يعيد لنا الكهرباء؟ نقول: هل بامكان الصحافة ان تغمض عينها عن محطة الحد وعن انقطاع الكهرباء أو عمليات الحرق التي تلهب ابناءنا في كل عام في هذه المحطات والغرف المتكلسة؟ اذا خنقت الصحافة ولو بقفاز حريري فمن الذي سيخبر السلطة عن الاخطاء؟ هل هي العلاقات العامة للوزارات ام الصحافيون الذين يعزفون امام النوتة الموضوعة والمهندسة أمام أي حدث؟

عمل الوزراء تكليف وليس تشريفا، فمن المفترض أنهم في مهمة لخدمة الوطن والوزارات هي ملك للشعب وهم مجرد موظفين. اذن لماذا كل هذه الفزعة الاعلامية والتهويل وكل هذه الانشائيات والطرزانية في الطرح؟ دعونا نناقش القضايا بعملية وبلغة الارقام بدلا من لغة «القهاوي» و«الخير يجلب الخير» و«العهدة على الراوي» و«العبادة المسيسة»! والغريب في الامر أن من يطالب بتقليص الحرية هم من يجب عليهم ان يكونوا أول المدافعين عنها.

يقول عادل حمودة: «ليس للكاتب الذي يحترم نفسه سوى جلد واحد يلبسه في كل الاوقات في الصيف والشتاء. في الربيع والخريف... في بيته وعمله أما الذين يملكون المواهب (الحربائية) في التلون وتغيير المواقف فهم آخر من يصدقهم الناس فالناس لا تمشي وراء مهرج ولا تؤمن بمثقف كذاب»

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 284 - الإثنين 16 يونيو 2003م الموافق 15 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً