ليس بدعا في القول إذا ما قلنا إن الوفد المصري الذي عاد إلى القاهرة بعد زيارة للأراضي المحتلة استغرقت يومين رجع بخفي حنين، وذلك لأن المحادثات التي أجراها مع الفصائل الفلسطينية لم تفلح في إقناعهم بوقف إطلاق النار على رغم وصفها بالمحادثات الإيجابية وعلى رغم توارد أنباء عن استئنافها في القاهرة قريبا. وفي مقابل ذلك أيد الكنيست الإسرائيلي أمس بيانا من رئيس حكومته أرييل شارون مفاده أن التوصل إلى اتفاق سلام سيكون مستحيلا ما لم يحمل الفلسطينيون على الجماعات «المتشددة». وطالب شارون - في اجتماعه بهم- بحرب شاملة مستمرة تشنها السلطة ضد «الإرهاب»، قائلا إن «السلام بالنسبة اليّ يعني الأمن لمواطني إسرائيل». إلى ذلك دعا الاتحاد الأوروبي حماس والمجموعات الفلسطينية الأخرى إلى الموافقة على العرض الذي تقدمه السلطة الفلسطينية بوقف إطلاق نار كامل وذلك لكي يبدأ تنفيذ «خريطة الطريق».
الأراضي المحتلة - محمد أبو فياض، وكالات
غادر الوفد المصري غزة عائدا إلى القاهرة بعد زيارة استغرقت يومين التقى خلالها بقادة الفصائل والأجهزة الأمنية الفلسطينية كافة، ووصفت المحادثات التي أجراها الوفد بالإيجابية، وفي الحين الذي أبدت حركة الجهاد - بعد انتهاء اللقاء مع الوفد المصري - استعدادها لقبول مبدأ الهدنة، وأكدت رفضها مجددا لخطة «خريطة الطريق» التي يتم التسويق لها قالت حركة حماس إنها ستتشاور مع جميع قياداتها وأتباعها في الداخل والخارج. و سيعقد اجتماع شامل في القاهرة قريبا من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج وطني موحد. وصوت البرلمان الإسرائيلي لصالح تأييد بيان من رئيس الوزراء ارييل شارون بأن التوصل إلى اتفاق سلام سيكون مستحيلا ما لم يحمل الفلسطينيون على الجماعات المتشددة، وأنه لن يقدم أي شيء قبل أن يتم ذلك.
وستعقد الفصائل الفلسطينية اجتماعا شاملا في القاهرة قريبا من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج وطني موحد يقود إلى تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وقالت مصادر فلسطينية إن الوفد المصري الأمني أجرى خلال اليومين الماضيين سلسلة من اللقاءات التمهيدية مع كافة الفصائل لاستطلاع الآراء قبيل اجتماع موسع يعقد في العاصمة المصرية تحضره جميع الفصائل لاستئناف الاجتماعات التي عقدت هناك في السابق من أجل وقف تدهور الأوضاع في الأراضي المحتلة والاتفاق على برنامج موحد يقود إلى الدولة الفلسطينية. وكان الوفد المصري قد عقد سلسلة من الاجتماعات التمهيدية خلال اليومين الماضيين مع كافة الفصائل ولجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية والتي تضم ثلاثة عشر فصيلا من بينها حركتا حماس والجهاد الإسلامي. وإلى ذلك أبدت الجهاد استعدادها لقبول مبدأ الهدنة بعد انتهاء اللقاء مع الوفد المصري، وأكدت رفضها مجددا لخطة» خريطة الطريق» التي يتم التسويق لها. وقال أحد قادة حركة الجهاد عبد الله الشامي في أعقاب انتهاء مباحثات الحركة مع الوفد المصري، والتى استمرت زهاء ساعة ونصف في الفندق الذي يقيم فيه الوفد المصري، أن الحركة استمعت لوجهة نظر الحكومة المصرية وتم تبادل وجهات النظر بشأن الواقع السياسي وخطورة المرحلة على القضية الفلسطينية وعلى المنطقة بأسرها. وأوضح أن وفد حركته الذي حضر الاجتماع والذي ضم إلى جانب الشامي كلا من محمد الهندي وجميل عليان من قادة الحركة، أكد على حق الشعب الفلسطيني في استمرار المقاومة، وأعرب الشامي عن تخوفه من الأداء السياسي من قبل حكومة (أبو مازن)، وأن الاستجابة لـ «خريطة الطريق» تعمل على تصفية القضية الفلسطينية وترهن القضية للحكم الصهيوني،. وقال إن الوفد أكد على ضرورة القراءة العميقة لـ»خريطة الطريق» وركز على التعاطي معها بينما وعد وفد الحركة بمناقشة القضايا التي طرحت مع جميع الإخوة في الداخل والخارج والكوادر في سجون الاحتلال من أجل بلورة موقف تجاه ما طرح. وفي الجهة المقابلة صوت البرلمان الإسرائيلي لصالح تأييد بيان من رئيس الوزراء ارييل شارون بأن التوصل إلى اتفاق سلام سيكون مستحيلا مالم يحمل الفلسطينيون على الجماعات المتشددة التي تقف وراء الهجمات. وجاءت نتيجة التصويت 57 صوتا ضد 42 لصالح شارون في قرار غير ملزم. فيما أعلن وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم رفضه للدعوة إلى وقف إطلاق النار مع العناصر الفلسطينية المسلحة بصورة مؤقتة. وفي غضون ذلك استدعت شرطة القدس الشيخ صبري للتحقيق معه على خلفية تصريحاته بعدم السماح لغير المسلمين بالصلاة في الحرم الشريف وفي المسجد الأقصى. وأوضح المفتي، أن سبب التحقيق هو موضوع زيارة الأجانب وغير المسلمين إلى المسجد المبارك، وقال «موقفنا واضح من خلال الهيئة الإسلامية ودائرة الأوقاف الإسلامية، أنه في الوقت الذي تعود فيه الأمور إلى سابق عهدها ويسمح للمسلمين بالوصول إلى مدينة القدس والصلاة في الأقصى، حينئذ يعاد النظر في موضوع برنامج الزيارة بشأن السياح». وفي جانب آخر زعمت مصادر إسرائيلية أن الشرطة بتنسيق مع جهاز الأمن العام (الشاباك) اعتقلت في آخر الشهر الماضي شابين بريطانيين من أصل باكستاني حاولا التسلل إلى «إسرائيل» عبر جسر اللنبي، ويشتبه في أنهما قصدا «إسرائيل» بغية جمع معلومات استخباراتية في محاولة لتنفيذ عملية تسلل استشهادية من خارج «إسرائيل» على نسق الاستشهاديين البريطانيين اللذين نفذا العملية الاستشهادية في الملهى الليلي «مايكس بلايس» في تل أبيب. ووفق المصادر فقد قبع الاثنان في المعتقل لعدة أيام ثم تم إطلاق سراحهما ثم غادرا «اسرائيل» بعد أن توصلت الشرطة إلى اتفاق معهما للمغادرة بإرادتهما الحرة. وميدانيا احتجزت قوات الاحتلال سيارة إسعاف تقل أحد المرضى وأخضعتها للتفتيش الدقيق على حاجز المطاحن العسكري شمال مدينة خان يونس. وفي رفح أفاد شهود عيان، أن جنود الاحتلال المتمركزين في أبراج المراقبة العسكرية على طول الشريط الحدودي مع مصر، فتحوا نيران أسلحتهم باتجاه منازل المواطنين غرب المدينة، ما أدى إلى إصابة مواطنين وصفت حالتهما بالمتوسطة. وفي قلقيلية ذكر شهود عيان أن تلك القوات التي اقتحمت المدينة، اعتقلت عبد الله الحوتري (22 عاما)، بعد أن فتشته وعبثت بمحتوياته، وأقامت حاجزا في بلدة كفر ثلث واعتقلت الطالب محي الدين حسن علي عيسى (22 عاما) خلال عودته من جامعة النجاح الوطنية في نابلس. وقال الشهود إن عددا قليلا من المواطنين تمكن من التنقل عبر طريق التفافية قرب مستوطنة «رموت» المقامة عنوة على أراضي شمال غربي القدس، ولكن سرعان ما هرعت إلى المكان قوات معززة من جيش الاحتلال وأفراد ما يسمون «حرس الحدود» ولاحقوا المواطنين وأجبروهم على العودة من حيث أتوا، وقد أدى هذا الإغلاق إلى خلق حالة من الفوضى والبلبلة بين المركبات التي أجبرت على العودة، وبين مئات المواطنين الذين انتظروا لعدة ساعات على أمل أن يسمح لهم بالمرور ولكن دون جدوى. وبالقرب من طريق المنطقة الصناعية الاستيطانية «عطروت» أشار المواطنون إلى أن دوريتين من «حرس الحدود « لاحقتهم ومعظمهم من الموظفين والعمال والمقاولين والتجار و أجبروهم على العودة من حيث أتوا، في حين عانى أهالي القرى والبلدات.
وفي وقت لاحق، كثفت تلك القوات من حواجزها الاستفزازية المتنقلة بعد توغلها المتكرر في حي الإرسال شمال غربي مدينة البيرة، وصادرت بعض الهويات الشخصية لعدد من المارة والموظفين وأمرتهم بالانتظار تحت الشمس الحارقة دون إبداء الأسباب.
بيروت - أ ش أ
كشف عضو قيادة حماس عبدالعزيز الرنتيسي الذي نجا قبل أسبوع من محاولة اغتيال التفاصيل الدقيقة لتلك المحاولة. وقال الرنتيسي في حديث لصحيفة (المستقبل) اللبنانية أمس «إن القصة بدأت بخطأ - أعترف به - تمثل باتصالي بأحد الأخوة عبر الهاتف» وقلت له «لنلتق سويا الساعة 11 في مستشفى الشفاء لزيارة أحد زملائي المرضى». وأضاف «أعتقد أن تحديد الموعد عبر الهاتف أعطى الإشارة للمتابعة من قبل العدو وفي الحادية عشرة إلا خمس دقائق تحركت السيارة وكان يقودها ولدي أحمد و بجواره احد المرافقين وكنت أجلس في الكرسي الخلفي وكان احد المرافقين على الناحية الأخرى وانطلقت بنا السيارة إلى شارع طارق بن زياد وفي شارع فرعي انطلق الصاروخ الأول وارتطم بمقدمة السيارة. فأدركت أنها عملية اغتيال فارتطمت السيارة بالسور ولم أستطع النزول لارتطامها، وبعد ابتعادها قفزت من السيارة وعلى الفور نهضت وبدأت بالركض باتجاه مغاير للسيارة». وقال الرنتيسى إنه بعد ثلاثين مترا بدأ يشعر بالغثيان أو عدم القدرة على المشي والناس أدركوا أن هناك مصابا وعندما نظروا إلي كبروا وقاموا بحملي إلى داخل المدرسة». واعترف أنه كان يشعر - في تلك اللحظات - أن ولده يتلقى باقي الصواريخ التي أطلقت على السيارة حين شاهد أحد المرافقين وهو الشهيد مصطفى يقفز من السيارة
العدد 284 - الإثنين 16 يونيو 2003م الموافق 15 ربيع الثاني 1424هـ