أصيب سبعة جنود أميركيين بجروح في هجومين استهدفا قوات الاحتلال في شمال العراق. وقال المتحدث باسم قوات التحالف شون غيبسون «إن ستة جنود أميركيين جرحوا وان إصابة اثنين منهم خطيرة، في الهجوم الأول الذي وقع أمس الأول قرب مدينة مشاهدة (35 كم شمال بغداد) بينما أصيب اثنان آخران بجروح طفيفة».

وأشار بيان للقيادة العسكرية الأميركية الوسطى في وقت سابق إلى أن «حافلة مدنية عراقية أصيبت الأحد قرب مدينة مشاهدة حين أطلق عدو قذيفة في اتجاه قافلة للجنود من الفرقة الرابعة في سلاح المشاة» ولم يحدد عدد الجرحى.

وفي حادث آخر وقع في اليوم نفسه قرب الدجيل (50 كم شمال بغداد)، أصيب جندي آخر بجروح، بحسب ما أكد غيبسون.

وفجر عراقيون سيارة مفخخة بالقرب من دورية عسكرية أميركية أثناء مرورها بنفق ساحة التحرير وسط بغداد مساء أمس ما أدى إلى وقوع عدد غير معروف من الإصابات في صفوف الجنود الأميركيين.

ومن جانبه دعا المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي الذي انعقد في جدة إلى «تضافر الجهود الدولية لمعالجة الوضع في العراق بكل جوانبه وإعادة الحياة الطبيعية لشعبه وإعطاء الأمم المتحدة دورا محوريا لإعماره».

وطالب المجلس في بيانه الختامي مساء أمس «المجتمع والمنظمات الدولية بالعمل على استعادة ما سلب من التراث العراقي والإسراع في إقامة حكومة وحدة وطنية مركزية». وندد بالجرائم التي ارتكبها النظام السابق في العراق، وأعرب عن ترحيبه بما توصلت إليه قمتا شرم الشيخ والعقبة وأعلن الدعم لخريطة الطريق ومساندته لحكومة محمود عباس، وجدد مطالبته بجعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.

انفجار في نفق مرور... وبلير يعين مبعوثا خاصا للعراق

الاحتلال يمشط أطراف بغداد بحثا عن المقاومة ويعتقل تسعة في الخالدية

عواصم - وكالات

مشطت القوات الأميركية المناطق المحيطة ببغداد أمس بحثا عن رجال المقاومة بعد ان نصب المسلحون كمينين لقافلتين أميركيتين أسفرا عن مقتل جندي وإصابة آخرين ضمن موجة الهجمات في الآونة الأخيرة. وقالت القيادة المركزية الأميركية إنها بدأت مهمة جديدة أطلقت عليها «عملية عقرب الصحراء» لتعقب المقاتلين الذين شنوا عدة هجمات في البلدات والقرى الواقعة إلى الشمال والى الغرب من بغداد.

وذكرت القيادة في بيان ان العملية تهدف إلى «تحديد وإنزال الهزيمة ببعض الأفراد بعينهم من الموالين لحزب البعث والمنظمات الإرهابية والعناصر الإجرامية مع توصيل المعونة الإنسانية في الوقت نفسه». ويقول السكان العراقيون في البلدات المعنية انه ليس من شأن مثل هذه العمليات سوى أن تزيد الغضب من القوات الأميركية.

وقال الجيش الأميركي ان اثنتين من قوافله وقعتا في كمينين الأحد قرب بلد على بعد نحو 90 كيلومترا إلى الشمال من بغداد. وأضاف انه في احد الكمينين أطلقت قذيفة صاروخية على مركبة أميركية لكنها أخطأت هدفها وأصابت حافلة مدنية.

وتابع «وردت وحدات من قوة الحصان الحديدي على النار لحماية القافلة والحافلة المدنية. ولم يعرف حتى الآن عدد الإصابات بين ركاب الحافلة المدنية». وفي الكمين الثاني رد الجنود على النار بعد أن تعرضوا لهجوم بقذائف صاروخية في دوجيل قرب بلد. وقال بيان الجيش «وفر المهاجمون من المنطقة». ولم يشر البيان إلى وقوع إصابات بين أفراد القوات الأميركية. لكن القيادة المركزية أقرت في وقت لاحق بأن جنديا توفي متأثرا بجروحه، وأضافت في بيان نشرته في موقعها على الانترنت أن الجندي أصيب بعيار ناري أطلق من مصدر «غير معاد».

وأبلغ جنود قرب بلد رويترز أمس الأول بان عددا من المصابين اجلوا من الموقع بعد كمين اشتعلت خلاله النار في شاحنة أميركية. وذكر جنود أميركيون في منطقة الخالدية الواقعة على بعد نحو 80 كيلومترا غربي بغداد ان القوات الأميركية داهمت فجرا عدة منازل بعد مهاجمة دورية للجيش تحرس مخزنا للذخيرة في اليوم السابق بقذائف صاروخية.

وقالت قوات المشاة الأميركية والشرطة العسكرية إنها اعتقلت تسعة أشخاص في مدينة الخالدية (100 كلم غرب بغداد) وضبطت متفجرات وبنادق بعد ان شاهد الجنود إثناء تحليقهم بطائرات مروحية صناديق للذخيرة فوق بعض الأسطح.

كما قال شاهد من رويترز إن انفجارا هز نفقا للمرور في وسط العاصمة العراقية أمس أثناء مرور سيارة به ما أدى إلى إصابة عراقيين اثنين على الأقل. وقال مراسل رويترز مايكل جورجي إن القوات الأميركية وصلت إلى مسرح الحادث عقب الانفجار في الوقت الذي خرج فيه عراقيان من النفق والدماء تغطيهما والسواد وقد قطع إصبع احدهما وإصابته جروح أخرى في وجهه وساقه. ولم يتضح على الفور سبب الانفجار.

وقال علي محسن وهو أحد خمسة أشخاص كانوا داخل السيارة «كنا في السيارة ووقع انفجار أسفلنا». وقال السيرجنت كينيث راينور وهو جندي أميركي في الموقع إن قوافل أميركية تمر عبر هذا النفق عدة مرات يوميا.

من جهتها انتقدت شبكة (سي إن إن) الطريقة التي يتعامل بها الجنود الأميركيون مع أبناء الشعب العراقي أثناء عمليات الهجوم الأخيرة على بلدة الفلوجة. وأوضحت أن لقطات الفيديو التي التقطتها القوات الأميركية خلال الهجمات على منازل المواطنين العراقيين تظهر مشاهد للعراقيين وهم مقيدون بملابسهم الداخلية في العراء فيما تم تقييد النساء والأطفال من أيديهم للخلف... مشيرة إلى أن العراقيين يرون أن هذا الأسلوب ينطوي على قدر كبير من العدوانية التي تثير حزنهم.

وأغلقت قوات التحالف في محافظة النجف صحيفة ومحطة تلفزيون شيعية معروف عنهما عداؤهما للولايات المتحدة. وذكرت صحيفة «المنار» اليومية المستقلة «ان قوات التحالف أغلقت صحيفة «صدى الأمة» التابعة للمجلس الأعلى لتحرير العراق الذي يرأسه مهدي العوادي». وقالت «إن قوات التحالف اعتقلت جميع العاملين في الصحيفة».

إلى ذلك تظاهر مئة محام عراقي أمس في بغداد للمطالبة بمساعدة مالية من قوات التحالف وبإعادة تفعيل الهياكل القضائية العراقية. وتجمع المحامون أمام مدخل قصر الجمهورية الذي اتخذته قوات التحالف مقرا... مطالبين بتعويضات للمحامين الذين يعانون من البطالة منذ بدء الحرب.

وطالب المحتجون بإعادة فتح المؤسسات القضائية في العراق عبر إعادة العمل إلى المحاكم كافة. وتعتزم نقابة المحامين العراقيين الشروع في تشكيل لجان من المحامين العراقيين تتولى حصر بيوت وعقارات وأراضي عناصر نظام صدام والتي حصلوا عليها بطرق غير مشروعة وملاحقة الأموال المهربة وإعادتها إلى العراق باعتبارها ملكا للشعب العراقي.

في تطور متصل قال السفير العراقي السابق في الأمم المتحدة محمد الدوري في حديث بثته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس إن الرئيس العراقي السابق يجب أن يحاكم للجرائم التي ارتكبت في عهده لكنه رأى انه كان يجب ان يقوم العراقيون وليس الأميركيين، بالإطاحة به.

وردا على سؤال لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية بشأن آلاف الأشخاص الذين قتلوا في عهده، أكد الدوري ان «التاريخ سيحاكمه. من يقتل يجب ان يحاكم ويلاحق في اطار القانون (...) اذا تمت محاكمته سأعترف بالمحاكمة وبشرعية المحكمة».

وعن المقابر الجماعية التي عثر عليها في العراق منذ نهاية الحرب، قال الدوري «أدين ذلك وآسف لحدوثه. العراقيون أشقائي وآمل ان يمثل كل المسئولين عن هذه المقابر امام القضاء ليحاكمهم العراقيون». ورأى ان العراقيين سعداء بسقوط نظام صدام حسين «لكنهم ليسوا مسرورين بوجود الاميركيين والبريطانيين» في العراق.

وقال الدوري إن «النظام انتهى وعلينا الآن معالجة مشكلة أخرى هي وجود الأميركيين والبريطانيين في العراق كقوى استعمارية».

في غضون ذلك عينت بريطانيا أمس مندوبها الحالي لدى الأمم المتحدة جيريمي جرينستوك مبعوثا خاصا إلى العراق إذ سيساعد في الإشراف على عملية التحول الصعبة بالبلاد إلى الديمقراطية. وذكر المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير ان جرينستوك الذي أثار إعجاب حكومته بجهوده الدؤوبة على رغم إنها لم تكلل بالنجاح لحشد إجماع في مجلس الأمن لدعم قرار الحرب.

وسيحل غرينستوك محل السفير البريطاني في القاهرة جون سويرز الذي شغل منصب موفد بلير إلى العراق منذ الحرب وأصبح مديرا سياسيا في وزارة الخارجية.

يهود العراق يطالبون بدور سياسي

بغداد - أ ش أ

طالب اليهود العراقيون بالمشاركة في المجلس الاستشاري الذي تعتزم سلطة التحالف تشكيله من ممثلي القوى والأحزاب الرئيسية. وقال رئيس الطائفة اليهودية العراقية ناجي في تصريحات أمس إن الأوضاع الأمنية والسياسية الراهنة تحول دون ممارسة اليهود العراقيين حقوقهم مشيرا إلى أن الطائفة أرجأت إقامة شعائرها في معابدها إلى حين استقرار الأوضاع.

ودعا ناجي إلى الإسراع بتشكيل حكومة عراقية وطنية لإعادة الاستقرار المفقود إلى البلاد. يذكر أن الجالية اليهودية في العراق كانت من بين أكبر الجاليات اليهودية في الدول العربية كما تمتعت بنفوذ كبير في العصر الملكي حتى أن أحد أفرادها وهو ساسون حزقيل تولى وزارة المالية في العراق العام 1921.

الوزاري الخليجي يدعو التحالف إلى الالتزام بمسئولياته في العراق

جدة - وكالات

دعا مجلس التعاون أمس في افتتاح الدورة 87 لمجلس وزراء خارجية مجلس التعاون «القوات الأجنبية» في العراق إلى توفير حاجات للشعب والالتزام باتفاقية جنيف الرابعة. وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن الشيخ حمد الذي يرأس الدورة أكد في كلمته على «أهمية تسريع إقامة حكومة وطنية عراقية ليحكم العراقيون أنفسهم بأنفسهم». وفيما يرتبط بالقضية الفلسطينية أكد وزير الخارجية القطري ترحيب المجلس الوزاري بنشر «خريطة الطريق» باعتبارها خطوة مهمة في طريق عملية السلام» مؤكدا ضروة قيام الأطراف المعنية «وخاصة إسرائيل» بخطوات فاعلة وجادة تعبر عن الالتزام والتنفيذ الصادق والأمين لبنودها ولكافة استحقاقاتها ومرجعياتها». ودعا الوزير نظراءه في دول مجلس التعاون إلى «صياغة وبلورة موقف خليجي موحد وواضح من الحوادث والتطورات المهمة التي تمر بها منطقتنا العربية والإسلامية في اطار سياسة مشتركة ايجابية الدور والتأثير». وقال آل ثاني إن دول مجلس التعاون الخليجي تدين «الأعمال الإجرامية التي حدثت أخيرا في السعودية والمغرب»، مؤكدا وقوف «دول المجلس إلى جانب السعودية فيما تتخذه من خطوات وإجراءات للقضاء على الإرهاب وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار»