تتهم بعض الأوساط الاقتصادية الجهات المعنية بها بافتقار الشفافية أحيانا وغياب الاستراتيجية أحيانا أخرى. فبلد صغير مثل البحرين وبموارده الاقتصادية التي من المفترض أن تكون كافية له، من المستغرب جدا أن نرى فيه من يعاني من مشكلات مثل البطالة المتفاقمة التي يعززها إما التمييز، أو سوء التخطيط وما إلى ذلك، فبلدنا في الواقع أصغر حتى من بعض مدن الدول المجاورة، ناهيك عن الدول الكبيرة.

فالبحرينيون أظهروا إبداعهم في كثير من المجالات التي اشتغلوا فيها، وخير دليل على ذلك القوة التي أظهروا بها القطاع المصرفي في هذا الإقليم على رغم حساسية كلٍّ من القطاع نفسه والمنطقة التي هو فيها.

فهل يعقل بعد هذا أن تلجأ بعض الجهات إلى جلب غير البحرينيين للقيام بأعمال لو أعطيت للبحريني المتفرغ لأبهر بها الغير؟

معرض (ميوس) مثلا نرى فيه فريقا كاملا من الأجانب يتسلمون زمام التوصيلات الكهربائية والإلكترونية لمكبرات الصوت والأجهزة التي يتحدث منها المشاركون في الندوات المعقودة في المعرض والمؤتمر؟ وكأن الساحة خلت حتى من هؤلاء الفنيين من أبناء هذا الوطن المعطاء، لتزيد النظرة غير الصحيحة الموجهة إلى المواطنين في عيون المشاركين في فعاليات هذا المؤتمر المهم؟ وحتى لو كانت الشركة المتعاقد معها لإدارة المؤتمر والمعرض هي أجنبية في الأصل، ألم يكن من الممكن إلزامها بشيء بسيط مثل هذا؟