المجتمع بمؤسساته ورموزه وسياسييه يصرخ بملء الفهم: «نريد شفافية في البعثات ونطالب بوضع الأسماء كاملة في الصحافة مرفقة بنسبة النجاح لكل طالب». وهذا حق يجب عدم القفز عليه؛ فالوزارة يجب عليها - انطلاقا من الشفافية - نشر البعثات هذا العام كاملة مع الاسماء في الصحافة المحلية حتى نضمن جزءا من شفافية البعثات، وكفانا كلاما في الصحف فجميع الطلبة يساورهم خوف من تجدد الثغرات الماضية على رغم رسائل التطمين التي ارسلها مسئول البعثات سواء عبر الصحافة أو عبر الندوة التي عقدتها جمعية الجامعيين والتي ارتفعت فيها حرارة المطالبة بالشفافية، اذ بث الكثير من المتداخلين مطالبات ملحة في ذلك.
فظاهرة التوجس ايضا من المستقبل المجهول للبعثات برزت بشكل واضح عبر مقولات الطلبة المتفوقين وأصحاب درجات الامتياز، اذ طالبوا ايضا بالكشف عن الاسماء والنسب المئوية في الصحافة لقطع الطريق على أي تشكيك يرد في المستقبل، ولكي يشعر الجميع ويرضى بما تم توزيعه من منح وبعثات. وعلى رغم ذلك قد يتفاجأ الطلبة غدا - كما حدث في العامين الماضيين - بانتشار فضائح في هذا الباب بين الطلبة اثناء دراساتهم في مواقع عدة دول - ففي ظل غربة واحدة، وحيث يشاء القدر ان يجتمع الطلبة في منطقة واحدة وتشاء الصدف التقاءهم، وعلى سجية الاطفال كل واحد يسأل الآخر عن النسبة المئوية التي حصل عليها ونوعية البعثة واسم الجامعة، واذا بالنسب تتطاير انخفاضا وارتفاعا وتبدأ الفضائح؟! وهنا عندي عينة لتجاوزات حصلت في العامين الماضيين لن اطرحها كاملة - على طريقة وضع النقاط على الحروف - قبل الاتصال مباشرة بمسئول البعثات في الوزارة حتى اسمع الرد على هذه الأسئلة. وبعيدا عن الاحراج وسعيا إلى التواصل العلمي سأطرحها بلا أسماء حتى اشعار آخر ولِنَرَ:
عندما قمت بسماع الندوة التي عقدت تحت رعاية جمعية الجامعيين شعرت بحالة ارباك في بعض اجابات المسئولين بل هناك تصريح ملفت من قبل احد المسئولين من الوزارة سأنقله نصا في مقال قادم للدقة.
يرسخ التصريح القناعة بوجود تجاوزات ويكتسب اهميته من انه يصدر من مسئول في الوزارة. والغريب في الأمر ان طالبا (....) في العام الماضي حصل على 93 في المئة وحصل على بعثة في جامعة (....) في (...) على رغم ان طالبا آخر في المرحلة ذاتها حصل على نسبة 95 في المئة ولم يحصل على بعثة إلا بعد «هوشة وعراك كبير» مع الوزارة. طبعا لعل البعض يطالب بالاسماء والوثائق، وهذا حق مشروع للقراء ولكن نحتفظ بها حتى نسمع أولا رد الوزارة بشأن مدى صحة ذلك أو عدمه ومن ثم تأتي المرحلة الاخرى وهي وضع النقاط على الحروف. فالاسماء موجودة وموثقة ايضا. ليس ما نطرحه نهدف منه الاحراج بقدر ما نريد من خلاله شفافية حقيقية هذا العام لجميع ابنائنا بلا محسوبية من حصل على نسب عالية - بعد جهد وتعب - من حقه ان يحصل على البعثة، وهذا حق بعيدا عن فيتامين (واو) حتى لا يكون هناك اي فساد في توزيع البعثات التعليمية. فبعض الطلاب المتفوقين من ذوي الدخل المحدود يخسر فرصة العمر بينما طلاب الواسطات والفشل الدراسي يحصلون أحيانا على أفضل البعثات. واثبتت التجارب الماضية ان بعضا من الطلبة ممن يحصلون على بعثات من الابواب الخلفية لا يكملون دراستهم بسبب عدم وجود مرتكز قوي في دراستهم الثانوية ما يكلف الوزارة اموالا لتكون النتيجة (تي تي زي ما رحتي جيتي).
ويبقى مطلب الجميع ان يتم وضع اسماء المقبولين في الصحافة مع نسبهم بدلا من الارقام والارقام الشخصية
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 283 - الأحد 15 يونيو 2003م الموافق 14 ربيع الثاني 1424هـ