ورد في احدى الصحف البحرينية موضوع عن النساء في السودان وقيل انها «شهادات بلسان النساء». وجاء في ذلك المقال ما يأتي: ولكن (من دون مصدر).
«ختان الفتيات الدعارة بالنساء المحتجزات بمخيم (جبل الأولياء)نساء السودان المعذبات داخل مخيمات الاحتجاز لم يحكين معاناتهن لكن باحثة من الأمم المتحدة حكت عن بعضهن، وهن يقبعن باحد المخيمات المتواجدة على بعد ستة كيلومترات من الخرطوم وهو مخيم يدعى «جبل الأولياء» تتعرض فيه مجموعة من النساء، اللواتي تم ترحيلهن مع سكان جنوب السودان، للاحتجاز والاستغلال الجنسي المكثف. كان جميع المرحلين داخل المخيم في عزلة تامة عن العالم الخارجي، لكن النساء منهم كن يخضعن لاستغلال كبير وعنف جنسي، ومن بين تلك النساء - تحكي الباحثة - صادفت عيناي فتاة شابة رائعة الجمال، فسألتها ماذا تفعلين؟ وكيف تكسبين قوتك؟ وما هي علاقتك بالاشخاص الموجودين بالمخيم، لكنها لم تنبس ببنت شفة، واكتفت بالنظر اليّ وعيناها تغرقان وسط الدموع، ثم نظرت الى الشرطي الذي يحرس المخيم، وحينها فهمت كل شيء انه يلزمها بممارسة الدعارة، ويتولى هو الحصول على المال من نشاطها هذا... هي امور نفهمها لكونها من تقنيات البحث، ولا تقف معاناة النساء عند هذا الحد بل تطال حتى الفتيات الصغيرات، فقد حضرت مرة عملية ختان جماعية للفتيات، تمت في غياب ادنى شروط النظافة الضرورية باحد الملاجىء ان النساء اللاجئات هن بالاساس اولئك اللواتي خضعن لتصفية عرقية أو تجريد من انتمائهن العرفي أو تهجير بعيدا عن محل اقامتهن. ويعشن في حياتهن الجديدة شتى اصناف العنف الجسدي المعنوي والجنسي».
أولا: أود ان أوضح هنا انه ليس في السودان مخيمات احتجاز للدعارة كما ورد في النص باسم «جبل الأولياء».
اذ ان الحاصل عبارة عن معسكر لاجئين من جنوب السودان الذي يشهد حربا طاحنة منذ عشرين عاما قضت على الأخضر واليابس، ما اضطر سكان الجنوب للفرار شمالا والاحتماء بضواحي العاصمة في شكل معسكرات غير مخططة، هؤلاء المواطنون اللاجئون من الجنوب غير مسلمين، اصولهم زنجية غير عربية لهم تقاليدهم وعاداتهم الخاصة يمارسونها في هذه المعسكرات، فربما يمارسون شرب الخمر أو الجنس على نحو فطري بسبب ظروف خاصة فردية اذ لم تستطع الحكومة الاسلامية في الخرطوم فرض القوانين الاسلامية على مواطنين ليسوا مسلمين، ثم ان المنظمات الدولية التي لا تفلح الا في اثارة الفتنة لم تقدم لهم مشروعات اقتصادية توفر لهم فرص عمل تكفي النساء حاجتهن مما يضطرهن للدعارة افتراضا، التي تتحدث عنها تلك المنظمات، أما حكومتهن (في الخرطوم) فهي محاصرة داخليا بالحرب في الجنوب التي تكلفها يوميا اكثر من 20 مليون دولار والتي يقودها الصهيوني المتمرد في جنوب السودان جون قرنق الذي يهدم المساجد في الجنوب ويشرب جنوده الخمر داخل المساجد ويمزقون المصحف الشريف بدعم اميركي ويتوعدون تحرير السودان من العرب وهو المسئول الاول (أي قرنق) عن معاناة ونزوح هؤلاء المواطنين الى الشمال والدول المجاورة ولم تتحدث المنظمات الدولية عن ارهابه ضد المسلمين وقبيلته التي ينتمي اليها، وتسبب في حصار الحكومة خارجيا بوساطة الانحياز الأميركي.
ليس هناك استغلال جنسي منظم كما ورد في الفقرة وليس هناك شرطي يحرس المعسكر ويقوم بجمع ريع الدعارة، وانني مستعد للسفر مع كل مشكك في هذا الامر الى هناك على نفقتي لكي نطلع على ما يجري في منطقة «جبل أولياء» التي تعني «جبل أولياء الدين الصالحين»، فكيف بشرطي في حكومة تطبق قوانين اسلامية وتمنع التبرج في الشارع العام والمؤسسات الحكومية والجامعات بل في اجهزة الاعلام كما ترون في الفضائية السودانية، بل وتمنع الخمر في الفنادق خمس نجوم والسفارات الاجنبية تسمح لشرطيها ان يجني مالا من دعارة. لست أدافع هنا عن حكومة الخرطوم فربما هناك تجاوز في حقوق الانسان من جوانب اخرى لكن لا توجد مخيمات بغاء في السودان أو عنف جنسي، فالمادة الواردة في هذه الفقرة غالبية الاعتقاد انها من تقارير حقوق الانسان المغرضة التي تعدها المنظمات التبشيرية المسيحية والتي تدعي في أحيان أخرى ان في السودان ممارسة للرق، فاذا فر اطفال وشباب الجنوب من جحيم الحرب المفروضة عليهم الى الشمال ولاذوا بأهله المسلمين الكرماء ويعملون لديهم بشكل طبيعي كما تتطلب مقتضيات الحياة اليومية، ووجدوا حسن المعاملة في التقاليد الاسلامية بحيث اقتنعوا بالاسلام فاعتنقوه من تلقاء انفسهم قالت المنظمات الدولية انهم اختطفوا من الجنوب أو تم بيعهم قسرا بوساطة تجار الشمال.
ثانيا: ليس هناك اكراه على ختان الفتيات. فنحن هنا نتحدث عن بلد عربي/افريقي قارة (مساحة السودان بهذه المناسبة أكبر من مساحة المملكة العربية السعودية) اذ ان جنوب السودان فقط اكبر مساحة من بريطانيا وفرنسا واسبانيا مجتمعة، وهناك اكثر من 572 قبيلة في السودان العربية منها تعد في اصباع اليد الواحدة، لكل قبيلة موروثاتها الثقافية والعادات والتقاليد التي من دونها قطع الرقاب. فالختان في بعض قبائلها عملية مقدسة (غير اسلامية طبعا) مستمدة من العادات الفرعونية القديمة كما هو المشاط (تسريحة شعر). فاذا لم تختن البنات في تلك البوادي والارياف والاصقاع النائية فربما لا يقبلن هن انفسهن بذلك لانهن يعتبرن انفسهن ناقصات في الصفات الأنثوية التي تمجدها تلك القبائل، ولكن في المدن والقرى المتحضرة ليس هناك ممارسة للختان على النساء بشكل جماعي اذ بدأت السلطات منذ وقت بعيد بتوعية السكان بل وفرضت عقوبة على ممارسة الختان للنساء.
ولكن ماذا تفعل السلطات في الحالات الفردية التي تجرى سرا وبقبول الأهالي من دون اكراه. أما في المعسكر المذكور فانني أؤكد انه ليس هناك ختان للنساء ولا للرجال لأنه ليس من عادات اهل جنوب البلاد؛ والمعسكر خاص بهم.
ان تقارير حقوق الانسان ارتبطت على مر الزمان وخصوصا فيما يختص بالعالم الاسلامي. بالاحجاف لانها تعد من قبل جهات أجنبية تريد فرض معتقداتها التي تتنافى مع روح وقيم الاسلام والمدخل الى ذلك الديمقراطية المزعومة وتحرير المرأة التي كرمها الاسلام منذ أكثر من اربعة عشر قرنا.
وللأسف نأخذ نحن تلك التقارير من دون تمحيص ولا حتى اشارة بان هذا التقرير معد ومترجم من قبل مصادر دولية مغرضة، حتى لا نكتب عن دولة عربية مسلمة كالسودان وكأننا نكتب عن ألمانيا النازية
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 283 - الأحد 15 يونيو 2003م الموافق 14 ربيع الثاني 1424هـ