العدد 282 - السبت 14 يونيو 2003م الموافق 13 ربيع الثاني 1424هـ

عوديهم على حب العمل والمشاركة

منيرة العليوات comments [at] alwasatnews.com

سيدتي ان حديثنا عن الاجازة الصيفية قد يطول لأن الكثيرات مازلن يجهلن مفهوم هذه الاجازة في حياتنا فيحسبها البعض وقتا مهدورا لا قيمة له، فهو مجرد بقاء في البيت للراحة والنوم ومشاهدة التلفزيون ثم العبث هنا وهناك. وهذا ما يلقى على كاهل الاسرة اعباء اضافية قد تعجز عن التعامل معها فأولادنا طاقات هائلة وانشطة مختلفة وحركة مثمرة ومن السهل جدا استغلال هذه الطاقات بتعويدهم على المشاركة الفعلية في الاعمال المنزلية بشرط تناسبها مع اعمارهم وجنسهم ورغبات كل واحد منهم فالابناء من الجنسين في سن التعلم والتجديد والابتكار وعلينا ان نشعرهم بقيمة انفسهم اولا ثم بقيمة الوقت ليدركوا ان كل دقيقة في حياتهم لها ثمنها ونتائجها في تكوين شخصيتهم. والاجازة بكل الوسائل المتاحة الاسرية منها والاجتماعية مساحة واسعة لاثراء شخصياتهم بحب العمل والمشاركة وتعويدهم على البحث عن السعادة فيما يعملونه ويقدمونه من مشاركات واعمال ذات قيمة لهم ولمجتمعهم. وهناك مجالات كثيرة يمكن للطفل المشاركة فيها داخل بيته وبين اسرته من دون التعرض لاخطار الطريق ومن فيها. ومثال بسيط على ذلك: اعمال البستنة مثلا كأن يعهد اليه العناية بالحديقة المنزلية طوال فترة الاجازة أو تعليمه الرسم او الصباغة البسيطة جدا او اعادة ترتيب البيت وتغيير الديكور بمساعدتك وتحت اشرافك سيدتي ثم راقبي ما سيقوم به من التعديلات والاضافات، انها مثلا فرصة حقيقية للتقارب الفكري والحوار. فأنت بمراقبة تصرفاتهم وتوجيههم لكل ما هو نافع ومفيد ومن ثم تعويدهم على التعامل مع الحياة بثقة وثبات واطمئنان. وسيسهل عليك سيدتي معرفة مشكلة او معاناة اي واحد منهم ذكرا كان ام انثى فالوقت الطويل والعمل المشترك كفيل بتقصير المسافات النفسية والفكرية بين الام واولادها، «لا تفوتك فرصة المكافئات لكل واحد منهم على قدر ما بذله من مجهود وتعاون في سبيل اسعاد ومساعدة اسرته وستشعرين بسعادة لا توصف تبدد ما كنت تشعرين به من خوف وقلق ازاء الاجازة الصيفية وستنعمين معهم بالوقت الثمين إذ التلاقي والمرح واكتشاف الحياة. هذا على المستوى الحركي الابداعي اما على المستوى الفكري والثقافي فعليك تعويدهم على حب القراءة وساعديهم في اختيار ما يقرأونه وحببي اليهم البحث والثقافة ولكن عليك اولا ان تحملي معهم الكتاب وتناقشي معهم الافكار، وخصوصا اذا كان الابناء في سن المراهقة فهي فرصتك لمعرفة قضاياهم ومعاناتهم من خلال ما يختارونه من القرارات فهم في المرحلة الحاسمة من حياتهم. تفهمي اولادك واصبري على ضجيجهم وليكن مسارهم نحو الخير والخلق القويم مضيئا بنصحك وارشادك. وانت سيدي الاب اراك تضحك في سرك فقد حملت الأم كل المسئولية ووقفت موقف المتفرج. ابدا ان دورك كبير وكبير جدا فهل حاولت ايها الاب الدخول إلى اعماق ولدك المغلقة؟ هل حاولت التعرف على اصدقائه؟ لتعرف أي نوع من الناس يصاحب ابنك؟ هل فكرت في معرفة ما يعانيه من هموم أم أنك تركته يتعثر في مسيره ويضل طريقه مع مجموعة ضالة من الأصدقاء؟

إن إجازة الصيف تفتح لك ذراعيها وتمنحك الوقت لتتعرف على أولادك وقضاياهم فاغتنم فرصة التقارب هذه وكن لهم صديقا حميما... رافقهم في بعض نزهاتهم لتعرف بعضا من ميولهم ورغباتهم، ولكن قبل هذا وذاك هل فكرت طوال العام الدراسي في التوفير من مصاريف الكماليات بالتعاون والتشاور مع شريكة حياتك لتتمكن من تنظيم بعض الفسح والنزهات الداخلية ولتلبية رغبات الأنباء في الإجازة فإن كنت لا تملك الكثير فإنهم يقنعون بالقليل.

وتلعب الأنشطة الصيفية دورا بارزا مهما في تلبية حاجات الأبناء الرياضية والثقافية والاجتماعية وتفتح أمامهم مجالات واسعة لاكتساب المهارات والخبرات وبالتالي التمتع بروح الصداقة والتعارف والأخوة بشرط ألا يغيب دور الوالدين

العدد 282 - السبت 14 يونيو 2003م الموافق 13 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً