العدد 282 - السبت 14 يونيو 2003م الموافق 13 ربيع الثاني 1424هـ

هل «الحصانات يذهبن السيئات»

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

تلك هي مشكلتنا في العالم العربي الرقص أمام الجمهور بل أمام المصلين وندّعي أن الله يقبل «النيّات الحسنة» ولو كان بعد «رقص رخيص»، ذلك هو جهلنا إذ مازلنا نعتقد - وبعد طول عمر من قانون أمن الدولة - أن الناس بإمكانهم أن يصدقوا مثقفا دجالا أو كاتبا يقبض من الجميع!! فليس عليك إلا أن تضغط «الزر» فيضحك في بيت العزاء ويبكي إن أردت منه البكاء. وهذه ظاهرة ثقافية قد توزّر في يومٍ من الأيام وقد تبقى على حالها وإن عشت أراك الدهر عجبا. في مقولةٍ لمفكر عربي يضحك على صحافتنا العربية وكيف تحول جزء كبير منها في صف عبودية المال ورجال (البزنس)، وكيف راحت تنام ليلا مع الزوج الجديد بعد أن نامت طويلا مع أشقائه: «مشكلتنا في العالم العربي أن بعض المسئولين يعتقدون أن «الحصانات يذهبن السيئات». فبعض هؤلاء المسئولين يريدون أن يموت الكتاب والمثقفون بالحزن في حين يموتونهم من الضحك... لأن مثل هذه التصريحات وهذا الهذيان يثير سخرية عوام الناس فضلا عن المثقفين، فإن ألف باء الثقافة أن يكون أول المترافعين عنها يجب أن يمتلك أدواتها حتى لا يصبح محل سخرية العالم.

ما أجمل الصحافي عادل حمودة وهو يصور أحد الوزراء الذين أرادوا اغتيال حرية الصحافة في مصر، فقد قال هازئا وهو يصف هذا الوزير: «لقد خرج غضبه من فمه وأنفه وتطاير الشرر من عينيه ولكن على رغم كل ذلك بقيت الصحافة واستمرت قافلة الحرية...» المصدر (أنا والجنزوري).

أنا أعلم أن الكتابة هي لعبة مع الموت ولكنها قبل كل ذلك هي خدمة وطنية لا يقدرها إلا الوطن... فلا يمكن أبدا أن يلتقي «الإيمان بالحرية» والجرجرة في المحاكم... لماذا كل هذا التمسح بقانون الصحافة والإصرار عليه وللأسف عندما يعمد إلى ذلك كتاب ومثقفون أيضا يطبلون ويزمرون ويرقصون ويلقون أمامه حبات الرز والورد والياسمين والمفارقة الكبرى تجدهم بعد ذلك أول من يرفعون عقيرتهم دفاعا عن «الوحدة الوطنية» و«الديمقراطية»، والناس ما عادت تأكل من الكلام المعاد المكرر ومجّت هذه الاتهامات المعلبة والجاهزة.

منذ 33 عاما والناس يبحثون عن انصاف في توزيع الخبز وعن مواطنة حقيقية، فالناس يأكلهم الجوع ولا داعي لإلقاء القنابل الدخانية لتغطية أخطاء الوزارات، فالصحافة السائلة والناقدة لأداء مثل هذه الوزارات هي تختصر الطريق على السلطة لمعرفة مواقع الخلل والكل يعلم أن بعض الوزارات تحولت إلى بيتٍ عائلي، فليس هناك داعٍ لوضع الأسلاك الشائكة أمام الوزارات لحجب كاميرات الصحافة الحرة والحيلولة دون دخول الصحافيين الوطنيين. وما يطرح في الصحافة اليوم هو أقل بكثير مما يطرح في صحافة الكويت، فهناك يجرجر الوزير ويحاسب على أملاكه ان كان يمتلك 40 في المئة أو 80 في المئة، ويسأل عن حصصه في السوق وهناك رئيس البرلمان السابق «أحمد السعدون» مثالا، هو أول من يقف وبقوة للدفاع عن هموم الناس فيلامس نبضهم، وعلى رغم كل ذلك لم تشهر أسلحة التخوين والوطنية في وجوه الصحافة الحرة.

وزير الإعلام البحريني في مقابلته في إذاعة MBC يقول: «أنا من أحرص الناس على الحرية» شيء جميل ولكن هل للوزير أن يفسر لنا أداء وزارة الإعلام في عملية تقطيع جلسات مجلس النواب. وعندي هنا مذكرة احتجاج للنائب عبدالهادي مرهون أرسلها إلى الوزير يبدي فيها أسفه لتقطيع الجلسات وهذا أمر لا تقوم به قناة الكويت الفضائية. وما رأيه في احتجاجات كثير من النواب على ذلك. فهل التقطيع مبدأ من مبادئ الحرية الجديدة؟ وكل مراقب يسأل: لماذا الجسد الصحافي قسم إلى قسمين جمعية تحظى بكل الحنان ونقابة يلوَّح لها بالعصا وكذلك أصبح لدينا مسرح مصادر هنا والبلاد بكاملها تخلو من قاعة مسرح تليق بثقافة هذا البلد؟ ولنا أن نسأل أنفسنا: لماذا لا نجري استبانة واقعية وحقيقية - لا على طريق 101 في المئة - عن مدى شعبية البرامج التلفزيونية لقناة «العائلة»؟ والسؤال الأخير مع وجود كل هذا الجدل على قانون الصحافة والنيابة والفقر و... لماذا يناقش الموضوع في MBC ولا يناقش في الفضائية البحرينية؟ هل للوزير أن يجيب عن ذلك و«هو الحريص على الحرية»؟ والسؤال الأخير: لماذا تفر الكوادر البحرينية من الوزارة وتقبل بالغربة والعمل في التلفزيونات الخليجية؟ ولماذا لم تسجل آثار البحرين في الأمم المتحدة؟

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 282 - السبت 14 يونيو 2003م الموافق 13 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً