ربما كان صحيحا ما اعتقده البعض من أن الشبكة العنكبوتية تحمل الكثير من السلبيات التي ستنعكس على المجتمع أو على مستخدمي هذه الشكبة بصورة مباشرة وخصوصا مع انتشار العديد من الأكاذيب التي تم الترويج لها عن طريق هذه التقنية وذلك للوصول إلى أكبر عدد من الناس.
ان كل ما تفعله هذه الشبكة هو القيام بدور قناة الإرسال التي أصبحت تبث عن طريقها أكثر الأكاذيب وآخر صرعات الإشاعات التي أصبحت تبث الرعب في نفوس مستخدميها في الوقت الذي يستمتع فيه أصحاب هذه الإشاعات بترهيب المستخدمين على رغم حقهم في البحث والتقصي عن طريق هذه التقنية كباقي المستخدمين لهذه الشكبة العنكبوتية.
طلب المساعدة بداية الأكاذيب
كانت أول أكاذيب هذه الشبكة التي يطلقها عليها «بالإنترنت» هو القيام بإرسال رسائل عبر البريد الإلكتروني إلى مجموعة كبيرة من مستخدمي هذه التقنية سواء كانت هذه المجموعة المرسل إليها مجهولة أو معروفة. وكانت هذه الرسائل عبارة عن طلب مساعدة إذ يبعثها أحد الأشخاص بحجة أنه يطلب المساعدة لأحد المرضى المصابين بمرض الذين يطلبون مساعدة مالية وليس دعما معنويا إذ يقوم المرسل بتحديد المبلغ الذي يحتاجه المريض واضعا أرقام حسابات يمكن من خلالها إرسال المبلغ النقدي.
بعض مستخدمي هذه التقنية لا يصدقون ما ترسل لهم من رسائل إلا أن البعض بسبب نواياهم الطيبة يقومون بإرسال مبلغ نقدي على رقم الحساب الموجود في الوقت الذي لا يعلمون بأن أموالهم قد سرقت وانهم كانوا ضحية نصب واحتيال.
في الآونة الأخيرة بدأت هذه الرسائل تحتوي على أرقام اتصال وذلك من أجل توثيق هذه الرسائل وطبعا كان بعض مستقبلي هذه الرسائل يتصلون بهذه الأرقام ليفاجأوا أن صاحب الرقم مريض ويطلب مساعدة من أجل العلاج، إلا أنه في النهاية بعد أن يتم تحويل المبلغ إلى الشخص مدعي المرض يفاجأ من قدم لهم المبلغ المالي أنه تم خداعه.
بريد إلكتروني يستنجد
بعض الرسائل المرسله على البريد الإلكتروني تكون من مرسلين مجهولين يبلغون فيه مستقبل الرسالة أنه تم اختياره من أجل حفظ مبلغ نقدي في حين أن هذا المرسل سيكون خارج بلده لذلك فإنه سيقوم بإيداع نقوده عند مستقبل الرسالة وذلك بحجة أنه في حال أصيب هذا المرسل بشيء فإن بإمكان مستقبل الرسالة التصرف بأموال المرسل عن طريق صرفها في أعمال الخير.
طبعا هذه الرسائل موجودة لكل من يملك بريدا إلكترونيا إلى جانب أن الأخير تصله مثل هذه الرسائل أكثر من مرة في اليوم ومن أناس لا يعلم حتى أسماء مناطقهم.
لقد أصبحت هذه الرسائل بمثابة انتهاك لخصوصية مستخدمي البريد الإلكتروني وخصوصا أن هذه الرسائل أصبحت ترسل بشكل يومي ولأكثر من مرة وأحيانا تكون مثل هذه الرسائل منسوخة ومرسلة من قبِل أكثر من شخص واحد.
تحذير من بضائع أو أشخاص
أما عن آخر أكاذيب الإنترنت فهي كانت عبارة عن رسائل ترسل لمجموعة من الأشخاص تفيدهم بوجود بضائع تضر بصحتهم ما أدى إلى استنكار عدد من الشركات بسبب كثرة هذه الرسائل التي أدت إلى إجبار مستقبلي هذه المعلومة إلى قطع منتجات بعض الشركات.
ربما تكون مثل هذه الرسائل حقيقية وربما تكون لا، إلا أن المشكلة تكمن عندما تكون مثل هذه الرسائل غير حقيقية فتؤدي إلى خسارة بعض الشركات وقطع أرزاق العاملين فيها جراء ما يطلق عليها بـ»إيميل كاذب».
ووصلت آخر صرعات الألاعيب إلى التحذير من بعض الأشخاص مما كان يسبب الرعب لدى متسلمي هذه الرسائل إذ إن الأخيرة تفيد أن هناك مجموعة من البائعين يقومون بعرض سلع تضر بالصحة إلى جانب أن بعض هذه الرسائل تفيد أن هناك شخصا يتجول في بعض المناطق يقوم بالسرقة أو بالخطف أو غيرها من العمليات العدوانية ما جعل البعض يصدق مثل هذه الرسائل ليصاب بالخوف الشديد الذي قد يصل إلى الحالة النفسية.
إن مثل هذه الرسائل تعتبر انتهاكا للخصوصية وهي الخاصية التي تعرض «الإنترنت» إلى الخطر بسبب عدم وجود خصوصية للمستخدم إذ إنه بالإمكان الوصول إلى ملفه الشخصي من دون علمه إلى جانب أنه بالإمكان التعدي على بريده الإلكتروني وإرسال رسائل مجهولة المصدر وذلك كله بهدف إزعاج مستخدمي البريد الإلكتروني الذي يعتبر من أحدث التقنيات للتخاطب وإرسال الرسائل إلى الآلالف عبر هذه التقنية خلال دقيقة واحد فقط
العدد 2312 - السبت 03 يناير 2009م الموافق 06 محرم 1430هـ