تتكون السواحل التي يقصدها السائحون في بعض البلدان - اليونان مثالا - من أبسط الأشياء: رمال نظيفة، وأكشاك متنوعة تخدم المصطافين، واتساع في بلاجاتها ترضي «المتشمسين» الذين لا يسعون لأكثر من ذلك ولا يتمنونه.
في البحرين، التي قالت النكتة القديمة عنها ان شخصا ما أراد القدوم إلى البحرين فاشترى له «مايوهين»، حتى المواطن الذي يعرف كل شواطئها فقد استحدثوا طريقة جديدة للاصطياف لم يسبقهم إليها ولا حتى اليونانيون أنفسهم. فهم يذهبون مع عائلاتهم إلى شاطئ البحر ولكنهم يبقون في السيارة للاستمتاع بمنظر البحر من داخلها، و«مصطافين» فرحين بما يوفره لهم مكيف السيارة من هواء بارد وكرسي مريح معتاضين عن الشاطئ غير المنظم والذي لا يصلح لأي استخدام، اللهم إلقاء بعض المخلفات التي دأب عليها «المصطافون».
قال لي أحدهم ذات مرة: كل ما تحتاجه شواطئنا لتجذب الرواد هو تنظيفها وتهيئتها لاستقبال الناس. ساحل أبوصبح في الدراز مثال حي على فائدة هذه التعديلات حتى لو كانت طفيفة. فبعد أن كان مهجورا أو شبه مهجور، أفلح زرع بعض النخيل وتنظيف الشاطئ وتعديله بالقليل من الجهد في جعله محلا يأتي إليه الناس كل يوم وصار مقصدا للعائلات في نهاية الأسبوع.
أما لو أردنا أن نزيد من هذا الجهد قليلا وخصصنا ساحلا بسطنا فيه بعض الرمل الأبيض الناعم، ووفرنا بعض الأكشاك على طوله تبيع ما يحتاجه من يقصد هذا الساحل من مرطبات وأطعمة خفيفة وأدوات يستخدمونها للتمتع بالشاطئ والبحر، لقمنا - من غير شك - بإنجاز كبير جدا وسنرى فعلا عدد القادمين من داخل البلاد وخارجها للاستمتاع بهكذا مشروع يهدف إلى إحياء البحر، في بلد البحر والشمس، والصيف الطويل.. وكل اصطياف وأنتم بخير
العدد 281 - الجمعة 13 يونيو 2003م الموافق 12 ربيع الثاني 1424هـ