تابعت كل التصريحات التي تم الإدلاء بها، أعقاب اجتماع لجنة المتابعة العربية في البحرين رئيسة القمة العربية في دورتها الحالية، ومن خلال هذه المتابعة لم أجد أن المجتمعين قد قدموا رأيا أو موقفا جديدا واحدا، ناهيك عن القرارات التي قالوا انها ليست من اختصاصهم.

فإذا اعتبرنا ان الأمة العربية تواجهها قضيتان رئيسيتان - هما الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ولأجزاء من سورية ولبنان، والاحتلال الأميركي للعراق بعد قتل وجرح آلاف العراقيين وتشريد وتسريح آلاف آخرين، وبعد تزايد أعمال المقاومة لهذا الاحتلال ورفض الإدارة الأميركية المحتلة تشكيل حكومة عراقية وبإرادة عراقية منتخبة - فإنه يفترض بالدول العربية ومن خلال لجنة المتابعة ان تتعامل مع هذين الاحتلالين بموقف واحد وواضح، وان تعلن - على شعوب الأمة العربية - هذا الموقف وتطالبها بالمشاركة في تفعيله، باعتباره موقفا يصب في إطار المصلحة العربية ويهدف الى استرجاع الحقوق العربية المسلوبة، والدفاع عن الكرامة العربية المهدرة.

لكن ما قاله المجتمعون في البحرين لم يزد عن بضع جمل إنشائية مكرورة خالية حتى من الحماس، ومعلقة كل آمالها وكل أحلامها وكل مبتغاها بالإدارة الأميركية أو كما سمتها على استحياء أحيانا بالشرعية الدولية، والمذكرات التفسيرية التي يصدرها مجلس الأمن عادة، وتتخذ منها أميركا ذريعة لاعتداءاتها على الشعوب، وتتخذ منها أيضا دول الجامعة العربية شماعة تعلق عليها ما يعانيه الموقف العربي من ضعف وتفكك وانقسام وتسابق على الولاء والتبعية لأميركا وكسب رضاها ومباركتها لتلك التبعية أو تحالف الأصدقاء كما يحلو لها تسميتها.

لقد اثبتت كل اجتماعات القمم العربية الأخيرة وعلى رأسها قمة شرم الشيخ انه لم تعد هناك إرادة عربية، ولم يعد هناك موقف عربي واحد من أية قضية، لا قضية فلسطين ولا قضية العراق، بل ان هناك تسابقا على الإشادة «بشخصية شارون القوية» وتكريم قائد القوات الأميركية الغازية والمحتلة للعراق، وان غالبية الدول العربية تتهافت على كسب الود الأميركي ومن ثم المحافظة على كراسيها المسندة بهذا الود، أكثر من اهتمامها بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي والاحتلال الأميركي المتمثلين في القوة والدعم الأميركيين.

ومادام الأمر كذلك، فلماذا المتابعة والمتابعون؟ولماذا المزايدة على المتابعة الأميركية؟