العدد 280 - الخميس 12 يونيو 2003م الموافق 11 ربيع الثاني 1424هـ

كتاب عن «البحرين والبعثات الدنماركية فـي دلمون القديمة»

يحمل كتاب «البحرين... البعثات الدنماركية في دلمون القديمة» الذي ترجمه محمد البندر وصدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر بعمان خلاصة التجربة الشخصية لعالم الآثار الدنماركي «ب.ف. غلوب» وانطباعاته الشخصية اثناء البحث والتنقيب في اعمال صحراء قطر وحرّها اللاهب وعند سواحل البحرين الدافئة وغابات نخيلها الغنّاء وعيون مائها العذب.

كما يحمل الكتاب جملة من التفاصيل الدقيقة عن الحياة اليومية لاقطار الخليج العربي إبان الخمسينات والستينات، ومشاهداته لبعض العادات والتقاليد السائدة التي تركت في نفسه اثرا طيبا، ويجيء «غلوب» على ذكر (دلمون) منذ اقدم الكتابات التي شهدها العالم بالحروف المسمارية المدونة على الالواح الطينية في بلاد وادي الرافدين قبل 4000 سنة قبل الميلاد لافتا الى ان وصف (دلمون) في الالواح الطينية جاء على أنها أرض اعالي البحار والمكان الذي تشرق منه الشمس... أرض الخلود والجنة التي زُرعت الى الشرق من عدن، والمذكورة في التوراة ايضا إذ حاز الملك «اتونا بشتم» كالنبي نوح على رضا الآلهة بعد ان نجا من الطوفان على ظهر سفينة وفاز بالعيش خالدا في كنفها على ارض (دلمون).

ويستعرض «غلوب» الاسطورة المحلية التي تقول إن مياه دجلة والفرات القادمة من بلاد الرافدين هي التي تغذي العيون الكثيرة الواقعة تحت سطح البحر المحيط بالبحرين.

الماء العذب، كما تتحدث اسطورة اخرى عن «بير محاب» الواقع خارج المدينة الرئيسية القديمة «المحرق» في جزيرة تقع الى الشمال من البحرين عن الشيخ ابن حكيم القادم من القطيف والذي عرض مصاهرته على شيوخ المحرق بتزويج ابنته الجميلة لأبناء المنطقة لكن رغبته قُوبلت بالرفض. فما كان منه إلا ان غزا الجزيرة واحتل جميع عيون الماء التي يتزود بها سكانها للشرب، ولكن العناية الربانية انقذت مصير سكان الجزيرة من الموت عطشا حين فجرت لهم ينبوعا من الماء العذب تحت سطح البحر.

كما يستعرض «غلوب» عثور البعثة الدنماركية على موقع للاستيطان القديم وعلى معابد واساسات للمدينة، مشيرا الى ان هذه الاكتشافات ساهمت في استمرار عمل البعثة التي غطت سواحل الجزء الجنوبي من الخليج، وكشفت ان هذا الجزء شهد استيطانا لمجموعة من الفلاحين او من غارسي البساتين والادوات الزراعية المستخدمة كقطع الصوان الصغيرة التي شُذبت من نهاياتها وحفرت في جوانبها اسنان كأسنان المنشار والتي تآكلت اثناء حصد المحاصيل وكشفت اسرارا كثيرة عن نمط الحياة آنذاك.

ويتطرق «غلوب» الى القبور الغامضة التي اكتشفت والتي ضمت الجرار الفخارية وكذلك المعادن النفيسة كالذهب والفضة والنحاس لافتا الى صعوبة أن تجد في العالم اجمع معالم للقبور التاريخية القديمة مثلما احتوت عليه البحرين التي اكتظت ربوعها بـ 100,000 قبر.

كما يتطرق الى معابد العهد القديم في «باربار» وكذلك الهياكل العظمية لحية ملفوفة بشكل حلزوني والتي تشبه الكوبرا الهندية التي تلعب دورا كبيرا في الديانات الهندية حيث تعبّر هذه المكتشفات عن علاقة الحية واحجار العقيق بالديانة والمكان المقدس.

ويشير «غلوب» الى «اللقيات» في المعبد الاعلى التي تدل على تأثير الشرق الاقصى كدليل قاعدة البناء المتمثلة بحفرة يقف فيها عمود يرمز إلى الانوثة والذي يسمى باللغة الهندية «يوني» والذي يقابل اللوحة المقدسة «لينغا» (رمز قوة الاخصاب الرجولية) لافتا الى ان رمز الخصوبة التناسلية الرجالية وجدت كنحت على جميع جوانب المدخل الجنوبي للمعبد الوسيط حيث عثر على العديد من الصور المجسمة لقوة الرجل الاخصابية في مناطق عديدة من البحرين اضافة الى احتواء المعبد الاعلى في البحرين على تماثيل مصغرة وتعاويذ واحراز كانت قد صنعت من حجر اللازورد الرائع المصنوع على ما يبدو في أحد المدن الاندوسية حيث اضحت «لينغا» فيما بعد في الديانة الهندوسية رمزا للالهة «شيفا» وتجسيدا لمبدأ النماء الطبيعي

العدد 280 - الخميس 12 يونيو 2003م الموافق 11 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً