العدد 280 - الخميس 12 يونيو 2003م الموافق 11 ربيع الثاني 1424هـ

«قبور غريبة قديمة في البحرين سابقة لعهد التاريخ»

صفحات من تاريخ البحرين في مجلة «لغة العرب» العراقية:

هذه صفحات من تاريخ البحرين، ننفض الغبار عنها لإدراكنا أهميتها بالنسبة إلى قراء «الوسط»، ومساهمة منا في جهد التوثيق الذي تبذله «الوسط» لكل ما يتصل بتاريخ هذه الحاضرة العربية التي لا ريب في أنها كانت حلقة اتصال بين الشرق والغرب، وعقدة تفاعل حضاري بين الأمم.

ولئن كنا لا نسلِّم بكل ما جاء في هذه «الصفحات»، ولا نرى فيها منهجا علميا يعتمد عليه، فإننا - على الأقل - نعترف لكاتبها الأديب العراقي رزوق عيسى بفضل تقديم مادة للنقاش، وفضل الإشارة إلى مصادر من شأنها أن تعين الباحثين (من أبناء البحرين خصوصا) على تدقيق تاريخ لايزال يعتبر «قبورا قديمة» تقع على بعد أميال من المنامة ونظن أنه كان مدينة مأهولة بالأحياء والأموات على السواء.

عثرنا على هذه «الصفحات» في المجلد الثاني من أعداد مجلة «لغة العرب» العراقية لصاحب امتيازها الأب أنستاس ماري الكرملي، وهو يضم الأعداد الصادرة بين يوليو/ تموز من العام 1912 ويونيو/ حزيران من العام 1913، وقد أعادت نشرها وزارة الإعلام في الجمهورية العراقية سنة 1975، في سلسلة «كتب التراث»، وراجعها وأشرف على إعادة طبعها جميل الجبوري مدير النشر في الوزارة.

وما نحن بصدده مقالتان لكاتب عراقي هو رزوق عيسى، تبدوان لنا مقالة واحدة في جزأين، وقد نشرت الأولى في العدد السابع من المجلة الصادر في يناير/ كانون الثاني من العام 1913 (ص. ص. : 265 - 278 من المجلد)، ونشرت الثانية في العدد الثامن الصادر في فبراير/ شباط) من العام نفسه (ص: 337 - 339)؛ وعنوان المقالة الأولى «قبور غريبة قديمة في البحرين سابقة لعهد التاريخ»، وعنوان المقالة الثانية «وصف مدافن البحرين وصفا منفصلا».

والواقع أننا لا ندري شيئا عن هذا الكاتب، إلا ما يستنتج من مساهماته في مجلة «لغة العرب» من أنه كان متخصصا بعلوم اللغة، ولذلك جاء منهجه في التاريخ مضطربا، ففي العدد الرابع من المجلة، الصادر في أكتوبر/ تشرين الأول 1913 (ص 132) مقالة له بعنوان: «نظر تاريخي في لغة الاسبرانتو» (ونظن أن مصطلح «النظر التاريخي» داخل فيما نعرفه اليوم بعلم «فقه اللغة» لا بعلم التاريخ)؛ وفي العدد الثامن الصادر في فبراير 1913 يُرجع إليه في تفسير مفردة من «مفردات عوام العراق» (وهذا أيضا داخل في فقه اللغة)، وله في العدد الثاني عشر الصادر في يونيو 1913 (ص 549) مقالة عنوانها «بعض آراء في معنى بغداد».

في مقالتَي رزوق عيسى تختلط الحقائق بالأوهام، حتى لتذهب الحماسة بالكاتب إلى القول إن البحرين مهد الجنس البشري مرة، ومهد الحضارة البشرية مرات، وإلى تصور هجرات قبلية مبكرة من البحرين في اتجاه الصين ومنطقة ما بين النهرين ومنطقة البحر المتوسط، لا لشيء إلا لأن الكاتب شاهد عيانا هذه «القبور» في البحرين وهالته كثرتها واعتبارها مجمّع القبور الأكبر في العالم. ومع ذلك فالكاتب يقدم إلينا معلومات ثمينة ومادة جديرة بالنقاش والاستقصاء كما قدمنا. ونحن لا نتجنى على الكاتب في ما نراه من اضطراب منهجه التاريخي؛ فهو نفسه يقرُّ بأنَّ باعه قصير في هذا الميدان، وقصارى ما يفعله هو أنه يقدم «خدمة للناطقين بالضاد»؛ وهذا حافز نبيل نظن أنه بذل جهدا صادقا لتحقيقه، معتمدا على مصادر ورحلات، هي في الغالب رحلات قادة عسكريين غربيين، وعلى رحلته الشخصية التي نحسب أنها كانت مصدره الأوثق الأكثر واقعية. إنه أولا يستطلع منطقة البحرين بعين السائح (لا المؤرخ الباحث)؛ يقول: «بعد أن يلقي السائح عصا ترحاله في البحرين يقصد المقابر المهجورة» (ص 265)، ويقول في مكان آخر: «ثم يلج السائح بعد تلك المناظر غابة غبياء، الخ...» (ص 267)، ثم إنه يعترف بـ «قصر الباع» فيقول: «لقد أطلقت العنان لقلمي في موضوع أنا فيه قصير الباع مع أن موضوعا كهذا زاخر العباب يحتاج إلى أن يلم به خبير بارع» (ص 277)؛ وذلك نراه يحيل الأمر على «الخبراء»، فيقول: «إنني لا أتعب القارئ الكريم بشرح دقيق أو وصف مسهب عن قياس المدافن ومساحتها أو عن ماهية ونظام باطنها أو عن الذخائر والآثار الموجودة فيها. فهذه الأمور وغيرها يوفيها حقها من البحث أربابها وأريد بهم الرواد الذين يطوفون البر والبحر للوقوف على مجاهل البلاد» (ص 278)، ولكنه لا يلاحظ ما لاحظناه من أن بين هؤلاء «الرواد الذين يطوفون البر والبحر» لصوصا سرقوا بعض آثار البحرين، واعتمدوا أحيانا على الديناميت ينسفون به المباني بحثا عن لقى، كما سنبين لاحقا.

مصادر الكاتب

أشرنا إلى اعتماد الكاتب على المعاينة الشخصية؛ ونحسب أن هذه المعاينة هي أوثق مصادره، وما يدخل مقالتيه في «أدب الرحلات»؛ فالكاتب أديب، وإلى ذلك أشار يوسف رزق الله غنيمة فقال في هامش مقالة له: «وصلنا أيضا كلام بهذا المعنى من حضرة الأديب رزوق أفندي عيسى» (العدد 11: مايو 1913، ص 524).

ويشير رزوق عيسى مرارا إلى ندرة المصادر التي تحدثت عن «مقابر البحرين»، فيقول في معرض وصفه المقابر: «وهي أعظم مقبرة في العالم على الاطلاق ولا يبعد أن تكون أقدمها عهدا وهي مع عظمتها لم يكتب عنها إلا بعض أفراد قلائل يعدون على الأصابع وهؤلاء الكتاب لم يكتبوا عنها مقالات ضافية الذيل بل عبارات مستطردة، لا تروي غليلا ولا تشفي عليلا وقد جاءت في بعض كتب وصف البلدان أو في تقرير أو تقريرين من بعض سجلات الجمعيات العلمية التي همها الوحيد بث الرواد للوقوف على مجاهل البلاد» (ص 268).

غير أننا نكتشف أن الكاتب يذكر مصادر كثيرة، بما يدل على جهده الكبير المشكور وعلى أنه حاول الإحاطة بموضوعه، ونظن أنه إنما وقف من هذه المصادر مواقف متعجلة فلم يتنخلها، ولذلك كان يسقط بسهولة في فخ الآراء القديمة غير العلمية فيتبناها كما هي، ومن ذلك قوله: «فالرأي القائل إن الصينيين أتوا من بين النهرين رأي لا يقبل النزاع أو الجدل لثبوت صحته ووفرة الشواهد عليه» (ص 272).

والأرجح أن المصادر التي اعتمد عليها الكاتب تنطوي على معلومات تربو على ما استخرجه هو منها، وربما كان بعضها متداولا بين أيدي الباحثين اليوم، وهي مصادر استقى منها معلومات عن البحرين، ولاسيما «المقابر»، ومعلومات عن بلاد ما بين النهرين وبلاد الصين ومنطقة البحر المتوسط؛ فقد استطرد كثيرا فكان استطراده عبئا على البحث حين يحشره في متن المقالة، مبررا حين يورده في الهامش.

وهو يقدم لمصادره في مقدمة المقالة الأولى بالإشارة إلى «الرواد والمستشرقين معتمدا في ذلك على الثقات من السياح والمؤرخين»، وهذا تصريح باعتماده على الثقات وغير الثقات، إذ بين الرواد لصوص آثار كما تبين لنا من تضاعيف مقالتيه.

وأما تفصيل مصادره فيشتمل على: الربان تريستان داكنها Tristan D,Acunha)، وهو ربان برتغالي، وعلى ربان برتغالي آخر هو البوكرك (Alphonso Allbuquerque)، والكاتب ثيودور بنت (Theadore Bent) والباحث اللورد كرزن (Lord Curzon)، وهيرودوتس، والقائد دوراند ( Cap. Dunrand)، غير ما أشار إليه من «التواريخ القديمة»، و«الكتب القديمة العهد النادرة الوجود» وغير ذلك، وغير هؤلاء.

وأما الآثار نفسها، وقد اصطلح عليها كما اصطلح غيره بـ «القبور» فلا تنطق بحرف، ذلك «أن الباحث مهما نقب في تلك المدافن لا يعثر على شيء من قبيل الحفر أو النقش على صخورها وأحجارها» (ص 275).

يبقى أن نشير إلى مسلكية الرواد الذين استكشفوا منطقة القبور، فالبوكرك تفقَّد معالم البحرين (هامش ص267) والجمعيات العلمية كان «همها الوحيد بث الرواد للوقوف على مجاهل البلاد» (ص 268) والمستر بنت «فتح بعض القبور وعثر على بضعة آثار فانتقى منها شيئا وبعث به الى المتحفة البريطانية» (ص 275) (وهذه سرقة) والضابط دورند «كان يجول في أراضي تلك الجزيرة الموحشة» وقد «خطر له فجأة أن يفتح أحد تلك المدافن وينقب فيه عله يعثر على شيء يستحق الذكر والعناء» (وهذه سرقة ايضا) (ص 276) وبذلك يعتبره رزوق «أول من فتح تلك المدافن وباشر بالحفر والتنقيب فيها» (ص 338) و«ذلك في سنة 1879 ولا تسأل عن الصعوبات والمشقات التي لاقاها في سبيل الوقوف على آثار تلك الديار وقد نال أخيرا بغيته التي كان يتوخاها اذ حصل على معارف وإفادات جمة وذلك بينما هو مجدٌّ في عمله وسائر على الخطة التي اختطها باغتته سفينة حربية انجليزية فساعده ربانها الهمام كل المساعدة ولم يمده فقط بفريق من نوتيته ليساعده في التنقيب والتنقير بل عرض عليه آراء جليلة تدلل العقبات والمشكلات وتمهد له السبيل للحصول على ما كان يدور في خلده وقد آشار عليه أن يتخذ وسائل النسف داخل إحدى الغرف المفتوحة ليزيل عنها سطحها ويتسنى له الوقوف التام على محتوياتها ولكن النتيجة لم تأت بالمطلوب لأن سقف الغرفة المذكورة سقط في باطنها» (ص 338).

فأي بحث عن الحقائق يكون بالديناميت؟! واضح أن البحث كان عن لُقى وقد سبق للمؤلف أن أشار الى ما وجده دروند هذا، ومنه قطع من معدن يشبه الصفر (النحاس الاصفر) والنجاس الاحمر وشقف خزف خشنة غير مصقولة وقشور بيض النعام وبضع آنية مصنوعة من العاج وتماثيل وغير ذلك». ويؤكد رزوق الذي عاين الموقع أنه « قد نقبت أغلب تلك الغرف تنقيبا دقيقا طمعا في العثور على آثار ذات شأن جليل ولكن جل ما وجد فيها بقايا سجف وستائر قد تحولت الى كوم من تراب لطول عهدها» (الصفحة نفسها).

أوهام وحقائق

تختلط في مقالتي رزوق عيسى أوهام وحقائق تتصل بتاريخ البحرين ويطرح الكاتب تساؤلات كثيرة فاذا عزَّت عليه الاجابات المقنعة في المصادر جنح الى التخيل أو نفض يده وأعلن عجزه ولكنه قدم لنا حقائق كثيرة حين اعتمد على مشاهداته الشخصية، وهنا أهمية المقالتين المنشورتين قبل تسعين عاما.

فالى جانب الوصف الحسي للمقابر يقدم لنا وصفا لما كانت عليه جزيرة البحرين في العام 1913 ولاسيما وصف طبيعتها التي ترجحت بين المناطق الصحراوية الجرداء والمناطق الخصبة ذات النخيل الكثير والماء الجاري كما وصف بعض آثارها الاسلامية ومنها بقايا مساجد وقلعة ربما كانت موقعا متقدما للدفاع عن الجزيرة، وحدثنا عن سكان عاصمة البحرين في العصور السالفة المعروفة بالبلد القديم وقد بقي منهم بعض اجلاف السكان البائسين الذين يفترشون الغبراء ويلتحفون الزرقاء» (ص 265 - 266).

من أوهامه التي اقتبسها عن «رولنسن» ان الكلدانيين القدماء أخذوا جميع معارفهم عن أهل جزيرة البحرين الذين يرتقي عهد ذريتهم الى نسل آدم» (ص 270).

أفليس الشائع ان جيمع سكان كوكب الارض من نسل آدم لا أهل البحرين وحدهم؟

وتلح عليه مسألة الاولية والمهد، فاذا منطقة الخليج الذي يسميه فارسيا هي «مهد حضارة الجنس البشري» كما «ارتأى بعضهم منذ أعوام» (ص 269) ويتكرر ذلك بالقول إن «ديار البحرين أو ما جاورها تعد مهد الجنس البشري (270)، وأن أهل بابل هاجروا من البحرين (270) وان أهل الصين من البحرين أيضا (271)، وكذلك أصل الفينيقيين وغير ذلك على نحو يردّ حضارات العالم إلى حضارة البحرين، الامر الذي لا يقبله العقل، اذ العقل يقبل بفكرة أن مراكز الحضارات تعددت في الماضي السحيق، ولاتزال تتعدد، ومنها حضارة البحرين التي ربما تأثر بها أقوام مروا بالبحرين بحكم موقعها الاستراتيجي على طريق التجارة بين الشرق والغرب.

ويطول بنا الحديث عن أوهامه فنصطر الي اجتزائه ليتسنى لنا التعريف بحقائقه.

بعين الكاتب موقع المقابر وبُعدها عن العاصمة المنامة التي يسيمها أكثر من مرة «منامة» غير مُعرفة بآل التعريف فالمقابر التي يصفها بالمهجورة (!) تقع «وسط الجزيرة التي تبعد نحو سبعة أميال عن منامة» وفي الطريق اليها يمر بقلعة «عظيمة الشأن مربعة وفي خارج أسوارها مدفع لا بل مدفعان قديما العهد مهملا الاستعمال قد علاهما الصدأ والغبار وفي كل ركن من أركان المعقل برج هائل وهو عبارة عن صرح كان حاكم البلدة أي شيخها يصطاف فيه (ص 265) ثم يحدثنا عن خصب منطقة بعينها فيقول إن السائح (يعني نفسه) «لايزال يسير وهو لا يلوي على شيء حتى يهبط موطنا ظل نخله ظليل فيه مجار وأقنية للسقي والماء يتدفق فيها كأنه الكوثر والسلسبيل يجاورها آبار رائقة حولها أشجار أوراقها غضة وأطيارها شجية الغناء تنسيه الوعثاء وتفرج عن قلبه كل هم وعناء وتريحه بعض الراحة من مصاعب الطريق ووعوة مسالك منامة» (266) ثم يتحدث في الصحة نفسها وما يليها عن آثار اسلامية جُلها مساجد بقيت منائرها قبل الوصول الى منطقة نخلها غابات تمتد ميلين وهكذا حتى يصل الى «قرية عالي» وإلى المقابر التي تليها مباشرة، وقد سماها مدينة الموتى وهي «مدفن مهجور واسع الاكناف واقع في وسط فلاة فيها مئات بل ألوف من القبور المتلاصقة البناء تشبه تلالا واطئة أو جبالا منخفضة غير متقنة البناء والهندسة» (ص 268).

المقابر... هل هي مدينة دارسة؟

في المقالة الثانية يصف رزوق عيسى المقابر التي زارها ويسترجع بعض ما قرأه عن الرواد الذين نقبوا فيها فنستنتج ما لم يستنتجه هو، فالقبور التي وصفها أشبه بالمنازل ذلك أن «كل مدفن يشتمل على غرفتين كبيرتين الواحدة فوق الاخرى مبنية من قطع صخر ضخمة ولا يبعد أنها قد قطعت من جبل الدخان الواقع في «صحراء بعيدة» (ص337) ثم يتابع الوصف على نحو نفهم منه أكثر أن هذه الابنية منازل عُثر فيها على عظام بشر وعظام أحصنة. فظنها الناس مقابر. وعندنا أنها كانت مدينة مأهولة، وأن أهلها كانوا ميسورين بدليل استعمالهم أدوات النحاس والعاج واستعمالهم الستائر (والستائر لا تكون في القبور) وربما طرأت على المدينة وسكانها عواد من عوادي الزمن التي كانت سببا في الهجرات القديمة، كما حدث بعد انهيار سد مأرب.

نخلص من ذلك إلى أننا امام وثيقة قيمة من شأنها أن تخدم الباحثين في تاريخ البحرين واقتصادها وعاداتها فهي تنطوي على مصادر اذا تتبعها الباحث وتنخلها واستنطقها بصبر وأناة فربما بلغ منها ما لم يبلغه رزوق عيسى، وهي تنطوي أيضا على خلاصة رحلة رزوق عيسى ومشاهداته في مطلع العقد الثاني من القرن العشرين، وهذه في رأينا على جانب كبير من الاهمية.

فعسى أن نكون قد أدينا حيال قراء «الوسط» وحيال أهل البحرين واجبا... وفي كل حال نقول مقالة من حمل كتاب «العقد الفريد» من الاندلس الى بغداد: «هذه بضاعتكم رُدت اليكم»

العدد 280 - الخميس 12 يونيو 2003م الموافق 11 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً