العدد 279 - الأربعاء 11 يونيو 2003م الموافق 10 ربيع الثاني 1424هـ

الشفافية تتطلب نشر اسما ء الحاصلين على البعثات

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

يجب ان نقف امام معاناة هؤلاء الخريجات ولا يكفي ابدا ان نسكب دمعة امامها أو نطلق آهة، فالقضية أكبر من ذلك بل يجب علينا ان نعمل على انجاح قضيتهن وذلك بإيصال اصواتهن إلى المسئولين حتى يعلموا حجم المعاناة التي يعشنها وانا على يقين ان الدولة لن تقصر معهن لانهن في نهاية المطاف وبناتها فلابد ان يوضع حد لهذا الملف المبكي الحزين. فلقد تقادم ببعضهن العمر ومضى على بعضهن 11 عاما من الانتظار. فهل نعلم معنى ان يبقى متخرج 11 عاما؟ فالكثير من هؤلاء حتى ممن بقين 4 سنوات فهن محبطات خصوصا وهن يرين كيف مرت الاعوام والوظائف تقدم من قسم التوظيف على طبق من ذهب وبكل حنان إلى الاجانب وغيرهم ممن قادتهم المحسوبيات للوصول سريعا. وانا على يقين أنه لو كشف عن المؤهلات لكثير ممن وظفن لفجعنا بالمستويات إذ الكثير يبقين في الانتظار على رغم علو الدرجات ورفعة المؤهل والبعض وظفن سكرتيرات وعلى الحاسوب وفي المدارس وفي الوزارة... واحدة من هؤلاء تقول: «لماذا ندخل الجامعة جميعا في عمر واحد وسنة واحدة، جميعنا نتخرج في سنة واحدة بعضنا يحصل على الوظيفة في ذات العام ونحن نبقى سنين ويا لسوء الحظ احيانا نتيجتنا الجامعية افضل من بعض هؤلاء ممن يصلن سريعا بقطار «الواو» وهذا عين ما يجري في البعثات، لذلك نحن نطالب قسم البعثات بالبوح هذا العام بكل البعثات من دون ان يكون هناك لا بعثات تحت الطاولة ويتم نشر اسماء من يعطين البعثات كاملة في الصحيفة. فلقد وصلتني وثيقة لاحد المسئولين الكبار في الوزارة حصل ابنه على بعثة العام الماضي إلى لندن وفي افضل جامعة في تخصص «ادارة اعمال» على رغم ان نسبته هي: 76,6 في المئة وقمت بارسالها إلى الوزارة وهي تكشف عن بيروقراطية وعن محسوبيات، لذلك فإن كل المؤسسات المدنية اليوم والمراقبين وبعض النواب دعوا جهارا لنشر اسماء من سيحصلون على البعثات جهارا وفي الصحافة وهذا حق ونتمي هذا العام ألا تكون هناك أية تجاوزات. ومازالت خريجات الحاسوب ينتظرن الاحلال في قسم التقنيات وكذلك خريجات الخدمة الاجتماعية واللغة العربية، وعلى الوزارة ان تتخذ موقفا حريصا من قسم التوظيف وقسم الامتحانات والمقابلة، فالشكاوى ازدادت وهناك شكوى ستبعث إلى الجهات الرسمية العليا وستوضع فيها كل التجاوزات لأن استخدام سلاح المقابلة والامتحان بطريقة لا تخلو من ريبة أذهل كل المراقبين.

وحتى نقترب من معاناة الخريجات فلنتعرف على بعض آلامهن: (خ،م،ع) خريجة خدمة اجتماعية تقول: «مازلنا ندفع قروض الدراسة، والوظيفة بعيدة المنال، لقد اجتزت المقابلة والامتحان بنجاح غير ان الفقر اجهز علينا فقد نشأت يتيمة وقام برعايتي اخي المعسر ماليا، لقد احسن لي العطاء على رغم مرتبه الزهيد الذي لا يتجاوز 120 دينارا وقام بارسالي للدراسة فتحمل لأجلى القروض ولما تم تسلم اسمي ضمن لجنة التظلمات فوجئت أني لم أشمل وكان رد الوزارة ان اسمي «سقط سهوا» وها هي تقف عند عتبات الوزارة ولم تقبل حتى رسائلها. اما (م. غ. أ) خريجة اللغة العربية + تربية فهي كذلك مازالت مثقلة بالديون والقروض فهي تخرجت من الجامعة العام 1996م، ان الحاجة اضطرتها إلى العمل في روضة براتب زهيد قدره «80 دينارا» وتقوم باعطائه كاملا لايجار الشقة فهي تقول «هل تصدقون؟ اني ادرس في روضة واطفالي محرومون من الرياض» كما أنني اعيش في فقر مدقع ونحن محرومون من كل شيء... اننا لا نعيش كبقية البشر فماذا تعمل لي 80 دينارا واعاني من فواتير الكهرباء الدائمة وعدم وجود السيارة، وثقل ديون الدراسة والمعيشة وقصور المأكل».

هذه التراجيديا الحزينة ليست لعاملات بل لخريجات يحملن شهادات البكالوريوس وبدرجات عالية ومثلهن كثير، رأينا بعضهن في ندوة اقيمت حديثا، كل واحدة عندما تحدثت في الندوة تكاد تسترسل في البكاء لوضعهن وما وصلن اليه من واقع معيشي مزر. هذه الاصوات الانسانية نرفعها للوزارة بكل صدق وللمسئولين فهن يأملن بتدخل الدولة للافراج عن وضعهن، وخصوصا انهن بقين سنين بلا عمل وتقدم بهن العمر فيحتجن إلى 5 سنوات اضافية - لو وظفن هذا العام - فقط لسداد الديون، فماذا لو لم يوظفن هذا العام؟ وهل لاحد ان يقول ان البحرينيين والبحرينيات بلا شهادات؟

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 279 - الأربعاء 11 يونيو 2003م الموافق 10 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً