في الخامس من ديسمبر/كانون الأول من العام 1919 انعقدت الجلسة لمشروع التعليم الحديث في البحرين في منزل الشيخ حمد بن عيسى بن علي في المحرق، وجاءت براءة تأسيس المدرسة في 4 يناير/كانون الثاني من العام 1920.
تكونت اللجنة التي عرفت باسم «الإدارة الخيرية للتعليم» من كل من: الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة رئيسا للإدارة الخيرية للتعليم، الشاعر الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة نائبا للرئيس، عبدالوهاب بن حجي الزياني النائب الثاني للرئيس، محمد صالح يوسف خنجي كاتبا للإدارة، يوسف عبدالرحمن فخرو أمينا للصندوق، وعضوية كل من: عبدالعزيز القصيبي، محمد صباح البنعلي، عبدالرحمن عبدالوهاب الزياني، عبدالرحمن محمد الزياني، عبدالرحمن أحمد الوزان، سلمان حسين مطر، محمد راشد بن هندي، علي عبدالله العبيدلي، أحمد حسن إبراهيم.
تبرع الشيخ محمد بن عيسى بن علي آل خليفة بالأرض التي أقيمت عليها مدرسة الهداية، وافتتح التبرع الشيخ عيسى بن علي آل خليفة عنه وعن أهله بمبلغ 20 ألف روبية، وبلغ مجموع التبرعات في نهايتها 300 ألف روبية.
يرجح أن التعليم في الهداية بدأ في العام 1923 بعد ثلاث سنوات من البناء تقريبا، وكان الطلبة في ذلك الحين يدرسون في منزل تبرع به علي إبراهيم الزياني كمدرسة مؤقتة.
عمل بناءون في تشييد الهداية من كراتشي وكانت الحجارة المستخدمة في البناء مقطوعة من جزيرة «جِدة» ومن قلعة البرتغال (البحرين)، والأخشاب من ساحل الهند الغربي.
تولى حافظ وهبة إدارة أول مدرسة نظامية في البحرين، وطرده الإنجليز بعد حوالي سنة لنشاطه السياسي العروبي المناهض للاستعمار، وأصبح بعد ذلك مستشارا للملك عبدالعزيز، وهو من أصل مصري، من مواليد بولاق.
أنشئت المدرسة الإيرانية في العام 1923.
في العام 1921 افتتحت مدرسة أخرى أسميت باسم «مدرسة الهداية الخليفة في المنامة»، وكان أول مدير لها هو سيد هاشم الطباطبائي، وهو كويتي الجنسية، وبعد سنوات تحولت المدرسة إلى مدرسة بنات، وهي مكان مدرسة عائشة أم المؤمنين اليوم.
كانت حكومة البحرين تخصص موازنة لمدرستي المحرق والمنامة تصل إلى 48 ألف روبية سنويا، استكثرها بعد ذلك بلغريف، ورأى أنها تدفع «إلى المدرسة التي تدار إدارة سيئة وفيها عدد قليل من التلاميذ».
كان مدير المدرسة في العام 1926 يتسلم راتبا قدره 250 روبية.
تولى المناضل والمثقف السوري الأصل عثمان الحوراني إدارة مدرسة الهداية في العام 1926، وكان ذلك بمشورة المفكر العربي ساطع الحصري.
أعد المستشار البريطاني تشارلز بلغريف موازنة البحرين في العام 1926 وكانت 1,86 مليون روبية، وكان نصيب التعليم 787,48 ألف روبية، انخفضت في العام التالي إلى 35 ألف روبية فقط.
في العام 1927 أسست المدرسة الجعفرية في المنامة، وافتتحت في شهر مارس/آذار من العام 1929، وكانت اللجنة المشرفة عليها مؤلفة من: السيد أحمد العلوي (رئيسا)، محمد مكي البحارنة (أمينا للصندوق)، علوي السيد علي المشقاب (كاتبا)، وعضوية كل من محمد علي الإبريق، إبراهيم عبدالعال، سلمان سليم.
تولى محمد سعيد الجمعة إدارة المدرسة الجعفرية في العام 1929، والتي أصبحت فيما بعد تعرف بالمدرسة الغربية، ثم مدرسة أبو بكر الصديق.
افتتح الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة المدرسة وخصصت لها موازنة تبلغ 1100 روبية، وبلغ عدد طلابها 129.
تكون مجلس إدارة المدارس العلوية من كل من: الشيخ عبدعلي منصور جمعة، الحاج علي رجب، السيد أحمد العلوي، الحاج عبدالرسول رجب (والد إبراهيم رجب)، الحاج محمد البحارنة (والد صادق وحسين وتقي).
في العام 1927 تم افتتاح مدرسة في الرفاع وأخرى في الحد بجانب مدرستي المحرق والمنامة، والمدارس الأربع كانت تدار من هداية المحرق.
العام 1928 عام التحولات الكبرى في التعليم النظامي في البحرين: تأسس نظام التعليم الجعفري، افتتاح أول مدرسة لتعليم البنات، وابتعاث أول مجموعة من الطلبة للدراسة في بيروت.
تولت الـ «ليدي بلغريف» زوجة المستشار إدارة تعليم البنات لمدة تقارب العشرين عاما.
في العام 1929 احتفلت الهداية بتخريج أول فوج من التعليم الابتدائي، وجاء المحامي الراحل محمد الحسن في ترتيب متقدم، فحصل على ساعة من ماركة «روكول» ومعجم ضخم.
كانت امتحانات الابتدائية في نهاية العقد الثاني من العقد الماضي تجرى شفويا، ويحضر الامتحان المعلمون المختصون في المادة وأولياء الأمور وذوو الاختصاص من أصحاب المهن.
أول بعثة بحرينية ذهبت إلى الدراسة في جامعة بيروت الأميركية كانت في العام 1928 أثناء إجازة المستشار تشارلز بلغريف وهي مكونة من: أحمد العمران، الشيخ عبدالله بن إبراهيم بن محمد آل خليفة، الشيخ خليفة بن محمد بن عيسى آل خليفة، الشيخ حمد بن عبدالله بن عيسى آل خليفة، محمد كمال المهزع، عبدالعزيز سعد الشملان، عبدالرحمن المعاودة، راشد عبدالرحمن الزياني، عبدالله محمد الباكر (على حساب والده)، وانضم إليهم يوسف عبيدلي في السنة التالية، وكانت مصاريف البعثة 130 ألف روبية.
قام بلغريف بطرد مديري مدرستي المحرق والمنامة عثمان الحوراني وعمر الحوراني، نظرا لنشاطهما السياسي واعتراضهما على شطب مواد العلوم والفيزياء من مناهج التعليم، وتقليل المواد الأدبية والدينية، وتعيين مدير للتعليم من أصل لبناني يدعى فائق أدهم، فقامت أول مظاهرات طلابية في تاريخ البحرين في العام 1930.
عثمان الحوراني كان صاحب فكرة إنشاء مدرسة لتعليم البنات، ولاقت في البداية معارضة شديدة لولا مؤازرة رجالات المحرق والأسرة الحاكمة، وكان ذلك في العام 1928.
عمل الشاعر والأديب الكبير الراحل إبراهيم العريض معلما للغة الإنجليزية في مدرسة هداية المنامة، وكان يتقاضى 130 روبية في العام 1929.
أدى إضراب طلاب «هدايتي» المحرق والمنامة إلى انفراد إبراهيم العريض بتأسيس مدرسة أهلية في المنامة، وافتتح أحمد عثمان الزياني «دار العلم»، ودرّس فيها الشاعر عبدالرحمن المعاودة الذي افتتح فيما بعد مدرسته الأهلية الخاصة، ولا يزال مبناها قائما إلى اليوم، ولكن استعماله بات مختلفا
العدد 279 - الأربعاء 11 يونيو 2003م الموافق 10 ربيع الثاني 1424هـ