العدد 279 - الأربعاء 11 يونيو 2003م الموافق 10 ربيع الثاني 1424هـ

وجل الطريدة

في ضيافة مهرة ضرجها حنين غابر... أدنو من سيدة الليل والمدى، فماذا أرى؟ ارى نزهة تلمع معلنة ضمور ضجر حسبته قائما ما قامت الخليقة... مسحت بطرف من حنين على كاهلي، ففر الوقت واشتعل القرمز، وكشفت سوأة الوضوح... في انهياراتها تدخلني فتحاصرني الوسمة.

يصوب القناصون أسلحتهم الى الفضاء... تعربد الذخيرة... تمطر السماء دما عبيطا... طوفان دم يجرف القناصة.

ليت الجهات تجاوزت الأربع... تقول الطريدة... يجيبها أحدهم: الا ترين أننا أحدها؟... حراس نحن للجهات... لا مهرب لك الا الينا... عودي الى رشدك واعلني عن موهبتنا!

ترمق الطريدة السماء بطرفها... ثمة فضاء يضيق... ثمة سماء تستدرج الى الفخاخ المسعورة!

قال قناص حكيم: ستأتي علينا سنوات لن نجد فيها العشب لنمضي في زرع كل هذه الفخاخ... فدونكم هذه الطريدة... انقذوا العشب من مرحها!

الشراك تمتد... تستطيل... يدخل الأخضر حيز الأسر... والوقت هو الآخر، بينما أحدهم يعبث بطائر نافق، ولكي يتأكد من ذلك اقتلع رأسه بهدوء تام من دون جهد يذكر، يلقي ببقاياه في نار أشعلها أحدهم لإعداد نخب نصر لم يأت بعد.

مازالت الطريدة مشغولة بالأفق... تمطر ريشا وأجنحة... ينبت جناحان... تصعد الطريدة كالبرق الخاطف... أضحت جزءا من ذات الأفق!

هاهم يحاصرونها... لم يتركوا جهة الا ولغموها بالشراك... قال أحدهم: ويحكم... لقد نسيتم تلغيم الفضاء... يحدث كثيرا أن تحلق الطرائد إذا عزت اليابسة... بينما أحدهم يحرض الآخرين على عزل ذلك المخبول في حظيرة للكلاب والخنازير البرية، فقد تعلمه نتانتها ما لم تعلمه اياه صالات المرمر والدهاليز المغسولة بالديتول!

(2)

ملت الى هذا الشفق المحتضن نحرك كأنه غلالة ضوء... ملت الى أباريق الفضة ... ملت الى المعلقة قلوبهم على هوادج من وصل لا يجيء... ملت الى قيامة أنت بشارتها... يا جنة عرضها القلب في تبتل أساه وصبح هواجسه!

اتركيني حارسا على نومك يا سنبلة أباهل بها في عجاف سنوات أحالتني إلى نبش الصدقات ومداخل الجوامع... اتركيني حارسا على عسل هذه القيلولة المنبعث من رؤيا لم يبدأها بعد!

من لي بعدك والسفر جارح والإقامة في النار موت عقيم؟ ... اتركيني حارسا على ثمرك لتأجيل حصاد يستفز عناب الجهات... ارنو الى اسرائي فيلوح معراجك المزهر في فلوات المدى... أرنو الى بلابل مصلوبة على غوطة الأخضر فتداهمني نصوص القنص ووجل الطرائد... اتركيني باحة في الدهاليز الضارية





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً