العدد 278 - الثلثاء 10 يونيو 2003م الموافق 09 ربيع الثاني 1424هـ

«الخدمة الاجتماعية»: مزيج من الإفلاس والخيبة

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

كل يوم نفتح مأساة اخرى لجامعيات من نوع آخر وآلام لبطالة على محطات أخرى، وكل جرح يفيض علينا بوجع أشد من الآخر، وكل هذه الجروح هي جروح لأناس ليسوا عاديين... هم من تسلح بالعلم وحمل وسام الشهادة العليا ليبني وطنا وليستقر كبقية الناس من دون أن تكون شهادته مزورة كمثل ذلك الأجنبي الذي ضحك على وزارة التربية وقسم التوظيف وراح يدرس أبناءنا 9 أعوام أو يزيد لغة انجليزية مكسرة وخاطئة، اذ لا يمتلك إلا شهادة مزورة ولغته التي راح يقويها عبر المعاهد الى أن تم كشفه هذا فضلا عن العشرات من الأجانب ممن لا تفهم لغتهم راحوا يدرسون أبناءنا في المرحلة الابتدائية لغات أقرب الى الفرنسية منها الى العربية، في حين يبقى المواطنون اما في بطالة مبكية أو ملتحقين بالتدريب الوطني كالمعلقين فلا ضمان اجتماعي، وقد يحرمون من الراتب للعطلة الصيفية على رغم القروض والديون، وعلى رغم انهم قنعوا براتب لا يتجاوز الـ 300 دينار. في حين يعطى المدرسون الأجانب بعلاواتهم ما يفوق الـ 800 دينار، ولكن الانصاف ان يقدم المواطن أولا وأخيرا ومن ثم يقدم الآخرون. ملف خريجات الخدمة الاجتماعية ملف مبكٍ ومحزن اذ تمثل البطالة فيه شبحا لـ 35 خريجة ممن بقين في قائمة الانتظار. هؤلاء الخريجات التحقن بهذا التخصص قبل سنين بعدما أعلنت الوزارة عن فقر مدارسها لهذا التخصص وانهن سيوظَّفن مباشرة فسارعن هؤلاء الخريجات يوم كن طالبات إلى دراسة هذا التخصص بجد واجتهاد ودفعت الواحدة منهن ما يقرب من الـ 600 دينار نفقة الدراسة، اذ كلفة المادة الواحدة 120 دينارا والمواد الست مجموعة 720 دينارا للفصل الدراسي، كان مبلغا خياليا بعض هؤلاء استدنَّ المبلغ ودخل البعض منهن في «جمعيات قروضية» حتى يضمن مواصلة الدراسة، الكثير منهن حرمن انفسهن من كل ما تطمح اليه المرأة العادية من لباس وكماليات وتفاجأت ان هناك من ميسورات الحال ممن عفين من الرسوم وعلى رغم ذلك واصلن ولما تخرجن تفاجأن بمقولة طالما رددت من قسم «التوظيف» لسنا بحاجة الى هذا التخصص... هنا حدثت الكارثة ووقعت الواقعة التي طالما اشهرت في وجوه الكثيرات بان الوزارة تشبعت من هذا التخصص... تعجب الجميع من هذا القول... بحثن في الموضوع واكتشفن الامر القديم الجديد، ولدينا هنا قائمة بأسماء المشرفات الاجتماعيات، والكثير منهن تم توظيفهن لاعتبارات غير واضحة والذين بقين ولم يوظفن، من ممن نجحن في المقابلة والامتحان ودرجاتهن في الجامعة افضل بكثير من بعض من تم توظيفهن. هنا غابت المعيارية العلمية. أما عن قائمة الاسماء ممن تم توظيفهن فسأقوم بارسالها الى الوزارة لنعرف الرد والمعيارية الغائبة (...). فالكل يسأل متى ستوظف خريجات الخدمة الاجتماعية على رغم احتياج المدارس إلى الارشاد الاجتماعي.

مر أسبوع باكمله وأنا اتنقل من محطة خريجات الى أخرى فمن محطة بطالة خريجات الحاسوب الآلي، الى محطة خريجات اللغة العربية الى محطة خريجات الخدمة الاجتماعية والقائمة تطول، وبين يدي اضعاف ما طرح من معاناة بناتنا الجامعيات وابنائنا العاملين من أصحاب الشهادات العليا. ليس لاحد ان يقول او يدعي ان لا وظائف في البحرين فعندنا اكثر من عشرين وزارة ومؤسسة حكومية ومصرفا لكنها مليئة بالاجانب، وبعضهم مضى عليه 40 عاما وهو يفرخ ابناء مكانه في حين يبقى المواطنون بلا عمل. اتصلت بمسئول رفيع المستوى قلت له: ليس احد في هذا بلد يضمر شرا لهذا الوطن العزيز ولكن نحن نطالب بحل مشكلات هؤلاء الابناء، فالفقر يأكلهم والجوع. وها قد مر اسبوع بأكمله ونحن نكتب في بطالة فقط وفقط الجامعيين والقوائم في ازدياد في لو مررنا فقط بقسم التقنيات بوزارة التربية فـ 98 في المئة من الاجانب... كلامنا واضح لماذا لا يكون هناك إحلال؟ ولماذا يعطي الاجنبي 800 دينار وعندما يوضع مكانه مواطن يعطى 300 دينار؟ هؤلاء هم ابناء الوطن والثروة الحقيقية وهم من سيبنون المستقبل ومن قبلهم على هذه الارض. لا نحب نقدا وانما بنقدنا نفتح نافذة في فضاءات امتلأت بالعتمة، ولغة الارقام اقوى من كل الانشاءات وهي تعكس وجع الحقيقة، وفي نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح ولا ينتصر إلا الوطن. فهذا ما نريده... توفير الرزق لعوائل تموت جوعا بل لجامعيين وجامعيات اصبحوا تحت خط القبر. فالدستور ضمن توفير العمل للمواطن قبل الأجنبي وما طرح بالامس من اعلان لديوان الخدمة المدنية من اشهار وظائف لم يشمل تخصص هؤلاء العاطلات طيلة هذا الاسبوع (...) نريد وظائف للحاسوب، للغة العربية، للخدمة الاجتماعية وغيرها

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 278 - الثلثاء 10 يونيو 2003م الموافق 09 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً