إن مسألة التنفيس عن هموم وواقع الاعلام والصحافيين العرب بشكل عام هي ظاهرة صحية في اللقاءات الاعلامية. وقد كان للملتقى الاعلامي الأول في الكويت اثره الايجابي في هذا الجانب فعملية الحوار نشأت مع ظهور الفضائيات فلم يكن حضورها منتشرامثلما هو حاصل اليوم.

وان ينفس الاعلامي أو الصحافي عما يدور في خلجات نفسه ازاء وضعه المهني أو قضية ما، هو بدوره خطوة الى الامام. لكن لاتزال مثل هذه الملتقيات يشارك فيها بالطبع كل انواع الصحافيين اي من المتملق المنافق الى المتواضع المتزن الذي تأخذه في اوقات همته وجرأته الى طرح هموم وقضايا قد لا تعجب فئة من الصحافيين الانتهازيين وهم للأسف كثر في عالمنا العربي.

وعلى رغم ذلك فهناك من اعترف انه كتب كلاما جارحا ومغلوطا بل واعتذر بصورة جريئة عما بدر منه كالكاتب اللبناني راجح خوري فيما كتبه بحق الشعب الكويتي طوال السنوات الماضية.

لكن هناك ايضا من حضر من اصحاب الآراء الملونة التي تتلون بحسب مصلحتها وبحسب التوجه الرسمي «ندوة عن اخلاقيات الصحافة والاعلام» ليستمع لا ليشارك وهؤلاء يصنفون على لائحة اخطر الصحافيين... فكلام الحق لا يعجبهم.

أحد الزملاء من صحيفة محلية تجرأ على تجاهل حقبة تاريخية سوداء من تاريخ البحرين كان لها اثر كبير في تأخر وتطور الصحافة في البحرين مقارنة بجيرانها في المنطقة الخليجية الذين تسبق تجربتهم الآن بمئات الأميال.

فما بدأه عبدالله الزايد (رحمه الله) لايزال محفورا في الذاكرة وليتنا نحظى بأمثاله الآن وحتى بالنسبة الى صحف الخميلة والميزان وصوت البحرين وغيرها التي ماتت وبقي تاريخها شاهدا على المحاولات الصحافية الصادقة في البحرين.

الا ان الزميل تناسى انه منذ نهاية الخمسينات واعلان حالة الطوارىء فإن الصحافة البحرينية تراجعت بصورة واضحة، حتى ان الصحافي البحريني قمع واضطهد كثيرا لينتهي به المطاف بوجود صحافة رسمية مستهلكة فاقدة للثقة مع القارئ البحريني الذي قلما احترمت شخصيته عبر عرض قضاياه.

فإن كان النظام العراقي الذي سقط في مزبلة التاريخ قد روج لصور خاطئة للاعلام العربي عبر دفعه اموالا طائلة أو عبر القمع فإن نهايته تعتبر انذارا لمن يحاول اتباع خطاه.

ولعل هذا اهم درس لمن حضر الملتقى الاعلامي العربي في الكويت الذي عقد لعدة ايام ابتداء من 7 يونيو/ حزيران الماضي