تراجعت مكررات الربح لأسواق المنطقة لأقل من 10 مرات في جميع الأسواق الخليجية بنهاية العام 2008، ويحدث ذلك للمرة الأولى في بعض الأسواق منذ 10 سنوات وخصوصا السوقين السعودية والقطرية.

وعلى رغم أن مكررات الأرباح بناء على نتائج الأشهر التسعة الأولى من العام منخفضة بشكل غير اعتيادي غير أن المستثمرين ربما أخذوا بالاعتبار التراجع المتوقع للأرباح المجمعة للأسواق خلال العام 2009 والذي إن حصل فسيكون حدوثه كذلك للمرة الأولى تقريبا منذ نحو 10 سنوات. فخلال الـ 10 سنوات الماضية دأبت الشركات المدرجة في معظم الأسواق على تحقيق نمو في الأرباح سنة بعد أخرى ووصلت إلى تسجيل مستويات نمو عالية جدا في منتصف العقد الجاري (2004 - 2006) غير أن هذه الصورة ربما تتغير خلال العام 2009؛ إذ من المنتظر أن تشهد معظم الأسواق تراجعا في الأرباح المجمعة مقارنة بأرباح العام 2008.

وعلى هذا الأساس وبناء على التطورات الاستثنائية التي حدثت في نهاية العام 2008 فإن مكررات الربح المنخفضة حسابيا حاليا قد لا تعني أي شيء للمستثمرين؛ إذ إن نتائج الربع الأول من العام 2009 هي التي ستحدد ما إذا كانت مكررات الأرباح بالفعل منخفضة، فأي تراجع كبير للأرباح قد يؤدي بالقفز بمكررات الأرباح إلى مستويات تراوح حول مستوى الـ 15 مرة الذي تعارف عليه المستثمرون في المنطقة.

وفي العادة فإن استعمال مكررات الربح تصبح غير ذي فائدة في الأوقات التي تشهد فيه الشركات انعطافات حادة في مستويات النمو سواء للأسفل أو الأعلى كما حدث مثلا في العامي 1998 و2005. ففي نهاية العام 1997 كانت مكررات الأرباح منخفضة في السوق السعودية؛ إلا أن ذلك لم يمنع تراجع السوق في العام 1998 بسبب التراجع الحاد لأرباح شركات رئيسية جراء الأزمة الآسيوية. وفي نهاية العام 2004 كانت مكررات الأرباح مرتفعة جدا؛ لكن ذلك لم يمنع تحقيق السوق لواحد من أكبر ارتفاعاتها في العام 2005 بسبب النمو الكبير لأرباح الشركات وتدفق السيولة على السوق