سمع مرزوق أن جاره سيطلق زوجته التي مر على زواجه منها 18 سنة فذهب إليه لكي يصلح بينه وبين زوجته ليس من أجلهما فحسب بل من أجل أطفالهما السبعة، وعندما التقاه قال له: يا جاري في هذا العمر تطلق؟ مو عدلة منك.

الجار:ما عندي حل ثاني.

مرزوق: وما الذي أنت فيه ليوصلك إلى الطلاق؟

الجار: أنت تدري انه صار لي 18 سنة متزوج وساكن في بيت الوالد مع ثمانية إخوة كلهم متزوجين، وكذلك أختي التي توفى عنها زوجها وأولادها وأختي الثانية التي تطلقت من زوجها بسبب الفقر. وأنا وزوجتي وأولادي ننام في حجرة واحدة تصدق عندما ننام نشبه أصياخ الكباب وهي مصفوفة؟!

مرزوق: كم عدد الساكنين في بيتكم؟

الجار: الوالد... الوالدة ... أخواني... أخواتي... أنا... فوق الخمسين نفر.

مرزوق: بس هذا حال أكثر الناس ... شفت المقشع في التلفزيون.

الجار: البلد كلها مقشع.

مرزوق: إذن ليش بتطلق.

الجار: زوجتي طيبة وصابرة وكانت تنتظر أن أستطيع شراء أرض لنترك بيت الوالد ونسكن لوحدنا أما الآن فإنه تأكد لي أنني لن أستطيع شراء أرض وكذلك أنا لا أريد أن أنجب أولادا... فتوصلنا إلى أن الحل هو الطلاق.

مرزوق: وأنت لماذا لا تشتري من أموالك؟

الجار: حاولت... الفوت في قريتنا صارت قيمته 5,5 دنانير، وراتبي 150 دينارا قلت أصرف 100 دينار وأوفر 50 دينارا شهريا .. يعني أحتاج 400 شهر يعني 33 سنة عشان أشتري أرض، وعشان أبنيها أحتاج بعد 33 سنة ومتوسط عمر الإنسان 65 يعني بعد ما أموت بواحد وعشرين سنة أستطيع أن أسكن البيت الجديد.

مرزوق: ليش ما تتأجر أرض أو شقة من الأوقاف؟

الجار: يؤجرون على «الكباريّه» اللي ما يدفعون... أعرف واحد عليه آلاف الدنانير وما أحد يسأله عنها واحنا في ديرتنا أراضي أوقاف مؤجرة برخص التراب. واللي حيرني انه واحد يقول إن الأوقاف أقل مكان فيه فساد.... خلنا ساكتين يا مرزوق