يخوض منتخب قطر اختبارا لقدرته على الدفاع عن سمعته كأحد القوى الكبرى في كرة القدم الخليجية عندما يحاول الظفر بلقب كأس الخليج التاسعة عشرة للمرة الثالثة في تاريخه في مسقط.
ويقام خليجي 19 بسلطنة عمان من الرابع حتى 17 يناير/ كانون الثاني، ويلعب المنتخب القطري المعروف بلقب «العنابي» في المجموعة الثانية التي تضم أيضا الإمارات حاملة اللقب والسعودية واليمن.
وأحرز المنتخب القطري اللقب الخليجي الرفيع مرتين كانت الأولى في 1992 وهو العام الذي تأهل فيه المنتخب الاولمبي للبلاد إلى دورة برشلونة الاولمبية. وفازت قطر بكأس الخليج للمرة الثانية في 2004 عندما استضافتها على أرضها.
وهناك تحديات كبيرة تواجه العنابي في خليجي 19. ويسعى المنتخب القطري أولا إلى إثبات جدارته بالفوز باللقب في 2004 والدفاع عن سمعة كرة القدم في البلاد صاحبة ذهبية دورة الألعاب الآسيوية وثانيا تأكيد أنه مرشح قوي دائما للمنافسة على اللقب على رغم صعوبة المهمة.
ويأمل القطريون تعويض مسيرتهم المخيبة للآمال في خليجي 18 الماضية بالإمارات حينما ودع العنابي المنافسات من الدور الأول ولم يحرز سوى نقطة واحدة.
ويقول رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني: «الفريق الذي يريد المنافسة والفوز بالبطولات يجب أن يقبل اللعب في أي مجموعة وأمام أي منتخب».
وترتكز ثقة القطريين على عدة عوامل فنية أبرزها عدم تغير الهيكل العام للعنابي منذ فترة طويلة حتى بعد تولي المدرب الفرنسي برونو ميتسو المهمة خلفا لخورخي فوساتي من أوروغواي الذي ترك الفريق بسبب معاناته من متاعب صحية في سبتمبر/ أيلول الماضي.
ويسير منتخب قطر بخطى ثابتة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا ويأمل أن يواصل تقديم مستواه الجيد في الفترة الأخيرة في خليجي 19 على رغم تحقيق العنابي انتصارا واحدا فقط منذ تولي ميتسو المهمة.
وقال المدرب السابق للإمارات والسنغال ميتسو: «على رغم اعتماد قطر على عناصر غالبيتها من الشباب إلا أنه لا يفكر سوى في المنافسة على اللقب». وأضاف «لا نخشى مواجهة أي فريق ولا توجد لدينا أي مشكلة في مواجهة أي منتخب ويدرك لاعبونا أن من يريد الفوز بالألقاب عليه أن يهزم كل المنافسين».
وفقد ميتسو جهود مصطفى عبدي ثم عبدالعزيز كريم الذي انضم بدلا منه بسبب الإصابة لكن قطر تلقت دفعة كبيرة بموافقة النادي الأهلي المصري على خوض لاعب الوسط النشيط حسين ياسر أول مباراتين للعنابي في خليجي 19 أمام السعودية والإمارات لينضم إلى سلسلة من اللاعبين البارزين وعلى رأسهم المهاجم سيباستيان سوريا وأفضل لاعب آسيوي العام 2006 خلفان إبراهيم.
وبالإضافة إلى فوزه باللقب الخليجي مرتين حل المنتخب القطري ثانيا في أربع مناسبات في 1984 و1990 و1996 و2002 عندما خسر أمام السعودية في واحدة من أشهر اللقاءات النهائية في تاريخ بطولات الخليج.
وفي آخر مباراة ودية للفريق قبل السفر إلى مسقط حقق منتخب قطر فوزا عريضا على ليبيا بخمسة أهداف مقابل هدفين ليرسل العنابي تحذيرا قويا لمنافسيه في خليجي 19.
ميتسو يدافع عن نفسه أمام منتخبه السابق
ربما لا يحظى الفرنسي برونو ميتسو بشهرة كبيرة في فرنسا وأوروبا لكنه بالتأكيد واحد من أبرز المدربين على الصعيد الدولي.
ويبحث المدرب الفرنسي البالغ من العمر 55 عاما عن إضافة المزيد من الانجازات إلى سجله الحافل عندما يقود منتخب قطر في بطولة كأس الخليج التاسعة عشرة لكرة القدم التي تقام من الرابع وحتى 17 يناير/ كانون الثاني بسلطنة عمان.
ويلعب منتخب قطر الفائز باللقب مرتين في المجموعة الثانية بخليجي 19 إلى جانب منتخبات الإمارات حاملة اللقب والسعودية واليمن وسيتعين على ميتسو تخطي هؤلاء المنافسين أولا من أجل التأهل للدور قبل النهائي.
ويقول ميتسو: «على رغم اعتماد قطر على عناصر غالبيتها من الشبان إلا أنه لا يفكر سوى في المنافسة على اللقب. لا نخشى مواجهة أي فريق ولا توجد لدينا أي مشكلة في مواجهة أي منتخب ويدرك لاعبونا أن من يريد الفوز بالألقاب عليه أن يهزم كل المنافسين».
وتمنح السيرة الذاتية المذهلة لميتسو دفعة قوية للقطريين قبل خوض منافسات خليجي 19.
وبعد مسيرة تدريبية استمرت نحو 12 عاما في فرنسا لم تتضمن نجاحا يذكر مع بوفيه ويز وليل وفالنسيان وسيدان وفالنس بدأ ميتسو رحلته الإفريقية العام 2000.
وتولى ميتسو تدريب منتخب غينيا لفترة قصيرة قبل أن يعين مدربا لمنتخب السنغال إذ سطع نجمه كمدرب كبير.
وجاب ميتسو القارة الأوروبية لإقناع لاعبين من أصول سنغالية بتمثيل البلاد دوليا وشكل فريقا رائعا خالف التوقعات وانتزع بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم 2002 لأول مرة في تاريخه على حساب منتخبات عريقة مثل مصر والمغرب والجزائر.
واستهل ميتسو العام 2002 بقيادة السنغال لمسيرة مذهلة في كأس الأمم الإفريقية والتأهل للمباراة النهائية قبل الخسارة أمام الكاميرون بركلات الترجيح ثم فاجأ العالم بعد أشهر قليلة بالتأهل لدور الثمانية في نهائيات كأس العالم وهو ثاني فريق إفريقي فقط ينجح في بلوغ هذه المرحلة في أكبر بطولة عالمية لكرة القدم.
ولم يستكمل ميتسو مشواره مع السنغال بعد نهائيات كأس العالم وفضل الرحيل إلى الخليج.
وعين ميتسو مدربا للعين الإماراتي وقاده إلى أبرز انجاز في تاريخه عندما أحرز لقب دوري أبطال آسيا العام 2003 في أول نسخة للبطولة بشكلها الجديد. كما قاد ميتسو فريقه العين للفوز بالدوري المحلي مرتين متتاليتين في 2003 و2004.
وانتقل ميتسو إلى قطر وقاد الغرافة للفوز بالدوري في 2006 وفي وقت لاحق من العام ذاته عين مدربا لفريق الاتحاد السعودي لمدة شهر واحد وقاده للتأهل للمربع الذهبي في الدوري المحلي بعد أن كان الفريق يحتل المركز الخامس عندما تولى المدرب الفرنسي المسئولية.
وعاد ميتسو إلى تدريب المنتخبات عندما عين مدربا للإمارات في 2006 وقادها لأكبر انتصار في تاريخها وهو الفوز بخليجي 18 التي استضافتها على أرضها في 2007.
لكن مسيرة الإمارات المتعثرة في المرحلة النهائية للتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 أرغمت المدرب الفرنسي على الرحيل في سبتمبر/ أيلول 2008 ليتولى تدريب قطر التي كانت استغنت لتوها عن مدربها خورخي فوساتي لمعاناته من متاعب صحية.
وبرر ميتسو في ذلك الوقت تركه تدريب الإمارات بسبب عدم حبه للخسارة.
وقال ميتسو عن قرار ترك الإمارات: «لا أحب الخسارة وهذا هو سبب تقديمي استقالتي. قبلت المخاطرة على أمل أن تتحسن عروض الفريق لكن ذلك لم يحدث وثقة اللاعبين في أنفسهم انهارت».
وعلى رغم البداية غير الموفقة لميتسو مع قطر والتي شهدت خسارة العنابي أمام استراليا واليابان في تصفيات كأس العالم والتعادل في مباراتين وديتين مع كوريا الجنوبية وإيران إلا أن الفريق استعاد جزءا كبيرا من مستواه عندما سحق ليبيا 5/2 هذا الأسبوع في آخر مباراة تجريبية له قبل السفر إلى مسقط وهو أول انتصار للمنتخب القطري بقيادة مدربه الفرنسي الجديد.
وسيتعين على ميتسو مواجهة فريقه القديم الإمارات التي يقودها مواطنه ومساعده السابق دومينيك باتينيه في مباراته الثانية بخليجي 19 إذ يلعب الفريقان في مجموعة واحدة.
سوريا يتطلع إلى أوروبا من بوابة «خليجي 19»
منحت قطر جنسيتها لسيباستيان سوريا على أمل أن تصل إلى مصاف الدول الكبيرة في كرة القدم لكن المهاجم القادم من أوروغواي هو من يحلم الآن بالاحتراف في أوروبا عن طريق بلده الجديد وربما تعوضه النسخة التاسعة عشرة من بطولة كأس الخليج عن إحباط النسخة الماضية.
ونال سوريا الذي انتقل من ليفربول مونتفيديو في أوروغواي إلى الغرافة القطري العام 2004 الجنسية القطرية منذ أكثر من عامين وقاد الفريق المعروف بلقب «العنابي» للفوز بمسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الآسيوية بالدوحة لتتعلق عليه آمال كبيرة في خليجي 18.
ودخل العنابي البطولة المقامة في الإمارات العام 2007 بقيادة سوريا وهو حامل اللقب لكنه خرج بخيبة أمل كبيرة بعدما ودع المنافسات من الدور الأول محتلا المركز الأخير في مجموعته.
ولم ييأس سوريا وتخلص من إحباط هذه المشاركة بلفت الأنظار في كأس آسيا كما واصل تألقه مع فريق قطر واستمر في هز شباك المنافسين وكان من المرشحين للفوز بلقب أفضل لاعب آسيوي في 2008 قبل أن تذهب الجائزة في النهاية للاوزبكي سيرفر جيباروف.
وقال سوريا الذي بلغ متوسط أهدافه بالدوري القطري في الموسم الواحد أكثر من عشرة أهداف: «طموح أي لاعب أن ينتقل إلى فريق أوروبي. أنا سعيد في الدوري القطري في الوقت الجاري ولا أتعجل الرحيل وانتظر الفرصة المناسبة.»
وربما يتحقق حلم سوريا في الظهور على خريطة كرة القدم العالمية والاحتراف الأوروبي بتولي الفرنسي برونو ميتسو أخيرا مسئولية قيادة منتخب قطر.
وميتسو هو أول من اكتشف الإمكانات الكبيرة لسوريا وكان المدرب السابق لمنتخبي الإمارات والسنغال وراء انتقاله لفريق الغرافة عندما كان مدربا له وحينها قال المهاجم صاحب المهارات الفردية العالية إنه استعان بالخريطة الجغرافية ليعرف موقع قطر.
والثقة الكبيرة التي يمنحها ميتسو للمهاجم القادم من أوروغواي تظهر في كلمات المدرب الفرنسي الذي قال في وقت سابق: «اعتبرني البعض مجنونا لثقتي في سيباستيان واعتبروه يفتقر للموهبة لكني كنت أثق في امتلاكه للأسلحة اللازمة ليصبح نجما كبيرا».
وشبه ميتسو لاعبه سوريا بمهاجم منتخب ساحل العاج أبو بكر سانوغو الذي كان لاعبا ضمن صفوف العين الإماراتي الذي دربه ميتسو قبل أن يبزغ نجمه في دوري الدرجة الأولى الألماني.
العدد 2311 - الجمعة 02 يناير 2009م الموافق 05 محرم 1430هـ