أفردت الصحف الألمانية افتتاحياتها الرئيسية للتعليق على لقاء العقبة وكتبت (فرانكفورتر الجماينه) تقول:
وكتبت صحيفة (دي فيلت): أصبحت الولايات المتحدة قوة عربية بعد انتصارها العسكري على العراق، إذ لا تقوم فقط بإدارة الأمور بل تعمل على تنفيذها. إن ما ينطبق على العراق ينطبق أيضا على الفلسطينيين والإسرائيليين. لقد فهم الجانبان أخيرا رغبة بوش في بناء نظام جديد في المنطقة وللمرة الأولى أظهرا استعدادهما للتعاون. فقد وعد رئيس الوزراء الفلسطيني أن يعمل في وقف الانتفاضة بينما تحدث شارون عن إمكان التعايش وقبوله دولة فلسطينية إلى جانب الدولة العبرية. متى كان هناك سبب وجيه للتفاؤل؟ ينبغي عدم التسرع بإبداء البهجة والسرور فالمشكلات الحقيقية تبدأ بعد الخطابات الرسمية وفي القريب العاجل سيحاول المتطرفون وضع العراقيل من خلال عمليات انتحارية. ومزيدا على ذلك يتعين على شارون وعباس أن يقدما تنازلات صعبة تهدد المستقبل السياسي لكل منهما. بوسعهما فقط إنجاح مساعيهما في حال استمرت واشنطن بالضغط والدعم. كل شيء بيد الولايات المتحدة.
وكتبت صحيفة (زود دويتشه) عن لقاء العقبة تقول: الآن ينبغي أن تكتب نهاية سعيدة لقصة نزاع الشرق الأوسط. جميع الممثلين اعتلوا خشبة المسرح: الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش، قائد حرب العراق، في دور راعي السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. آرييل شارون (رئيس الوزراء الإسرائيلي) المتشدد إذ نادى بقيام دولة فلسطينية. ومحمود عباس (رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد) الذي توعد رسميا بوقف الانتفاضة. لمن يكتب النصر في النهاية؟ بعد فشل قمة كامب ديفيد قبل ثلاث سنوات لم يظهر أمل مثل اليوم. لقد صحا بوش أخيرا وقرر تغيير سياسته تجاه المنطقة والأمر الذي يؤكد على ذلك: اللقاء الثلاثي مع عباس وشارون في العقبة. لقد انتظر العالم طويلا مثل هذا اللقاء لكن كل ما شاهدناه وسمعناه يعتبر رمزا ليس أكثر فهناك الكثير في الخفاء. جميع تعهدات السلام التي ظهرت في السابق لم تحقق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما أن «خريطة الطريق» التي طرحها الرئيس بوش لا تحتوي على وصف واضح يقود إلى السلام. هذه المبادرة لم تتناول مثلا وضع مدينة القدس ومسألة تقسيمها وكذلك عودة اللاجئين ومن شأن هاتين النقطتين قيادة جهود السلام إلى طريق مسدود. لكن بأي حال استطاع بوش أن يحرك عملية السلام التي أعلن شارون وفاتها في السابق. صدرت عن شارون مؤشرات تعبر عن حسن النوايا مثل عزمه إزالة بعض المستوطنات غير المشروعة فيما تعهد محمود عباس بإنهاء أعمال العنف. تبقى هذه خطوات صغيرة على طريق طويل. من غير الواضح إذا بوسع عباس وشارون المضي في تحقيق ما وعدا به ومدى استعداد بوش لمتابعة عملية السلام في «الشرق الأوسط». الشيطان يترصد بالجميع
العدد 275 - السبت 07 يونيو 2003م الموافق 06 ربيع الثاني 1424هـ