كثير من أبنائنا وبناتنا ينتظرن وبفارغ الصبر أن يلوح أفق يجدون بينه مكانا للعمل... فيكون للحياة طعم وللشهادة مذاق... صبروا سنين بعضهم تقادم به العمر وهو يرى «البحرنة» تتحول إلى «أجنبة» وكيف أصبح المجنسون عشوائيا يتشكلون في مفاصل الوزارات على حساب الطائفتين الكريمتين وكيف أضحت بعض مراكزنا مرتعا وخلية نحل لبعض اخواننا من الأردن وغيره كما هو حاصل لقسم التقنيات في وزارة التربية... كل يومٍ اكتشف مأساة مواطنين جدد أكلهم الاكتئاب وشهاداتهم معلقة على الجدران ذبلت فذبل معها العمر وغاب عنها ملامح الوطن!!
في اتصال هاتفي بعد أسابيع من الركض والهرولة ومتاعب المتابعة لهذا الملف (ملف العاطلات من حملة شهادة الحاسوب) مع وزارة التربية قال لي أحد المسئولين ومن العيار الثقيل: إن الوزارة في نيتها توظيف خريجات الحاسوب وستعلن في الصحف غدا. وخصوصا بعد أن جاء الاعلان سابقا عن أن الوظائف ستقتصر على الذكور في الوقت الذي فيه نحن نعاني من تكدس عاطلات حاسوب بشكل أشبه بالظاهرة فكان الحال «كأنك يا زيد ما غزيت» بيد أن وكيل الوزارة حسين السادة صرح أمس الجمعة بأن «الوزارة ستعمل على الاستفادة من خريجات الحاسب الآلي من اللاتي استوفين متطلبات التوظيف لسد حاجاتها للمرحلة المقبلة، وخصوصا في ظل الزيادة المطردة في اعداد مختبرات الحاسب الآلي بالمدارس في المراحل التعليمية المختلفة» هذا تصريح لاعلان عريض كتب في صحيفة محلية «الوزارة بحاجة إلى اعداد كبيرة من خريجي الكمبيوتر» وتوجد لدينا أسماء لخريجات كمبيوتر عاطلات طالما ملأن الصحافة شكاوى وآلاما وأوجاعا وهن الآن يردن زمنا محددا ليتم إحلالهن محل الأجانب أيضا في قسم التقنيات في الوزارة لأن الخوف هو أن يجنس هؤلاء و«يضيع الجمل بما حمل» فالناس والشارع مازالوا يتساءلون لماذا لا يتم الاحلال خصوصا أن هؤلاء يكلفون موازنة الوزارة اضعاف ما يكلفه البحريني؟ وطالما سئل مدير التوظيف عن الحاجة إلى هؤلاء ونحن لدينا عشرات الخريجات من الحاسوب ومن المواطنين. (الأسماء لدى الكاتب).
علما بأن كل هؤلاء الخريجات كن قد تخرجن من جامعة البحرين وقد اجتزن الامتحان والمقابلة لدى الوزارة ومثلهن عشرات. نحن لا نطالب بما لا تستطيع الوزارة استيعابه فهي تقول بحاجة ماسة إلى خريجي حاسوب فهؤلاء أمامها وان كنا نعتب كثيرا على جلبها بل وابقائها لأجانب في قسم التقنيات وغيرها وهي تعلم بتكدس العاطلات والعاطلين في البيوت. ألا يقودنا ذلك إلى ملف التمييز؟ نتمنى من وزارتنا تحديد موعد محدد لهؤلاء الخريجات حتى لا يضيع الملف والتعب أيضا
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 274 - الجمعة 06 يونيو 2003م الموافق 05 ربيع الثاني 1424هـ