ألا ترون معي بأنه ما أن تقبل علينا الأيام بل الساعات الأخيرة من الربع الأخير من شهر ديسمبر/ كانون الأول مُعلنة نهاية عام سينصرم وبداية عام جديد (لينك) إلا وتسابقنا في طرح الأمنيات والأحلام والطموحات وكأنه موسم نتمنى ونحلم فيه على كيفنا!
وألا ترون بأننا وبعد كل هالسنوات من هالأحلام والأمنيات والطموحات لم نجنِ إلا المزيد المزيد من المصايب والبلاوي سياسيا واجتماعيا!
فأنا أدعوكم إلى التوقف عن هذه الأحلام البايخة والعمل الجاد على تحقيق طموحات وخطط سابقة جدا شرط أن تكون عملية جدا تخدمكم وتنتشلكم مما أنتم فيه، على الأقل صيروا عمليين اشوي لكي تجنوا ما سعيتم لحصاده.
في برنامج تلفزيوني على قناة البحرين الفضائية شاهدته ليلة رأس السنة، مع مذيع بحريني (شبابي) مسوين له قصّة شعر فيها عرعور على طول شعره مثل الديك يسأل رواد المجمع عن طموحاتهم وأحلامهم في العام الجديد؟ كلهم أجمعوا على أن يعم الخير والسلام على العالم! لا والأدهى بأن أحدهم يدعو للاعتذار من أي أحد زعلان عليه ويدعو إلى نشر روح التسامح بين الناس... باختصار الأخ إللي يسمعه يفتكر بأن هو بيروح الحج مو واحد قاعد يلف في المجمع من غير هدف ولا طموح غير مضيعة وقت، وعمليا هي مو أكثر من أمنيات ساذجة!
أوقفوا أمنياتكم يا جماعة بأن يعم السلام في العالم لأن كل ما تتمنون من غير عمل تزيد المجازر والمذابح، وكل ما تتمنون الخير تزيد عليكم الفواتير والاستقطاعات من كل حدب وصوب، وكل ما تتمنون الصحة والعافية تداهمكم الأمراض المزمنة إللي ما تفككم وتخليكم مداومين على المستشفيات!
باختصار أدعوكم إلى أن تكفوا عن هراء الأمنيات إللي ما فيها فايده، أوقفوا أحلامكم بنزول الأسعار أوقفوا طموحاتكم في الحصول على المزيد من الحقوق الضايعة أوقفوا كل شيء وروحوا تعشّوا الليلة بلاليط مع قليل من الهيل والزعفران وبيض وناموا هانئين مرتاحين!
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 2311 - الجمعة 02 يناير 2009م الموافق 05 محرم 1430هـ