نتمنى في مطلع العام الجديد (2009) أن تتخطى بلادنا العقبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإدارية التي شهدناها في العام الماضي... ففي العام 2008 (وكذلك الأعوام التي سبقت) كان الوضع يختلف، فالدولة توافر لها فائض مالي كبير مكّنها من تهدئة بعض الجوانب هنا وهناك، أما العام 2009 فيبدأ معه ركود اقتصادي عالمي وتوترات محلية.

وفي حين يمكن للدولة أن تلقي باللائمة على الخارج بالنسبة للركود الاقتصادي، فإنها لا تستطيع أن تلوم أية جهة حقيقية خارج حدود البحرين فيما يتعلق بالشأن السياسي المحلي. ولعل المعارضة التي لجأت إلى المنظمات الحقوقية الدولية فعلت ذلك لاعتقادها بأن العملية السياسية في الداخل منحازة بشكل ثقيل إلى جانب على حساب آخر، وبالتالي لا يمكن أن يصل الصوت إلا من خلال الذهاب خارج الوطن.

الحكومة أيضا فعلت الأمر ذاته خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وقامت بـ«تدويل» قضايانا المحلية في أسوأ وقت، عندما كانت المنطقة منشغلة بالمذابح في غزة، وبخسارات في أسواق الأسهم الخليجية نتيجة للأزمة المالية العالمية.

وعندما كنت حاضرا قمة التعاون في مسقط نهاية ديسمبر، عقّب أحد الصحافيين الخليجيين على أخبار البحرين «أف... مللتونا، نفس الأخبار ونفس الاعترافات»، وهو الشعور الذي شاركته فيه. فبعد أن فاتتني مشاهدة «الاعترافات التلفزيونية»، تمكنت لاحقا من الاطلاع عليها، وهي مقرفة، ماعدا شيء واحد، وهو أنها إحدى المناسبات اليتيمة جدا التي يسمح لنا فيها تلفزيون البحرين بأن نسمع بعض اللهجات الأصلية لشعب البحرين.

نأمل في 2009 أن تتغير الأخبار وأن نرفع رأسنا شامخين في الداخل وفي الخارج، فنحن لسنا بحاجة إلى طفيليين أو متطفلين لا يعرفون من البحرين سوى التهام ثرواتها ليتحدثوا عن أهل البحرين وعن المشكلات العادية التي تحصل في أي بلد. فلو حاول هؤلاء الطفيليون أن يكتبوا عن بلدهم الذي جاءوا منه بالطريقة ذاتها لنالوا نصيبهم الذي يستحقونه، وهذا النصيب لن يكون بطبيعة الحال منزلا مجانيا.

إن انشراح الصدر لدى البحرينيين لا يعني أن نفسح المجال لكل من هبّ ودبّ بأن يأتي إلى بلادنا ليستفيد من مشكلات بسيطة تحدث في أي بلد، وهي ليست صعبة الحل، فكل ماتحتاجه نية صادقة وجهود أهل البلد الخيّرين، لأنهم وحدهم الضمان الأكبر لإصلاح الأمور.