تخرج مرزوق من مدرسة (...) الثانوية التجارية بمعدل 98 في المئة وبعد يومين من إعلان النتائج قرأ مقابلة مع مدير بنك (...) يعلن فيها أن البنك سيكفل عشرة طلاب من المتفوقين للدراسة في الجامعة وسيكون المعيار الأهم هو المعدل ففرح مرزوق لأنه كان يبحث عمن يكفله لأن عائلته بالكاد توفر قوت يومها. وفي اليوم التالي توجه مرزوق إلى البنك ليقدم أوراقه وكان في الاستقبال فتاة مؤدبة جدا جدا.
مرزوق: السلام عليكم.
موظفة الاستقبال: صباح الخير.
مرزوق: أنا متخرج من الثانوية التجارية ومعدلي 98 في المئة.
الموظفة: شفت اسمك وصورتك في الجريدة...؟
الموظفة: وين يعمل أبوك في بنك لو وزارة؟
مرزوق: يشتغل في شركة مقاولات.
الموظفة: أعطني أوراقك.
مرزوق: تفضلي.
الموظفة: ممتاز... ممتاز... الأسبوع القادم مقابلة... لا تخاف أنت صاحب أكبر معدل من بين الذين قدموا أوراقهم.
وفي يوم المقابلة:
المدير: ما يحتاج أسألك أسئلة أخرى، الكتاب باين من عنوانه، الأسبوع المقبل ستعلن نتائج المقبولين في الجريدة.
وبعد أسبوع أعلنت نتائج المقبولين ومقابلات معهم ومع المسئولين في البنك الذين أكدوا أن المعايير كانت عادلة وصارمة... لكن اسم مرزوق لم يكن بين الأسماء فاعتقد أن اسمه سقط سهوا فاتصل بالجريدة التي أكدت له أن اسمه ليس من الذين سيكفلهم البنك.
وفي اليوم التالي توجه إلى البنك وأراد مقابلة المدير فمنعوه وأرسلوه إلى موظف عادي شغّلوه في البنك بالغلط فسأله مرزوق لماذا لم يتم اختياري؟
الموظف: أول مرة أشوف واحد حظه أخس من حظي.
مرزوق: ليش؟
الموظف: أنت صاحب أكبر معدل لكن ما عندك قرابة ولا صحابة مع أي مسئول في البنك، هذا أولا، وثانيا الأسماء كانت مختارة قبل إعلان النتائج.
مرزوق: يعني بالواسطة؟
الموظف: كل مكان بالواسطة، مثلا في وزارة (...) جميع الموظفين في قسم (...) من خريجي جامعة (...)، لأن المسئول خريج هذه الجامعة. تصدق المعيار في اختيارهم الجامعة التي درسوا فيها وليس التخصص.
مرزوق: يقولون المواطنين سواسية.
الموظف: يقصدون بهذا الكلام كل طبقة من المواطنين سواسية فأنت وأنا سواسية أما أنت والذين اختاروهم فلستم سواسية.
مرزوق: لماذا؟
الموظف: هم أغنياء ونحن فقراء وأنا دائما ألوم جدي الذي زوّج أمي لأبي، كان مفروض يدوّر ليها واحد غني لأن الفقير عندما يتزوج فقيرة ينجبون فقراء... يعني راح ينجبون بل جيت أو خاشقجي
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 272 - الأربعاء 04 يونيو 2003م الموافق 03 ربيع الثاني 1424هـ