العدد 272 - الأربعاء 04 يونيو 2003م الموافق 03 ربيع الثاني 1424هـ

فالنيران المستعرة باتت تؤثر على الحياة الأميركية

الصحف الأميركية:

آمنه القرى comments [at] alwasatnews.com

.

شغل الصحف والمراقبين القمم التي من المرتقب أن يحضرها الرئيس جورج بوش في الأيام القليلة المقبلة، بدءا بقمة الدول الصناعية السبع الكبرى، اضافة إلى روسيا في فرنسا، يليها القمة الاميركية - الفلسطينية - الإسرائيلية التي رجح البيت الأبيض أن تكون في العقبة في الأردن، ثم القمة الأميركية العربية المقرر أن تعقد في شرم الشيخ في مصر والتي ستجمع الرئيس بوش مع بعض الزعماء العرب.. يركز خلالها على الحصول على دعم القادة العرب لـ «خريطة الطريق» والتزامهم بمساعدة السلطة الفلسطينية بقيادتها الجديدة، ومواصلة إدانة الإرهاب ومحاربته، وفيما لم يأتِ بيان البيت الأبيض على ذكر العراق، أورد بيان رسمي مصري الملف العراقي على جدول أعمال القمة الأميركية العربية الأولى من نوعها، والتي دعي إليها ولي عهد السعودية الأمير عبدالله، وملك المغرب محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، بصفته رئيسا للقمة العربية، بالإضافة إلى ملك الأردن عبدالله بن الحسين، ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس. وعلى رغم ان معظم الصحف الأميركية الكبرى تعاملت بحذر مع الموافقة الإسرائيلية على «خريطة الطريق»، خصوصا انها تعرف جيدا تاريخ رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون وعدم مرونته في التعامل مع أية مسألة مرتبطة بالأمن الإسرائيلي، ورجح البعض منها أن تلقى «خريطة الطريق» نفس مصير «خطة ميتشل» التي كانت الحكومة الإسرائيلية قد وافقت عليها ثم لم تلتزم بها... لكنها حملت المسئولية أيضا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، فزعمت «واشنطن بوست»، في افتتاحيتها، انه يبذل ما في وسعه للحؤول دون تقديم رئيس الوزراء الفلسطيني أبومازن، أية تنازلات.

لكن المراقبين أجمعوا على ان الإدارة الأميركية - بعد تغيير الظروف والأوضاع في الشرق الأوسط عقب الحرب على العراق - تريد أن تغتنم الفرصة وان تستثمر الزخم الذي نشأ وأن تسعى إلى دفع العملية الدبلوماسية. وإذ رأى البعض تشابها بين ما يسعى إليه الرئيس بوش الابن الآن وما فعله والده الرئيس السابق جورج بوش بعد حرب الخليج الثانية من مؤتمر مدريد وما بعده، فإن من المؤكد ان مسئولي الإدارة لا يريدون الانسياق إلى هذا التشبيه لئلا يكون مصير الابن كمصير الأب، أي الفشل الانتخابي في الحصول على ولاية ثانية.

ولاحظ توماس فريدمان في «نيويورك تايمز»، ان الولايات المتحدة، راغبة في السلام بالشرق الأوسط، أكثر مما يرغب بذلك الأطراف المعنيون. مضيفا انه لابد من أن تريد أميركا، أن يسود السلام، في «إسرائيل»، والضفة الغربية، وفي العراق أيضا. وتساءل فريدمان، ترى هل سيحصل هذا الأمر، أي أن يرغب بوش بالسلام، في هذه الأماكن كلها؟ وقال فريدمان، ان بوش، يستحق التقدير والتحية. فقد كان محقا في اعتقاده بانه لابد من القضاء على نظام صدام، كما انه كان محقا أيضا في اعتقاده بانه لابد من تخطي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ووضع قيادة مسئولة، وبانه لابد من أن يفهم الإسرائيليون ضرورة قيام دولة فلسطينية ووضع حد لتمدد المستوطنات إذا كانت هناك رغبة في السلام. لكن فريدمان، رأى انه من السهل القضاء على الأشياء، لكن هل ستكون الولايات المتحدة، ماهرة في بناء بدائل حقيقية لما تم حلّه؟ هل من بديل لصدام؟ وماذا عن مسار السلام العربي الإسرائيلي؟ وقال الكاتب الأميركي، ان تحرير العراقيين، والفلسطينيين والإسرائيليين، وقف عليهم. لابد من أن يريدوا ذلك. لكنه اعتبر انه لابد لأميركا، من أن تستعمل قوتها لتساعد على خلق الإطار الملائم لكي يحققوا حريتهم. وشدد فريدمان، على انه لهذا السبب على أميركا أن تكون مهتمة بالسلام أكثر من الأطراف المعنية. مضيفا انه قد تعلم درسا بعد حوادث 11 سبتمبر/أيلول، وهو ان النيران المستعرة في الشرق الأوسط، باتت تؤثر على نوعية الحياة الأميركية، فقد بات جنون الشرق أوسطيين يؤثر على الأميركيين الذين سئموا من هذا الأمر.

ولاحظت «نيويورك تايمز»، في افتتاحيتها، ان ثمة تغييرات مهمة بدأت تطرأ على «إسرائيل». فرئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، يقول كلاما مباشرا. ولفتت إلى دعم الحكومة الإسرائيلية لقيام دولة فلسطينية عندما قبلت بـ «خريطة الطريق». كما ان شارون، أطلع حزبه على انه لابد من وضع حد للسيطرة الإسرائيلية على الفلسطينيين. ورأت ان شارون، يقول ما يجب أن يقال، بكل وضوح. وختمت بالقول انه يبدو ان شارون، بدأ يلقي نظرة واقعية على مستقبل بلاده وانه بدأ يفهم انه لا يجب أن تحكم «إسرائيل»، شعبا آخر.

من جانبها أيضا أكدت «واشنطن بوست»، في افتتاحيتها ضرورة تدخل بوش الشخصي في النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، وبدا لها ان الرئيس الأميركي جورج بوش، مستعد للغوص شخصيا في دبلوماسية الشرق الأوسط. لافتة إلى الاتصالات الهاتفية التي أجراها مع قادة إسرائيليين وفلسطينيين وعرب، للحديث عن دعم مسار السلام والإعراب عن استعداده لعقد قمة وربما قمتين في الشرق الأوسط. ورأت ان نتائج جهود بوش، ما زالت متواضعة حتى الآن، معتبرة انه من السهل التشكيك في مدى جدية الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأضافت انه «صحيح ان الحكومة الإسرائيلية وافقت على «خريطة الطريق»، لكنها وضعت شروطا عليها». أما الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، فقالت انه يبذل ما في وسعه للحؤول دون تقديم رئيس الوزراء الفلسطيني أبومازن، أية تنازلات. واعتبرت الصحيفة الأميركية ان الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني ما زالا يرفضان اتخاذ أية خطوات ملموسة، لكن ثمة إشارات إيجابية. فشارون، أعلن اخيرا انه من السيئ لإسرائيل أن يبقى عدد كبير من الفلسطينيين تحت السيطرة الإسرائيلية، ومن جهته ما انفك أبومازن، يردد ان العنف الفلسطيني ضد «إسرائيل»، غير منتج.

وقالت «واشنطن بوست»، ان شارون وأبومازن، مستعدان، لاتخاذ خطوات صغيرة ما يفسح المجال أمام بوش، لكي يتدخل. وختمت بالقول انه يتوجب على بوش، أن يضغط على القادة الأوروبيين والعرب الذين أبدوا تحفظا في دعمهم لشارون أو أبومازن. وأضافت انه يمكن لوفد أميركي أن يسعى إلى تحسين الأوضاع الفلسطينية الإسرائيلية وأن يراقب تنفيذ «خريطة الطريق»، لكن لا بديل عن تحرك بوش. واستدركت فقالت انه لا يمكن لبوش، أن يجبر الإسرائيليين والفلسطينيين على التوصل إلى تسوية، لكن مسار السلام لن يتقدم من دون التزامه المستمر.

واعتبرت «إيسترن دايلي تايم» (الأميركية) من على موقعها على الإنترنت، ان موافقة شارون، على «خريطة الطريق» تكملةٌ لقراره السابق في اكتوبر/تشرين الأول العام 2002 والمتمثل بالالتزام بتوجيه الانتقادات إلى خريطة الطريق خلال الحرب على العراق، والتركيز على بناء استراتيجية للتفاهم مع جورج بوش. غير انها اعتبرت ان ذلك القرار أدى إلى تطوير علاقة تفاهم مع بوش، ولكنه في الوقت نفسه حرم «إسرائيل»، من حق معارضة الخريطة لأن نصها قد صقلته اللجنة الرباعية. وتابعت ان شارون قبل بما قبله كي لا يخسر علاقته بالرئيس بوش. وفي ما يتعلق بتطبيق الخريطة أردفت «إيسترن دايلي تايم»، ان الإسرائيليين سيجدون أنفسهم أمام تحدٍ جديد بعد قبولهم بخريطة الطريق ألا وهو تفكيك المستوطنات. أما من الجانب الفلسطيني فمن واجبهم وقف كل ما يشكل تحريضا على «إسرائيل»، إن كان من جانب ياسر عرفات، أو من جانب حركة «حماس»

العدد 272 - الأربعاء 04 يونيو 2003م الموافق 03 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً