العدد 272 - الأربعاء 04 يونيو 2003م الموافق 03 ربيع الثاني 1424هـ

لا يستقيم الحب في زمن مشحون بالشرور والألم

في محاضرة بيومي بمركز الشيخ إبراهيم

المحرق - المحرر الثقافي 

تحديث: 12 مايو 2017

لعل المتتبع لكتابات الناقدة اللبنانية نهى بيومي يجد أنها أولت موضوع الحب اهتماما كبيرا، فهي في سعي مستمر إلى قرءة الحب في نصوص الشعر أو السرد على حد سواء، ويتواصل هذا الاهتمام البحثي، بقراءة خطاب الحب بعموم أو في إطار حالة محددة مخصوصة، تاريخيا أو جغرافيا... وينتظم في السياق نفسه موضوع المحاضرة التي قدمتها بمركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، والتي عقدت أخيرا.

وجاءت المحاضرة التي حملت عنوانا عاما هو: «هل تغير الحب أم تغيرت سردياته؟ «لتدرس نماذج محددة تنتمي لجيل جديد من كتاب الرواية في لبنان، وتقرأ في هذه الأعمال السردية كيف تم تشخيص وتجسيد الحب لا بوصفه ثيمة عامة، أو حالة تتمحور حولها الرواية، ولكن لتقرأ الحب كما جاء بسماته البارزة، ومقارنته بثيمة الحب التي جاءت عند الجيل السابق في مستوى من المستويات، وكما تجسد الحب كحالة متحققة في الواقع.

وتقترح كمدخل نظري أن موضوع الحب كقيمة إنسانية، يخضع لجملة من العوامل المتغيرة، وأن الجيل الذي بدأ ينشر سردياته حديثا لم يعن بقراءة الحرب، ولكن الرواية اللبنانية في النماذج المختارة تتلبسها آثار الحرب، وليس الحرب فعلا قائما بحد ذاته. هذه الآثار سواء كانت نفسية أو فكرية انعكست على الوقائع التي تدور حولها علاقات الحب في الروايات التي قرأتها.

وقد حددت بيومي أربع نماذج روائية حديثة من روايات لبنانية، هي: رواية «يوم الدين» لرشا الأمير، ورواية «مريم الحكايا» لعلوية صبح، ورواية «إنسي السيارة» لرشيد الضعيف، وأخيرا رواية «عين وردة» لجبور دوير. ووجدت بيومي أن خطاب الحب في هذه الروايات يتسم بالتنوع، فهو يؤكد من جهة درجة الوعي بالذات وبالآخر في النماذج البشرية التي اقترحتها، كما تلامس الخطابات العامة أو تتواصل مع التراث العشقي العربي، لكن الزخم والإخفاق الذي يعود لحوادث السبيعنات يلقي بظلال كثيفة في رسم طبيعة هذه العلاقة المشوبة بالتوتر.

وترصد كيف كان أثر انعكاس الحرب على الحب من خلال مجموعة من الأسئلة... لتجد أن سرديات الحب في هذه النماذج تنتهي جميعها نهايات مفجعة فإما أن ينتهي الحب بالإنكسار، أو بالإجهاض، أو بالموت وكلها نهايات عنيفة، تعكس مدى التأزم الذي تحمله هذه الشخصيات.

وتنتقل من فضاء المتخيل لتحلل المضامين بإسقاطها على الواقع الاجتماعي إذ ترى في الحب بوصفه سردية في هذه الروايات أقرب ما يكون إلى الحب المستحيل فهو متحقق على هامش حياة اقتصادية واجتماعية وسياسية ملتبسة، كما أنه يتسم بتمرده عن القيم الرقابية، كما أنه لا ينتهي بالنهاية السعيدة داخل مؤسسة الزواج.

وتخلص في محاضرتها إلى كون الحب بدأ يدخل إلى مناطق تبتعد عن اللحظات التنويرية كما حفل بها خطاب ابن حزم، ليكون الحب متخبطا، مهتز الأسس، وسط طغيان حالات ووقائع تكرس الألم والشرور





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً