العدد 271 - الثلثاء 03 يونيو 2003م الموافق 02 ربيع الثاني 1424هـ

التنّين الأميركي

علي محمد جبر المسلم comments [at] alwasatnews.com

حينما استشعر التنين الأميركي الخطر على صغاره في «إسرائيل» من الوحش الذي كان يقبع في بغداد، ويتعاظم يوما بعد يوم على رغم الحصار المفروض عليه، وينمو حجما وقوة مستمدا طاقته مما تزخر به أرض الرافدين من خيرات بجمهورية العراق، ويتطلع إلى قضم والتهام ما حوله، ثارت ثائرة التنين وزحف من وكره محدثا جلجلة مخيفة، وأغبرة كثيفة، ليطل برأسه ناحية هذا الوحش، مصورا إياه بالشرير الذي يجب على العالم التخلص منه، ليس حبا في شعب العراق المرعوب لتحريره من هذا الوحش أو ليمنحهم الديمقراطية المنشودة، بل كان الهدف رأس ذلك الوحش لإزاحته والهيمنة على الضحية لامتصاص نخاعها والتلذذ بـ (هبرات) عضلاتها المرتوية نفطا ومالا.

بعد فترة استراحة، وبعد استرداد كامل لقواه بمساعدة المرعوبين الذين قدموا إليه كل ما لديهم من (بوفيه) الولاءات والتسهيلات العسكرية الجوية والبحرية والبرية وما لذ وطاب من مقام ومأكل ومشرب أنسته تعب الرحلة الطويلة التي قطعها للوصول إلى هذه المنطقة وهو يحمل كامل معداته وأجهزة القتل وفرق السرقة والحرق والدمار تحرك هذا التنين الذي جاء من مسافات بعيدة مزمجرا بآلاته الرهيبة من محطة توقفه بالخليج فألحق هزيمة نكراء بفريسته التي قدمت إليه على طبق من ذهب فافترسها مطمئن الوجدان بعدما انهارت قواها من فزع وشراسة الهجمة التي أذهلت قوى الجيش العراقي وشلّت حركته.

اكتشف التنين نكهة الوليمة التي دعي لافتراسها فجمح عن مغادرة المكان لأنه وجد لذة في الكرم كلما أهان مستضيفيه وعليه قرر ان يدوس بقدميه كل طرف من أطراف الضحية ويلتهم منها ما لذ وطاب من دون استحياء طالما وجد سندريلا الخليج دونالد رامسفيلد قبولا لضحكته الصفراء مع كل صباح وترحيبا زائدا لكولن باول وانقيادا سعيدا لكوندليزا رايس.

لقد جهل الغزاة تاريخ العراق فأمعنوا في القهر والإذلال وسالت دموع الثكالى بالعراق وبدأت قطراتها تتجمع لتحول بحر الدمع والمقاومة الى بحرين يغرقا الأحلام البوشية في الخليج

إقرأ أيضا لـ "علي محمد جبر المسلم"

العدد 271 - الثلثاء 03 يونيو 2003م الموافق 02 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً