قبل عشرة أيام تقريبا قمت بكتابة مقال في ساحة نبض المجتمع بعنوان «حملة شهادة دكتوراه وماجستير عاطلون عن العمل»، وكتبت فيه اسماء لعدد كبير من ابنائنا العاطلين، وفي ذات المقال قمت بانتقاد وزارة التربية والتعليم على مسألة مهمة وموضوعية، إذ ذكرت فيها ان قسم التقنيات في الوزارة نسبة الاجانب فيه مرتفعة إلى ما فوق 95 في المئة، اذ يلحظ القارىء لاسماء الموظفين في هذا القسم اعدادا هائلة من اخواننا العرب الاردنيين. بعد المقال قام بالاتصال بي مسئول رفيع المستوى من الوزارة وأقر لي بأنه فعلا في قسم التقنيات الذي يشمل الكمبيوترات وغيرها نسبة الاجانب مرتفعة، قلت له في عتاب: ألا تشعر الوزارة انها مقصرة في حق خريجي الحاسوب من أبنائنا وبناتنا؟. انني امتلك هنا 47 إسما من الاناث متخرجات (علوم حاسوب) وكمبيوتر فلماذا لا تقومون باحلالهن، مكان الاجانب انطلاقا من بحرنة الوظائف وخصوصا ان اعدادا هائلة منهن قمن باجتياز الامتحان والمقابلة بنجاح، بل يوجد فيهن حاملة ماجستير وهي بشرى منصور حمد وأكثرهن تخرجن من جامعة البحرين، الا اذا لا تقبل شهادة حتى جامعة البحرين في الوزارة؟ بل بعضهن تخرجن منذ سنة 1992، أي مضى على تخرجها 11 عاما وهي ماجدة عباس منصور تخصص (دراسات تجارية كمبيوتر) هؤلاء عندما التقيت معهن في الوزارة ذاتها، عندما تم وعدهن بالتوظيف - كل واحدة لها قصة. واحدة قالت لي - وكانت سكرتيرة الوزير واقفة ايضا - قالت لي هذه الخريجة: ألى متى نصبر؟ ماذا بقي من العمر؟، 11 عاما وأنا انتظر؟ ثم اخذت تتنهد احدى هؤلاء الخريجات وهي تقول: «نحن مصابات بالاحباط! مللنا من الوعود! قسم التقنيات والكمبيوتر في الوزارة مليئة بالاجانب 95 في المئة تقريبا من الاجانب يؤتى بهم من الخارج. أنا ذهبت بنفسي ورأيت هناك خلية كاملة كلهم غير بحرينيين وبعضهم جيء بهم قبل فترات ليست طويلة وتجدد عقود أكثرهم، ونحن هنا ماكثات في البيوت نعاني الاحباط واليأس نحن نناشد الوزير فهو الأمل الوحيد في هذه الوزارة بان ينظر الينا ويوظفنا». طبعا جلسنا بعد كل هذا الحوار والآهات مع بعض المسئولين لنطرح مشكلتهن ووعدنا خيرا بالطبع. أسئلة هؤلاء الخريجات واضحة وموضوعية فعلا ماذا بقى من العمر ولماذا لا يقوم مدير التوظيف صبري عبدالهادي باحلالهن مكان الأخوة الاردنيين وغيرهم لأن بعض هؤلاء الموظفين أتى من الخارج تحت مسمى فني كمبيوتر وفني فيديو وهذه وظائف يستطيع ان يقوم بها خريج ثانوية (صناعة) فضلا عن حملة بكالريوس وماجستير.

الشيء الجديد في الأمر أن وكيل الوزارة حسين السادة قام بتصريح يوم أمس في الصحافة «التربية ستعلن عن وظائف جديدة خلال الاسبوع المقبل وتشمل الوظائف الحاسب الآلي والبرمجة وتحليل النظم والمواد التجارية والتعليم الصناعي رجال، والتربية الموسيقية إناث.

في حين الحوار دار مع الوزارة اننا نعاني من ازمة عاطلات في الحاسب الآلي. أكثر العاطلين في الحاسوب من النساء، هناك عشرات النساء العاطلات وحملة بكالريوس وماجستير ويردن ان يعملن مكان الاجانب من إخواننا العرب في قسم التقنيات واذا بنا نفاجأ ان الوظائف التي ستطرح الاسبوع المقبل للخريجات فقط وفقط التربية الموسيقية. نقول للوزارة عندنا خريجات عاطلات في اللغة العربية والحاسوب وغير ذلك وليس عندنا عاطلات في الموسيقى اللهم الا واحدة أو اثنتان ان وجدتا. ونقول ايضا: لماذا لا تقوم الوزارة باحلال العاطلات من حملة شهادة بكالريوس علوم حاسوب مكان الاجانب في قسم التقنيات؟ إذ إن ثلثي هؤلاء المتخرجات من جامعة البحرين وأكثر الخريجات تم نجاحهن وتعاد الاجراءات لمن لم يتمن إجراءات التوظيف. القضية ليست صعبة ولا تحتاج إلى سحر، ونحن نأمل بتفهم الوزارة وكل الخريجات لهن أمل بتدخل سمو رئيس الوزراء الذي صدر قرارا العام الماضي بتوظيف عدد كبير من المتظلمات ما انعكس على قلوب المواطنين.

وغدا إن شاء الله سأقوم بكتابة أسماء الخريجات العاطلات فمن الغريب ان نصرخ بملء أفواهنا في إذن الوزارة عندنا عاطلات حاسوب، فتقول الوزارة: «سأوظف تربية موسيقية إناث»! ولا أنسى أيضا سعيد العجمي فهو عاطل ويحمل شهادة «ماجستير كمبيوتر»