بعد أن تخرج محمد صديق مرزوق في جامعة البحرين، إذ كان مبتعثا من قبل وزارة التربية والتعليم تمنى أن يعمل مدرسا في المدرسة التي تخرج فيها وفي طريقه إلى الوزارة لتقديم أوراقه قام بزيارة مدرسته فوجدها كما فارقها، نفس المدرسين ونفس الإدارة. عندما دخل مكتب التوظيف في الوزارة قالوا له لا نحتاج إلى مدرسين.
محمد: كيف؟
الموظف: لدينا اكتفاء ذاتي.
محمد: أنا للتو جئت من زيارة مدرستي... الموظفون في المواد التي أستطيع تدريسها كلهم أجانب... فكيف تقول اكتفاء ذاتي؟
الموظف: يعني أنت أدرى من الوزارة إذا كان فيه اكتفاء ذاتي أم لا.
محمد: أين البحرنة إذن؟ ولماذا كنت أدرس؟ كيف يرضى المسئولون لابن البلد أن يعيش من دون وظيفة بينما الأجانب يتولون أفضل المناصب.
الموظف: البحرنة مو شغلنا... هذا شغل وزارة العمل.
محمد: وزارة العمل... ضحكتني... بعد ما اتسعت مشكلة البطالة صارت استراتيجية وزارة العمل أن تكون الوزارة ليست مسئولة عن التوظيف وإنما وظيفتها تنظيم سوق العمل ولا أدري كيف ستنظم سوق العمل وهي لا علاقة لها بسوق العمل؟.
وخرج محمد منكسر القلب ورآه المراسل الشاب وقال له لا تزعل هذا هو حال بلدنا... خيرنا لغيرنا.
محمد: الموظف يقول عندهم اكتفاء ذاتي وهذا غير صحيح.
المراسل: أنت إذا وظفتك الوزارة وين راح تسكن؟
محمد: أنت فاضي... يعني وين راح أسكن أكيد في بيت الوالد.
المراسل: والأجانب وين راح يسكنون؟ أظنك فهمت معنى الاكتفاء الذاتي.
وأضاف... انظر إلى الحارس... واضح أنه غير مواطن ولا حتى عربي... بس بعد فيه اكتفاء ذاتي وخصوصا في الحراس.
محمد: اشمعنى الحراس؟
المراسل: لأن الحارس عنده أهم الأسرار التي لو تسربت فربما ينهار النظام الإداري في البلد. والدليل أن السبب في نكسة 1967 هو أن الحراس كانوا نايمين
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 270 - الإثنين 02 يونيو 2003م الموافق 01 ربيع الثاني 1424هـ