الشكوى التي ينطق بها كثير من رجال الأعمال في البحرين أول ما يسألون عن السبب في عدم توظيف البحرينيين هي قولهم إن البحريني لا يطيق الصبر وسرعان ما يترك وظيفته ما يسبب الإرباك الشديد في سير العمل لدى المؤسسة وبالتالي فهو بالنسبة إليهم خسارة مضاعفة.
هذا هو السبب الذي يتذرع به كثير من أصحاب المؤسسات - وخصوصا المتوسطة والصغيرة منها - للتلاعب على القانون. وهذا ما خلق سوقا سوداء للبطاقات السكانية من أجل تحقيق نسبة «البحرنة» المطلوبة في الشركات حتى يتسنى لهم جلب العامل الأجنبي.
المشكلة أيها السادة لا تكمن في العامل أو الموظف البحريني. بل تكمن في العمل الموكل له. فالقول إن البحرينيين لا يشتغلون ولا يمكن الوثوق بهم هو محض افتراء. وإلا فكيف صبر وبقي ألوف العمال والموظفين البحرينيين في أعمال لم يتركوها طوال حياتهم؟
أين تكمن المشكلة إذا؟ الجواب يتمثل في المثل البحريني القديم القائل «قبض الخباز خبزه لو أكل نصه». أي هو بكلمات أخرى وضع الأشياء في أماكنها الطبيعية. فمن غير المعقول أن ترسل وزارة العمل خريج هندسة كهربية للعمل في محل تصليح راديو في وسط المنامة وإذا لم يستمر في هذه الوظيفة نلقي عليه اللوم، وغير ذلك من الأمثلة الكثير
العدد 270 - الإثنين 02 يونيو 2003م الموافق 01 ربيع الثاني 1424هـ