العدد 270 - الإثنين 02 يونيو 2003م الموافق 01 ربيع الثاني 1424هـ

لماذا لا نؤسس مؤسسة خيرية لابتعاث الفقراء للجامعات؟

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

إني مؤمن بالقاعدة الشهيرة «مسافة ألف ميل تبدأ بخطوة واحدة في الاتجاه الصحيح»، ومنذ وطئت رجلي هذا البلد العزيز بعد غربة في المهجر دامت عشر سنين، وأنا اطمح في تأسيس مؤسسة خيرية تعنى بتوفير احتياجات أبناء العوائل الفقيرة الذين يطمحون إلى اكمال دراساتهم الجامعية، ولكن العوز والحاجة يحولان دون ذلك... أحمل هذا الطموح وأتمنى ان يأتي يوم واستطيع فيه تحقيق هذا الحلم، وذلك لن يكون الا بدعم الخيرين من أبناء هذه الامة. فنحن هنا في هذا البلد بحاجة الى مشروعات تحد من هذا الفقر وتأخذ بأبناء الفقراء الى حيث المعرفة والعلم ولن يكون هناك افضل من مؤسسة مدعومة من رجال الخير والاغنياء ورجال الأعمال تعمل على ايصال كل شاب الى حيت الدراسة العلمية ومواصلة طلب العلم. كثير هم الطامحون ومن يتمنون ان يشقوا طريقهم نحو المعرفة والحصول على الدراسات العليا، ولكن ضعف الحال وضغط الحياة وقسوة المعيشة تفرض على مثل هؤلاء الاكتفاء بالشهادة الثانوية وغيرها. لقد قمت بالاتصال ببعض رجال الأعمال ودعوت بعض المتخصصين إداريا إلى وضع خطة عمل لوضع الشروط وكل مستلزمات نجاح المشروع وأتمنى من كل من يستطيع ان يساهم بفكرة أو بتصور ان يتصل عبر البريد الالكتروني أو الهاتف.

أولى بنا بصفتنا مسلمين ان نفكر في مثل هذه المشروعات التي من خلالها نستطيع ان نبني اجيالا معرفية علمية ولن يكون هناك اعظم من بناء صرح علمي يكون رواده فقراء انتزعتهم الايدي البيضاء من مستنقع الفقر الى نور المعرفة.

يجب علينا بصفتنا مسلمين ان نركز على نواقصنا لنردمها، فما اجمل المال عندما يوظف للقضايا الانسانية، وكم هو شيء كبير عند الله عندما نقوم بتأسيس مؤسسة انسانية ذات معايير علمية تعمل على دعم الفقراء لتكملة دراساتهم.

لقد أصبح لدينا الآن مسجد بفضل الاعمال الخيرية مسجد بين كل مسجد ومسجد... شيء جميل ولكن أليس الأولى الآن ان ننفق اموالا ايضا لبناء مؤسسات تعمل على نشر المعرفة وتأهيل الطبقات المحرومة.

دعونا نفكر في الامر مليا سنرى ان المشروع مهم، فلو أسسنا اليوم هذا المشروع ووضع كل واحد منا دينارا واحدا وكان عددنا 50 ألفا لأصبح عندنا 50 ألف دينار كافية لتأمين حاجات كثير من الطلبة الفقراء الطامحين إلى تغيير واقعهم والراغبين في تكملة دراستهم.

اليوم مؤسسة لدعم الطلبة المحتاجين وغدا نقوم بتأسيس مؤسسة مبرّات خيرية لرعاية وتأهيل اليتامى، وهكذا خطوة خطوة نحو مشروعات تقوم على المؤسسة وليس الفرد لبناء مجتمع قائم على الخير والعمل الانساني.

أني أعرف عشرات العوائل الفقيرة والطلبة الفقراء من يطمحون في تكملة دراستهم، غير ان الفقر يأكل ما لديهم من طموح، فهل لنا ان نفكر بوعي في مثل هذه القضايا؟ ان تأمين حاجة 10 فقراء إلى إكمال دراستهم الجامعية يعني الشيء الكبير وانه عمل عند الله كبير... دعونا نفكر في دراسة علمية ميدانية بلا شعارات وعواطف، ولنبدأ على اسم الله وبين يديكم البريد الالكتروني للتدارس. فالمشروع يحتاج الى متخصصين اداريين وكفاءات واقتراحات وتبرعات وكل ذلك يكون وفق منهج مؤسسي. ومسافة الف ميل تبدأ بخطوة واحدة في الاتجاه الصحيح، وبدلا من ان نلعن الظلام علينا ان نوقد شمعة، وأجمل شموع هي شموع العلم، فكما نفكر في ابنائنا لتكملة دراستهم علينا ان نفكر ايضا في المحتاجين. فهذه حقوقهم وهذا هو طريق الخير

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 270 - الإثنين 02 يونيو 2003م الموافق 01 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:56 ص

      بارك اللهفيك

      انا احلم بان اصبح طيارا ولكن بسبب ظروفي الماديه منعتني ولكنني مازلت احلم بذلك ارجوا المواصله معي وشكرا لك اخي على الموضوع

اقرأ ايضاً