بينت تجربة الأشهر الخمسة التي مرت منذ بدء تطبيق الاتحاد الجمركي أن هناك سلبيات غير عادية أو غير مرتبطة بأمور اجرائية وبنقص الخبرة الناجمة عن البدء في تطبيق النظام الجديد مثله مثل أي نظام اتحادي آخر جديد في أي مكان.
فالصناعيون بدأوا يستشعرون مشكلة أن بعض الدول بدأت تستخدم مزايا الاتحاد الجمركي للاستفادة منها فيما يشبه «الغش الجمركي» أو «الخديعة الجمركية» إذ يؤكد أحد المسئولين أن بعض الدول الخليجية استفادت من نقطة الدخول الواحدة التي لاتتطلب السلع بعدها تفتيشا ومعايرة بالمواصفات والمقاييس لادخال فيضان السلع الآسيوية الرخيصة التي لا تتماشى مع أية مواصفات ومقاييس كما هي البلد التي تستقبلها ومن ثم يتم توزيعها في باقي دول المجلس. ويتم ذلك في الوقت الذي يواجه الصناعيون من مواطني دول المجلس صعوبات بالغة في تلبية المواصفات والمقاييس التي تفرضها بعض دول الاتحاد والتي لايمكنها بأي حال منافسة السلع الآسيوية الرخيصة.
مثل هذه السلبيات غير المعلنة وغير المعرّفة لاعتبارات «ربما سياسية» والتي أيضا لا يمكن حلها إلا بشكل غير معلن وغير مثير للحساسية بين السياسيين، من شأنها أن توسع الثغرات والسلبيات المعرّفة والمعلنة وتحول الاتحاد الجمركي الذي طال انتظاره إلى نقمة لبعض الصناعيين
إقرأ أيضا لـ "هناء بوحجي "العدد 268 - السبت 31 مايو 2003م الموافق 29 ربيع الاول 1424هـ