يخوض منتخبنا الوطني في الغد معركة حامية الوطيس باسم القيادة والحكومة والشعب ضد منتخب نيوزيلندا في المحطة الأخيرة من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم، هذا المنتخب لا يمثل اتحاد الكرة أو المؤسسة العامة للشباب والرياضة بقدر ما يمثل الأرض الغالية التي تربينا عليها، ومن الواجب على المجتمع بكل أطيافه دعم أفراد المنتخب بمختلف أنواع الدعم المادي والمعنوي، الوصول إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم فيه قيمة كبيرة للبلد، وقد تكون البداية الحقيقية للرياضة فيه إلى الأفضل ومواكبة الدول المتقدمة على الأقل الخليجية منها، ومن لا يتمكن من الحضور في استاد البحرين الوطني بجسده فلا يبخل بالدعاء من أجل المنتخب.
جميل هو الالتفاف الخليجي حول منتخبنا الوطني ودعمه من الناحية المعنوية، فهذا الالتفاف محل تقدير الجميع في البحرين، وذلك إن دلّ فإنه يدل على أن الخليج (قلب واحد ونبض واحد)، وليس مستبعدا أن تأتي الجماهير الخليجية إلى البحرين من أجل الوقوف خلف المنتخب الوطني في المباراة المصيرية، ولو أن استاد البحرين الوطني يتسع لـ 50 أو 60 ألف متفرج لملئ ولم يكن فيه كرسي فارغ واحد، فالمنتخب بحاجة إلى الجماهير البحرينية والخليجية عامة في مثل هذا الموقف، ومن الضروري التواجد المبكر وإرهاب النيوزيلنديين لحظة دخولهم أرضية الملعب بلباسهم الرسمي، لابد أن تعود في مباراة الغد ذكرى مباراة اليابان في تصفيات 2006 عندما ملئت المدرجات قبل ساعتين ونصف، فلقد كان المشهد رائعا جدا.
هناك الكثير من العبارات والتصريحات التي كتبت في الملاحق الرياضية في الفترة القليلة الماضية دعما للمنتخب الوطني، هذه العبارات جميلة في شكلها ومضمونها، وكم أعجبتني العبارات التي دعت أفراد المنتخب الوطني إلى ضرورة الثقة بالنفس وعدم الالتفات لمستوى المنافس إن كان قويا بقدر ما يكون الالتفات إلى أن ما على أفراد المنتخب تقديم مستواهم الحقيقي فقط وسيكون بعد ذلك الفوز حليفهم بتوفيق من الخالق، هذه المسألة ضرورية جدا، وستكون سلاح الفوز والتأهل (إن شاء الله) إلى كأس العالم، ولكن يجب ألا يكون هناك إفراط في الثقة، وذلك مسئولية الجهاز الإداري والفني في المنتخب الوطني، ومن المفترض أن يكون اللاعبون أصحاب الخبرة قد هضموا دروس الماضي من أجل تحقيق حلم البحرين.
غدا يلعب المنتخب المباراة وهي ليست النهائية كما يعلم الجميع، بل هي شوط واحد والشوط الثاني في نيوزيلندا، ما أود الإشارة إليه أنه من الواجب التعامل بعين إيجابية مع نتيجة مباراة الغد إن كانت سلبية أو إيجابية جدا أو إيجابية إلى حد ما، فإذا فاز المنتخب يجب أن لا نفرط في الفرحة وتكون في حدود ليلة المباراة فقط، وإذا خسر المنتخب (لا سمح الله) من الواجب ضبط النفس وعدم فتح الملفات الفنية وما شابه بصورة تؤثر على معسكر المنتخب كما حدث بعد مباراة الذهاب مع السعودية، الكل شاهد كيف أن المنتخب أدى في الذهاب وأبدع في الإياب أمتع ولم يوفق إلا في الدقيقة الأخيرة من زمن المباراتين في الحصول على ما يستحق.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2590 - الخميس 08 أكتوبر 2009م الموافق 19 شوال 1430هـ