في حرب غزة، كنا نسمع اتهامات «حماس» بشأن تواطؤ أقطاب «سُلَيطة رام الله» وتحريضها العدو الإسرائيلي على حسم المعركة بسرعة. وكنا نتحفظ في التصديق، باعتبار ما تفرزه الصراعات الحزبية من مواقف وعداوات.
تسريبات الأمس أصبحت حقائق اليوم، تتكلّم عنها الصحافة الإسرائيلية، وتفضح المتعاونين مع الاحتلال في قمع شعبهم وإسقاط مقاومته، وتهدّد أبطال «أوسلو» بنشر تسجيلات بأصواتهم، يحرضون الاحتلال على قتل أبناء جلدتهم.
الموقف المخزي الأخير لمهندس مفاوضات «أوسلو»، أثار عليه كل القوى والشخصيات الفلسطينية، حتى داخل حركة فتح التي أعادت انتخابه الشهر الماضي رئيسا للسُلَيطة. الكل أدان عباس عدا اثنين: ممثله في جنيف إبراهيم خريشة الذي أجهض التقرير، وذراعه الدموي محمد دحلان. حتى عباس صاحب القرار الأخرق نفسه تراجع فأعلن تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة من أصدر القرار، وكأنه سرٌ من أسرار كهنوت السلطة في رام الله!
مشكلة عباس أنه كان يتصرّف في القضية الفلسطينية وكأنها علبة سجائر في جيبه، يتصرف بها كما يشاء، دون حاجةٍ إلى مراجعة الشعب واستفتائه. مشكلة هذه النماذج المستبدة الفاشلة أنهم يتصورون أنفسهم آلهة تمشي على الأرض، والآلهة وحدها لا تشاور أحدا، ولا ترجع في قراراتها إلى أحد، حتى في قضايا مصيرية ستقرّر حاضر ومستقبل شعبٍ تحت الاحتلال.
حين حُبس ياسر عرفات أسبوعا كاملا في «واي ريفر»، وخضع لضغوطٍ أميركيةٍ هائلة، للتنازل عن القدس وحق العودة، ردّ عليهم بكلمة: «لو قبلت ذلك لشنقني شعبي على أبواب القدس»، وخرج من الفخ. أما من جاءوا بعده، فذهبوا إلى التحريض على غزو غزة، وإنهاء العملية بأسرع وقت ممكن حتى يعودوا إليها بسياطهم وقوات أمنهم وسجونهم. ألم يعد مفهوما الآن اتهام رئيس الدائرة السياسية بمنظمة التحرير فاروق قدومي هؤلاء بتسميتم عرفات؟
إنه قرار قاتلٌ وفاضحٌ ومشين، أن تقبل بإفلات العدو الذي قتل شعبك، وتبرئة مجرمي الحرب من المساءلة والعقاب. لقد انحدر هذا الفريق السياسي إلى ما دون مستوى العار بدرجات. فلم يقتصر الغضب على غزة، بل وصل إلى عرب 48، حتى فسّر البعض تلكؤ عباس في العودة إلى الضفة بخوفه من الاغتيال في مقره وعلى يد أنصاره ومريديه.
البعض يطالب عباس بالاستقالة، والبعض يطالب بمحاكمته لخيانته دماء الشهداء والأطفال، وتفريطه في حقوق شعبه، حتى شاهد العالم على شاشات التلفزة الفلسطينيين الغاضبين وهم يرشقونه بالأحذية. أي مسئول في أي منطقة أخرى من العالم، يتعرّض لمثل هذه الانتكاسة فإنه سيستقيل، إلا في منطقتنا العربية فإنه مستعدٌ لحرق البلد، وخوض حرب إبادةٍ ضد شعبه يستخدم فيها الطائرات والدبابات حتى لو استمرت سنوات! فليس هناك شيء اسمه شعبٌ وله رأي، هناك إلهٌ واحدٌ فقط يحكم الجميع، إذا مات سيخلفه ابنه الذي سيبقى حاكما على رقابهم أربعين عاما أخرى!
أكثر المواقف مثالية وأنا أتابع تفاصيل الوجع الفلسطيني، مطالبة «حركة البلد»، عباس بالتنحي عن منصبه بشكل حضاري والذهاب إلى بيته وإنهاء حياته السياسية! آخر الأنباء أنه سيوّجه كلمة إلى الأمة! والمصريون مازالوا يحلمون بإعلان المصالحة! دحلان وخريشة يقولان إن فخامته يتعرّض إلى حملة لاغتياله سياسيا، بينما ينصب الغزاويون الخارجون من المحرقة الصهيونية صورا أخرى لمهندس اتفاقات «أوسلو» في ميادينهم العامة ليرجموها بالأحذية والنعال.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2590 - الخميس 08 أكتوبر 2009م الموافق 19 شوال 1430هـ
إلى المدعو خالد شامخ ..
صدق إن لم تستحي فأفعل ماتشاء !!! ولعلمك الى اليوم ولباجر وبعد سنين وسنين بنظل نكره المجنسين مادامكم محتلين بلادنا غصبنا عنا ... ووووواااااع .
للزائر رقم 6
نعم احنا بحارنا اصلليين لذى نحن نشعر بمرارة الفلسطينيين من جراء الاستيطان و النهب من ابئاء الحرام فكما عندهم كريات شمونه عندنا كربات سافره وغيرها.
خالد الشامخ: بالله عليك!!!!!
بحراني وما لك دخل. انت اصلا تكره المجنسين, واحنا قاعدين على كبدك. وااااااااااااااااااي
اغتيال وتصفية محمود عباس
هل سيتم تنفيذه هذا العام مثل ما تم اغتيال ياسر عرفات بالسم والمرض الغريب الذي أصابه جراء ذلك وهناك خطأ مطبعي في المقال (فاروق قدومي هؤلاء بتسميتم عرفات) والصحيح بتسميم .. بعد حادثة رشق جورج بوش بالحذاء أصبح هذا العمل الذي يدل على الاحتقار للشخص المضروب يستهوي الناس المقهورة فرأيناه على الشاشة في تركيا وفي فلسطين وغدا في دولة اخرى .. وأعتقد أي رئيس للقضية الفلسطينية يجب ان يكون ذو مواصفات خاصة وقدرات خارقة تشبه أبطال فيلم حرب النجوم والمعارك بين الكواكب الفضائية. ام محمود
لافرق
كل الحكام العرب سواء ,هم عبيد العبيد لايهمهم لا سلطانهم وما شعوبهم الا خراف ورثوها والعجب البعض يريد ان يخرج من هذه الشعوب علماء ينالون جائزة نوبل.
عباس وراء المتراس
منذ القدم عزف العرب عن فلسطين وأرادوا كبش فداء وحامي لواء. حامي اللواء عرفات مات مورثا المليارات " لاتسأل من اين, ربما فاز باليانصيب" وجاء بعده حامي اللواء عباس. مشكلة عباس أن العيون شابحة حولة والمليارات لم تكتمل بعد , وكبش الفداء بدأ ينطح فلا هو للذبح ولاهو للرعي .. فماذا يعملون..؟ وأما العرب الافاحل فهم تاره يصفقون لحامي اللواء على بسالته وجرئته وتارة يعزون الكبش ويتمنون له عيشا هانأفي "زريبة" . فلاهم مع الكبش ولاهم مع اللواء.
عباس لا يمثل الانفسه
للاسف ان بعض الحكام العرب يمثل نفسه هو الوطن والشعب وكل ما دونه هباء منثورا، عباس فوق هموم شعبه لا يهمه هو وحزبه الا ان يكونوا اعلى سلطة في الهرم، اهم شئ ان لا يعارضه حزب او مجموعة، كان موقفه مهينا منذ حرب غزة وحماس بحت حناجرها وهي تتكلم عن حال تلك المهانة الا ان الاعلام العالمي والعربي يضيق الخناق عليها فقط لان امريكا الام الحنون على العالم ككل والعالم العربي الغبي صنفت حماس حركة ارهابية .
ليس قرار عباس
إنه ليس قرار عباس، بل قرار الدول العربية (العميلة) وتتقدمهم دولة دخيلة على سياسة منطقة الشرق الأوسط !!!
السلطة..
هي التي تجثم على رقاب العباد.. هي التي تكبر وتجلل في فخامته.. هي التي تبايعه وتبايع ابنه وحفيده من بعده.. هي وهي...