منذ سبتمبر/ أيلول الماضي توطن فيروس انفلونزا الخنازير في البحرين، وأصبح وباء داخليا فيها، بمعنى أن المشتبه بإصابته بالمرض لا يحتاج أن يكون قادما من الخارج؛ لأن البحرين منذ ذلك التاريخ تعتبر من البلدان الموبوءة، كما أنها تعتبر في مصاف الدول المتقدمة في انتشار هذا المرض.
كثيرة هي الحقائق المخيفة المتعلقة بالموضوع، وهناك جدل يدور بشأن ما إذا كان نشر هذه الحقائق هو بمثابة بث الرعب والهلع، أو أنه بمثابة أخذ الحيطة والحذر، ووضع يد الرأي العام على الجرح حتى يشعر بمدى عمقه بدلا من إدارة الظهر عنه.
لا شك أن وسائل الإعلام على قائمة أدوات التأثير في هذا الموضوع، ويجب أن تتحلى بمسئولية اجتماعية في وضع مرتبك كالوضع الذي تمر به البحرين اليوم، ولكن المشكلة هي فهم هذه المسئولية التي تنظر إليها وسائل الإعلام كل من زاوية تختلف عن الأخرى، فهل المسئولية الاجتماعية هي إخفاء الحقائق بحجة بث الهلع والخوف، أم التنقيب عن الحقائق بحجة تنوير الرأي العام حتى يأخذ الحيطة والحذر؟
شخصيا أعتقد جازما بأن التخويف والتهويل يتناقض مع المسئولية الاجتماعية التي يجب أن تتحلى بها وسائل الإعلام، ولكنني لا أعتقد أن نشر الحقائق حتى لو كانت مخيفة ومرعبة أمر يصب في هذا الاتجاه، فتخويف الناس بالإشاعات والأكاذيب هو ما يتعارض مع المسئولية الاجتماعية، وأما نشر الحقائق المخيفة فهو قمة المسئولية الاجتماعية، فلو أنك تعلم بتوجه سرب من الصواريخ على إحدى القرى الواقعة على خط الحرب، فهل تمتنع عن إخبار أهل هذه القرية بحجة أنك لا تريد تخويفهم أو بث الهلع بينهم؟ الخوف أمر مؤلم ولكن سقوط الصواريخ على رؤوسهم أكثر إيلاما بلا أدنى ريب.
الحقيقة ليست ملكا خاصا لأحد، حتى يعلم بها البعض ولا يعلم بها البعض الآخر، ما دامت هي حقيقة وليست كذبة أو إشاعة فهي ملك عام للجميع، ولا يجب على وسائل الإعلام واجب كواجب التنقيب عن الحقيقة حتى لا تجد الإشاعة مكانا تجلس فيه.
لذلك فإن وزارة الصحة غير مخولة بأن تحتفظ بأهم المعلومات المتعلقة بهذا الوباء لنفسها فقط، فمن حق الناس أن يعرفوا الإحصاءات الحقيقية للمصابين والمشتبهين أيضا، ومن حقهم أن يعرفوا حجم هذا الوباء في البلد الذي يعيشون فيه.
كما أن وزارة التربية والتعليم يجب أن لا تحجم عن إعلان أسماء المدارس التي يتم اكتشاف إصابات جديدة فيها، فتلك حقيقة من حق أولياء الأمور الإطلاع عليها، وليس من حق وزارة التربية أن تحجب عني حقيقة وجود المرض في المدرسة التي يتعلم فيها ابني، وإذا لم تسد ثقافة الحق في الحصول على الحقيقة سنغرق جميعا في بحر من الإشاعات، وهو وباء أكثر خطورة من وباء انفلونزا الخنازير نفسه.
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 2589 - الأربعاء 07 أكتوبر 2009م الموافق 18 شوال 1430هـ
مرض ألأشاعة
أنا موخايف من المرض خايف من ألأشاعه قبل أن تنتشر ألأشاعة نريد الحقيقة وأطالب بجلسه طارئه لنواب
نريد الحقيقة
من حقي كا مواطن أعلم بما يجري فلماذا هذه السريه ياوزارة الصحة والأعلام وألتربيه أنتم مسئولون والصحافةأيضا هنا يبرز دوركم بارك الله فيكم لي خمسة أهل العبا أطفي بهم شر الوباء المصطفى والمرتضى وفاطمه وبنيهما النجباء